أعلنت الحكومة المصرية الثلاثاء 22 ديسمبر / كانون الأول 2015 الاستعانة بشركة عالمية لاستشارات المخاطر لمراجعة إجراءات أمن مطاري القاهرة وشرم الشيخ، بعد قرابة شهرين من سقوط طائرة ركاب روسية فوق سيناء ومقتل 224 شخصاً كانوا على متنها.
وأعلنت موسكو في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني أن سقوط طائرة إيرباص إيه321-200 التابعة لشركة متروجت الروسية نتج من قنبلة مصنعة يدوياً تحوي كيلوغراماً واحداً من مادة تي إن تي المتفجرة. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عن الحادث بعد أن "وجد طريقة لتحقيق اختراق أمني" في مطار شرم الشيخ.
إلا أن مصر تعلن عدم وجود دليل حتى الآن يثبت أن "عملاً إرهابياً" أسقط الطائرة التي سقطت بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، في موقف عزاه خبراء إلى تخوف القاهرة من أن يؤدي ذلك إلى ضرب قطاع السياحة أحد أعمدة الاقتصاد المصري.
شركة كونترول ريسكس
وقال وزير السياحة المصري هشام زعزوع في مؤتمر صحافي في فندق في القاهرة بالإنكليزية إن "الحكومة المصرية عينت كونترول ريسكس لبدء العمل فوراً للقيام بمراجعة كاملة لأمن المطارات في مصر".
وأضاف زعزوع أن "مهام شركة "كونترول ريسكس" تشمل مراجعة مستجدات التقدم المحرز فعلياً، إضافة إلى مراجعة وتقييم إجراءات الأمن والسلامة والعمليات والمعدات".
و"كونترول ريسكس" هي شركة عالمية مستقلة لاستشارات المخاطر مقرها في لندن ومتخصصة في تقديم استشارات وتحليلات لعملائها بخصوص إدارة المخاطر الأمنية والسياسية خاصة في البيئات الخطرة، حسب ما تعرف الشركة نفسها على موقعها الإلكتروني.
وأشار زعزوع إلى أن "عمل الشركة سيتركز في البداية على أمن المطارات في مدينتي شرم الشيخ والقاهرة".
ومنذ البداية، تطالب القاهرة منذ سقوط الطائرة بالتريث وانتظار النتائج التي ستتوصل إليها لجنة التحقيق الرسمية التي تضم مصر وروسيا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا.
ونفى زعزوع وجود أي رابط بين حادث سقوط الطائرة الروسية والإعلان عن الاستعانة بالشركة الاستشارية.
التهديد الأمني
وقال زعزوع رداً على سؤال أحد الصحافيين إن الأمر "لا يتعلق بحادث (طائرة) المتروجت. الأمر يتعلق بمستوى التهديد الأمني الذي يزداد بشكل سريع حول العالم".
وقال وزير الطيران المصري حسام كمال إن الاستعانة بشركة استشارات لا يعني "الاستغناء عن دور الشرطة أو العامل البشري المصري" في تأمين المطارات المصرية، مضيفاً أنه قد تتم إضافة "مطارات أخرى" لخطة المراجعة.
سقطت الطائرة الروسية في وسط شبه جزيرة سيناء، معقل الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يطلق على نفسه اسم "ولاية سيناء" ويخوض حرباً شرسة مع قوات الأمن المصرية.
روسيا توقف رحلاتها
وأوقفت روسيا تسيير رحلاتها من وإلى مصر فيما أوقفت شركات طيران عدة في العالم رحلاتها إلى مطار شرم الشيخ. وقررت لندن وموسكو إجلاء عشرات الآلاف من رعاياهما في شرم الشيخ التي بدت لاحقاً أشبه بمدينة مهجورة مع تعزيز لندن وواشنطن لفرضية القنبلة اعتماداً على تقارير استخباراتية.
وعلى الإثر، تحولت شرم الشيخ والمنتجعات السياحية على البحر الأحمر إلى أماكن مهجورة ما أضرَّ بقطاع السياحة المصري بشكل كبير خاصة قبل موسم أعياد الميلاد ورأس السنة.
وصل عدد السياح عام 2014 إلى نحو عشرة ملايين في حين أنه كان 15 مليوناً عام 2010 قبل الانتفاضة التي أطاحت نظام الرئيس حسني مبارك. كما تراجعت عائدات السياحة بشكل حاد منذ ذلك الوقت.