وفاة 25 سعودياً وإصابة 123 في حريق بمستشفى جازان العام.. وعمال قاموا بأعمال بطولية لانقاذ مئات الأرواح

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/24 الساعة 00:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/24 الساعة 00:07 بتوقيت غرينتش

لقي نحو 25 شخصاً مصرعهم، بينهم طفل، ومعظمهم مرضى، وأصيب أكثر من 123 آخرين في حريق بمشفى جازان العام جنوب غربي السعودية، صباح الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول 2015، وتقوم السلطات بالتحقيق في أسبابه.

فيما قام عمال بالمستشفى بأعمال بطولية لانقاذ ارواح عدد كبير من المرضى.

وزارة الصحة السعودية قالت في بيان رسمي أنها تلقت صباح الخميس نبأ حدوث حريق في مستشفى جازان العام، الذي تبلغ سعته السريرية 150 سريراً، ويعنى بمجالات الأمراض العامة.

وقالت إن نحو 20 فرقة إسعافية من مستشفيات الوزارة الأخرى والدفاع المدني وصلت للمستشفى، كما وصل 20 فريقاً طبياً من المستشفيات الأخرى، وسارع بقية الأطباء العاملين في المستشفى في التوجه له للمشاركة في الاعتناء بالمرضى.

وأشارت الوزارة إلى أنه فور وقوع الحريق أعلنت إدارة المستشفى حالة الطوارئ وقامت بإخلاء المرضى المنومين في مكان وقوع الحريق في الدور الأول، الذي يحتوي على أقسام الولادة والأطفال والعناية المركزة.

كما تم إخلاء الأطفال الموجودين في الحاضنات دون إصابات، فيما وقعت ضحية في قسم العناية المركزة، بسبب الدخان الكثيف.

وأمتد الدخان إلى الأدوار العليا في المستشفى، وتسبب في وقوع العديد من الوفيات والإصابات.

كما قامت إدارة المستشفى بتحويل المصابين إلى المستشفيات المجاورة ومستشفى الملك فهد ومستشفى الأمير محمد بن ناصر. كما توجهت فرقة من المختصين لمحافظة جازان للتحقيق في ملابسات الحادث.

من جانبه أصدر الدفاع المدني السعودي بياناً رسمياً حول الحادثة جاء فيه "إن21 فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف من الدفاع المدني مدعومة بفرق أمنية وإسعافية وخدمية باشرت بإطفاء الحريق".

وأوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان أن غرفة القيادة والسيطرة تلقت بلاغاً عن وقوع حادث حريق بمستشفى جازان العام بالدور الأول بقسم العناية المركزة والنسائية والتوليد والحضانة وتم انتقال 4 فرق من مدينة جيزان وتم دعمها بـ 17 فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف وسلالم من كافة إدارات ومراكز المنطقة.

حالات قفز

ووفقاً لشهود عيان فإن إحدى المريضات قفزت من الدور الرابع بعد محاصرة الحريق كل المداخل، فيما كان للمتطوعين الدور الأبرز في إخراج المرضى، وكانت أكثر الوفيات نتيجة الاختناق.

ووفقاً لرواية أخرى لمريضة نجت من الحريق قالت: "لقد باغتنا الدخان ولم يخبرنا أحد عن وقوع حريق، ولم نتمكن من الخروج إلاّ بمساعدة بعض المتطوعين الذين دخلوا إلى غرف المستشفى لإنقاذ المرضى، ولم نشاهد أطباء أو ممرضات على الإطلاق.

عمليات إنقاذ بطولية

فيما أفاد شهود عيان أن بعض العاملين في المستشفى قاموا بأعمال بطولية في إنقاذ أرواح عدد من المرضى، وقام حسن مغفوري حارس الأمن الخاص بالمستشفى والذي يتقاضى راتباً ضعيفاً، بإنقاذ عشرات المرضى والمصابين، كما رفض الخروج من النيران والدخان حتى يتمكن من إنقاذ أكبر عدد من المرضى.

فيما تمكن موظف آخر يعمل في قسم الاستقبال من إنقاذ ٥ أطفال من قسم المواليد.

وبحسب مصدر داخل المستشفى قال إن المستشفى غير مؤهل ويفتقد لأنظمة الأمن والسلامة

الشبكات الاجتماعية

هذا وسرعان ما انتقل حادث الحريق إلى الشبكات الاجتماعية إذ تساءل الكثير من السعوديين عن إجراءات الأمن والسلامة في المستشفيات ، وخطط عمليات الإخلاء في حالات الكوارث.

ورفض الكثيرون أن يتم تشكيل لجنة كما هو المعتاد لتقصي الأسباب، وتعمل هذه اللجنة سنوات طويلة، مطالبين بسرعة الكشف عن السبب وراء الحريق وسرعة محاسبة المقصرين.

وزاد من غضب السعويون صورة قام بنشرها بعض النشطاء بالشبكات الاجتماعية تكشف إغلاق إدارة المستشفى لباب الطواريء، كما أظهر مقطع فيديو أحد عمال الدفاع المدني وهو يحاول تحطيم أحد الأبواب لانقاذ المرضى في الأدوار العليا، ما أثار البعض لإطلاق هاشتاغ #بلغ_عن_باب_طواريء_مقفل.

الحادث يعد الثاني الذي يضرب المملكة ويسبب خسائر بشرية، بعد حريق مبنى تابع لشركة أرامكو قبل نحو شهرين وأدى لمقتل 10 أشخاص وإصابة 295 آخرين.

وجازان محور خطة تنمية تبلغ قيمتها 20 مليار دولار لتطوير الاقتصاد المحلي عن طريق تشييد مجمع صناعي ينتج ويستخدم المنتجات النفطية في التصنيع، وتتعرض بشكل دائم لقصف قوات الحوثي وعلي عبدالله صالح، الأمر الذي يتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين، حيث أدى القصف في الأيام الأخيرة لإغلاق المدارس في المنطقة الجنوبية الحدودية مع اليمن.

مصدر الصور موقع "سبق" السعودي.

تحميل المزيد