تشهد 3 مناطق جنوب دمشق السبت 25 ديسمبر/كانون الأول 2015 خروج حوالي 4000 آلاف من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ومدنيين اخرين مع عائلاتهم بطريقة آمنة وفق اتفاق غير مسبوق بين وجهاء من السكان والحكومة السورية.
الاتفاق ينص على خروج المسلحين وعائلاتهم ومدنيين آخرين راغبين بالمغادرة من مناطق الحجر الأسود والقدم واليرموك جنوب العاصمة دمشق.
مصدر حكومي مطلع على الملف قال إنه تم التوصل إلى اتفاق بخروج 4000 مسلح ومدني، من كافة الجهات الرافضة لاتفاق المصالحة في المنطقة الجنوبية، وبينهم عناصر من (جبهة) النصرة وداعش".
المرحلة الأولى من الاتفاق ستبدأ بخروج المسلحين السبت نحو الرقة (شمال) ومارع (شمال)".
بداية المفاوضات
بدأت المفاوضات مع الحكومة السورية بمبادرة من وجهاء تلك المناطق بسبب الوضع الاقتصادي الخانق الناتج عن حصار تفرضه قوات النظام منذ العام 2013.
مارع تعد من أبرز معاقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة، ومن بينها جبهة النصرة في ريف حلب الشمالي، كما تعتبر الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
ويأتي هذا الاتفاق بعد فشل 4 مبادرات خلال العامين الماضيين، وفق المصدر الحكومي. وينص في مرحلته الثانية على "إزالة السواتر الترابية وتسوية أوضاع المسلحين (الذين فضلوا البقاء) وتأمين مقومات الحياة وعودة مظاهر مؤسسات الدولة وتحصين المنطقة ضد الإرهاب".
وأفاد مصدر سوري على الأرض أن العدد الإجمالي للمغادرين يبلغ "حوالي 3567 شخصاً بينهم ألفا مسلح، وينتمي غالبيتهم إلى تنظيم داعش بالإضافة إلى جبهة النصرة" وفصيل آخر.
تسليم الأسلحة لقوات النظام
ودخلت إلى منطقة القدم 18 حافلة برفقة فرق الهندسة التابعة للجيش السوري مهمتها استلام العتاد والأسلحة الثقيلة التابعة لمسلحي داعش وبعض مجموعات النصرة قبل نقلهم.
أحد وجهاء بلدة القدم، فضل عدم الكشف عن اسمه، أوضح أنه يحق" لكل مسلح إخراج عائلته وحقيبة واحدة وسلاحه الفردي".
متى وجد التنظيم في الحجر الأسود؟
يتواجد تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الحجر الأسود منذ تموز/يوليو 2014، ويستخدمها كقاعدة لشن هجومه ضد العاصمة. أما حي القدم القريب، حيث تتواجد فصائل مقاتلة، فلا يشهد عمليات عسكرية بسبب تنفيذ مصالحة فيه مع قوات النظام.
ويعاني سكان مخيم اليرموك من حصار فرضته قوات النظام منذ حوالي عامين، ويتواجد فيه حالياً نحو سبعة آلاف شخص من السوريين والفلسطينيين بعد خروج نحو عشرة آلاف فلسطيني إلى الأحياء المجاورة أثر هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية في نيسان/أبريل. ويسيطر التنظيم المتطرف وجبهة النصرة على 40 في المئة منه.
وكان عدد سكان المخيم 160 ألفاً قبل بدء النزاع السوري في منتصف مارس/ آذار 2011.
وأكد محمد العمري من المكتب الإعلامي لوزارة المصالحة السورية أن الاتفاق "سوري بامتياز"، كما نفت متحدثة باسم الأمم المتحدة في دمشق لفرانس برس أي دور للمنظمة الدولية في عملية المفاوضات.
وقال العمري "سينعكس نجاح المرحلة الأولى من الاتفاق إيجاباً على مخيم اليرموك وكافة المنطقة الجنوبية حيث ستشملها مصالحة" سيتمكن من خلالها "أكثر من مليون و800 ألف سوري وفلسطيني من العودة بعد إتمام إعادة مقومات الحياة".