الأم رمز العطاء والمنح والبذل. ومنبع الطيبة والرحمة. تغفر الأم مهما أساء الأبناء التصرف أو حتى أساؤوا إليها، وترحم مهما عذبوها، وتعطي مهما جحدوا. يقول يوسف زيدان في روايته (محال): "العاطي سوف يأخذُ بعد حينٍ، لا محالة، وأما المانحُ فهو المحبُّ الواهب. والحبُّ المانح صفةُ الأمهات، شبيهات البحيرات، المانحاتِ من دون اشتراط المقابل وبلا ارتباطٍ بأحوال القابل. هذا سِرُّ الأمومة". تلك هي الأم، القلب الذي يحبنا بلا مقابل، ولا نخشى أن يكرهنا مهما اقترفنا من ذنوب بحقه! حتى صارت صفة الأمومة عنواناً يطلق على العشق الجارف وصارت صفة الأمهات تطلق على العاشقات الغافرات. تقول فاتحة مرشيد في كتابها "لحظات لا غير": "سرحت بأفكاري نحو هؤلاء النساء اللواتي ينذرن حياتهن لحب رجل واحد! حب فيه من الأمومة ما يجعلهن غافرات لكل الخطايا".
الأم مدرسة، نعم، تبني أبناءها، وربما جاءت "البُنوّة" من "البناء"! لكنهم يبنونها أيضاً. فِعل الأمومة يبني الأم أخلاقياً وروحياً وعاطفياً. تقول ريم عبد الغني في كتابها (وهج روح): "أليست مدهشة هبة الله الرائعة التي يمنحنا إيّاها باسم الأمومة؟ هذا الشعور الذي لا يوصف أمام مخلوق صغير.. هو منك.. يرى العالم من خلالك.. أنتِ منارته ودفّة سفينته.. يحرّك داخلك كلّ العواطف النبيلة إذ يلمس بعصاه السحرية أعماقك فتتدفق ينابيع التسامح والرحمة، ليس تجاهه فحسب بل تجاه الدنيا كلها..".
وقد ورد في أحاديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أن الله أرحم من الأم بولدها!.. إنها لفتة بليغة أن يختار النبي رحمة الأم بابنها معياراً لرحمة الخالق بالخلائق! تكمن عظمة الأمهات وقيمة أعمالهن في أن فعل الأمومة الذي يمارسنه يمكن أن يكون مقياساً تقارن به رحمة رب العالمين، الرحمن الرحيم..
لكن، هل في الأمومة درجات؟ وهل هنالك أمومة صحيحة وأمومة أقل من ذلك أو غير ذلك؟ في رأيي الأمومة هي الأمومة. هي شحنة عالية من العاطفة والمحبة والرحمة والتسامح. لكن المستويات الثقافية والاجتماعية والتعليمية تلعب دوراً في الصيغة التربوية التي تعبّر بها الأم عن أمومتها تجاه أطفالها. يقول زكريا إبراهيم في كتابه (مشكلة الحب): "الأمومة الصحيحة إنما هي تلك التي تحب فيها الأم طفلها لذاته لا لذاتها. ومثل هذه الأمومة تقتضي حتماً اعتبار ذات الطفل ذاتاً مستقلة، دون العمل على إلحاقها دائماً بذات الأم". فعلى الأم أن تحترم استقلالية أطفالها وخصوصياتهم وكرامتهم، وأن تزرع فيهم ثقتها بهم وثقتهم في أنفسهم. من واجبها أن تربيهم بالشراكة معهم. أن تجعل طفلها شريكاً لها في تربية نفسه من خلال تحفيزه على التمييز بين الصواب والخطأ بنفسه، وتحمّل المسؤولية، واتخاذ القرارات، ومساعدة الآخرين. هذه (الشراكة التربوية) التي يشترك فيها الأب أيضاً بكل تأكيد هي ضمانة لبناء سليم لشخصية الطفل.
وتتأثر الأمومة، مثل كل خصائص الإنسان، ذكراً كان أم أنثى، بالمحيط الثقافي السائد حوله. وهذا المعنى يسلط الضوء على أهمية البيئة في تكوين الإنسان الخصائصي والقيمي والمعرفي والسلوكي. تقول أورزولا شوي في كتابها "أصل الفروق بين الجنسين": "الخصائص الأنثوية التي كانت تعتبر أصلية مثل عاطفة الأمومة والعاطفية والاهتمام الاجتماعي والسلبية، ليست أنثوية بالطبيعة ولا فطرية بل مكتسبة ثقافياً" فإذا كانت الأمومة خصيصة أنثوية مكتسبة ثقافياً بالحث الاجتماعي فهذا يؤكد دور المجتمع في إعداد الأمهات إعداداً إيجابياً للمهمة الموكلة إليهن. إن الأمر يتعلق بضرورة الإعلاء من شان "الأمومة" كقيمة ودور ورسالة ومهمة ووظيفة وريادة وإنجاز. يستدعي هذا الاحتفاء بالأمومة والأمهات في الخطاب السياسي والإعلامي والديني، وفي الممارسة التشريعية، والسياسات العامة للدولة، والقيم المبثوثة في مناهج التعليم. مع الأخذ بنظر الاعتبار أن الأمومة ينبغي أن يتم تناولها بمفهومها القيمي والإنساني والتربوي والرحموي قبل مفهومها البايولوجي.
لكن الخبر الجيد في أطروحة "الاكتساب الثقافي للخصائص الأنثوية" أن الخصائص السلبية للأنثى هي مكتسبة أيضاً مثل الخنوع والسلبية.. وبالتالي يمكن التحكم في تكوين الإناث بالاتجاه الإيجابي من خلال التحكم في قيم المجتمع وثقافته عبر آليات التغيير الحضاري.
ومن الأسئلة التي تثار حول الأمومة: هل تفقد الأنثى قيمتها حين تفقد الأمومة؟ وما قيمة الأنثى من دون أمومة؟ أعتقد أن فقد الأمومة البيولوجية لا يعني فقط الأمومة النفسية والإنسانية والروحية لدى المرأة، بل ربما يعززها! وعلى الرغم من أهمية الأمومة الإنجابية والتربوية في التكوين النفسي للمرأة فإن اعتبار الافتقار إلى هذه الأمومة البيولوجية بسبب عدم الزواج أو العقم أو أي سبب آخر نقصاً في المرأة هو نظرة تمييزية أولاً، وسطحية ثانياً. جاء في رواية نجيب محفوظ (عبث الأقدار): "ربّاه! لماذا تحرمها الآلهة من الأمومة؟ ما حكمة خلقها امرأة إذاً؟! إذ ما امرأة بلا أمومة؟ إن امرأة بلا أمومة كخمر بلا نشوة، أو وردة بلا رائحة، أو عبادة بلا إيمان فوايأساه!" ليس ثمة ما يدعو لليأس في الحقيقة. فالنساء اللواتي لم تتح لهن فرصة أن يصبحن أمهات يعمدن إلى تعويض ذلك من خلال استلهام روح الأمومة في سلوكهن مع محيطهن الأسري والاجتماعي. ليس الخلل في القدر البيولوجي الذي اختار لهن عدم الإنجاب بل الخلل في المجتمع الذي يحرم المرأة من الإفصاح عن نفسها والتعبير عن أمومتها الإنسانية من خلال الدور الأسري كزوجة وابنة وأخت، أو الاجتماعي كصديقة ومواطنة وناشطة، أو المهني كمعلمة أو ممرضة أو طبيبة أو فنانة أو مهندسة أو حرفية في أي مجال آخر.
عبر التاريخ والعصور، كانت الأمومة كعاطفة ودور وممارسة وانفعال إنساني دفّاق وراقٍ ورقيق حاضرة بقوة في الصراعات البشرية الاجتماعية والعقائدية والسياسية. وما قصة أم موسى سوى نموذج لهذا التداخل بين عاطفة الأم وإرادة الله ورغبات البشر. تلك المشاعر النبيلة المرتبكة لأم موسى هي ذاتها التي تضطرم في قلوب الأمهات الفلسطينيات وقد وجدن أبناءهن جزءاً من حريق الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. تقول نردين أبو نبعة في روايتها "رب إنّي وضعتها أنثى": "لعبة الموت اليومية، الفسفور، الاجتياحات اليومية، الأوجاع المشتعلة تكفلت بتشكيل قلب جديد للمرأة الفلسطينية وحتى لا يتوغل سواد الموت في بياض قلبها سيجته بالدم ليس خياراً ما فعلته المرأة الفلسطينية إنها تزف قطعة من قلبها وروحها للحرية! الحرية هنا لها طعم مختلف.. وهبتك لله هي كلمة المرأة التي تقاوم بها ضعف الأمومة المرهف".
وفي ظل النزاعات الأهلية التي تقوّض السلم الاجتماعي في المنطقة العربية، تبدو المجتمعات العربية وكأنها فقدت رشدها! حجم القتل والدم والموت والخراب ذهب بالعقول. الاضطراب والتوتر يعمّ الحياة اليومية. إنها صدمة نفسية وعاطفية كبيرة فعلاً يعيشها الفرد العربي والعقل الجمعي العربي. ولمعالجة هذه الصدمة لا بد من صدمات مضادة! أعتقد أن الموت لا يكافح إلا بالحياة. هذه المقاربة نفهمها من فكرة جاءت في رواية "موانئ الشرق" لأمين معلوف، يقول فيها: "للطبيب كتابديار نظرياته، إذ يعتقد أن امرأة مثلها، فقدت رشدها نتيجة صدمة، ستستعيده بصدمة أخرى.. الحمل، الأمومة والولادة بشكل خاص صدمة حياة قوية تنهي صدمة موت قوية. الدم يمحو الدم. نظريات.. نظريات". نعم، نظرية صائبة. الدم يمحو الدم. الدماء الجديدة التي تجري في شرايين المواليد الجدد ستمحو دماء الضحايا التي غطت الأسفلت في شوارع بغداد ودمشق. والأسر التي تفككت ينبغي إعادة بنائها أو بناء أسر جديدة عوضاً عنها من خلال الزواج، والحمل، والأمومة، والتربية، وإعداد بشر جدد لترميم النسيج الاجتماعي في أكثر من بلد عربي.
لقد تعرضت المجتمعات العربية لصدمات كبرى. وإذا كانت الأمومة صدمة فهي صدمة إيجابية وحميدة وضرورية لمعالجة صدمات الحرب الأهلية. الصدمة الأخلاقية التي تعرض لها المجتمع العربي تحتاج إلى صرخات مواليد جدد وقلوب أمهات جديدات تنبض بالحياة والرحمة والمحبة لتعيد ترميم الفضاء الأخلاقي العربي من خلال شحنات التسامح والمودة المتدفقة من قلب الأم وهي تداعب أنامل وليدها أو وهي ترمق طفلها يلعب قربها.
الأمومة من الأنوثة، والأنوثة من الأمومة، لا ينفصلان. فكل أنثى هي أم، وكل أم هي أنثى. المسألة نفسية ومعرفية وثقافية قبل أن تكون قضية تكوين بيولوجي أو دوافع فيسيولوجية. تقول شهرزاد الخليج: "ولا شيء يحيّر المرأة كظلم الاختيار بين أمومتها وأنوثتها. ولا شيء يكسر المرأة كاكتشاف عجز الأمومة فى أنوثتها. ولا شيء يظلم المرأة كظلم مصادرة اختيارات قلبها والانتقاء باسم العقل له" لكن بإمكان المرأة، حين تمتلك إرادتها بإرادتها، أن تحوّل الحيرة والانسكار والمظلومية إلى ثقة وصلابة وانتصار على ضعف الذات وجور المجتمع. حين تفهم أن لا تعارض ولا تناقض بين الأمومة والأنوثة، وعندما تحذف كلمة "عجز" من قاموسها، وحين تستوعب أن تحمّل مسؤولية الاختيار هي أساس النجاح سواء اختارت بقلبها أو عقلها. ستخرج المرأة من دوامة الحيرة والارتباك حين تسمح لينابيع الأمومة الإنسانية الكامنة فيها أن تتدفق لتغمر محيطها بالمودة والنجاح والإنجاز.
ترى هل ظلمت الحداثة المرأة وسحقت الأمومة؟ مصطفى صادق الرافعي يقول في كتابه (وحي القلم): "لم تعد المرأة العصرية انتصار الأمومة، ولا انتصار الخُلُق الفاضل، ولا انتصار التعزية في هموم الحياة؛ ولكن انتصار الفن، وانتصار اللهو، وانتصار الخلاعة". والحل في رأيي، ليس في رفض الحداثة والمعاصرة والنأي بالذات عنهما، لكن في ترصين قيم الأمومة وتعزيزها وبعث ألقها الأخلاقي وروحها القيمية وعمقها الإنساني وحسها التربوي. كما أن الأمومة لا تريد أن تنتصر على أحد! لأن قيمة الأمومة قيمة تصالحية تسامحية بطبيعتها ولا يمكن إلباسها ثوباً حربياً يسعى للانتصار على قيم الآخر. إنها قيمة تنموية وحمائية وتربوية وإنسانية تعزز البناء النفسي للنشأ الجديد. ليس صحيحاً زج قيمة الأمومة في المعارك الأيديولوجية بدليل أن القرآن يشير إلى قرار إلهي بعدم جريان الصراع العقائدي مع فرعون على حساب عاطفة الأمومة لدى أم موسى: "فرددناه إلى أمه كي تقرّ عينها ولا تحزن".
وترتبط الأمومة كمهارة ناعمة بكيان اجتماعي هو الأسرة، فالأمومة هي روح الأسرة وتيارها الذي يشغلها ويحركها ويبث فيها الحياة ويحافظ على لحمتها وتماسكها وفاعليتها وتضامنها وتكافلها. يتحدث محمد الغزالي في كتابه "قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة" عن القيم والمبادئ التي تقوم عليها الأسرة ككيان حافظ للأمومة من وجهة نظر إسلامية: "وأريد هنا إثبات بعض الملاحظات: أولاً: أن النفقة معصوبة بجبين الرجل وحده، وأن إنفاق المرأة في البيت مسلك مؤقت وتطوع غير ملزم، وعليها أن تجعل أثمن أوقاتها لتربية أولادها والإشراف العلمي والأدبي عليهم. ثانياً: أن دور الحضانة مأوى موقوت تُلجئ إليه ضرورات عابرة وأن الأساس في الإيواء والتربية هو البيت الأصلي ودفء الأمومة وحنانها!" مضيفاً "الأسرة مملكة ذات حدود قائمة تشبه حدود الدول في عصرنا وطبيعة هذه الحدود الحماية والمحافظة، فليست البيوت مبنية على سطح بحر مائج التيارات".
وتتناقض الأمومة مع الأنانية، بل صلتها بالتضحية ونكران الذات وثيقة جداً. صحيح أن التضحية في نظر بعض الخبراء النفسيين تستبطن معنى الأنانية من خلال سعي المضحي لاحتكار التضحية والخيرية لنفسه وحده! إلا أنها في حالة الأمومة شيء مختلف في رأيي لأن الأنانية هنا تكون إيجابية إذ ترتبط بالمسؤولية والالتزام والواجب. تقول ميشلين حبيب: "عندما تصبح الأمومة والأبوّة تحكّم وتملّك، يفقدان سلطانهما السماوي ويرتكزان فقط على سلطانهما البشري. وعندها يصبح الأبناء ضحية أهلهم". وكما أسلفنا فالأمومة ابنة بيئتها الثقافية، وحين تكون البيئة المحيطة ديمقراطية تقوم على الشراكة والتعاون والإنتاج تكون الأمومة أمومة تربية وتهذيب وتعليم حر وتكوين إيجابي وتنشئة صحية لشخصية الطفل. أما حين تكون البيئة المحيطة بالأم بيئة منغلقة ومتخلفة واستحواذية فتكون نسخة الأمومة نسخة تقوم على التملّك والتحكّم أو السلبية واللامبالاة.
الأم وطن، والأمومة عالم بذاتها. في عالم الأم يعيش الإنسان مطمئناً إلى القلب الحاني الذي يدعو له بظهر الغيب. لا فرق بين أن يكون الواحد منا برّاً بوالدته أو عاقاً لها. في كل الأحوال هو مطمئن لحبها له!
يقول جبران خليل جبران في كتابه "الأجنحة المتكسرة": "إن أعذب ما تحدثه الشفاه البشرية هو لفظة (الأم)، وأجمل مناداة هي: يا أمي، كلمة صغيرة كبيرة مملوءة بالأمل والحب والانعطاف، وكل ما في القلب البشري من الرقة والحلاوة والعذوبة. الأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس، والقوة في الضعف، هي ينبوع الحنو والرأفة والشفقة والغفران، فالذي يفقد أمه يفقد صدراً يسند إليه رأسه ويداً تباركه وعيناً تحرسه… كل شيء في الطبيعة يرمز ويتكلم عن الأمومة، فالشمس هي أم هذه الأرض ترضعها حرارتها وتحتضنها بنورها، ولا تغادرها عند المساء إلا بعد أن تنوّمها على نغمة أمواج البحر وترنيمة العصافير والسواقي، وهذه الأرض هي أم للأشجار والأزهار تلِدُها وتُرضعها ثم تَفطمها. والأشجار والأزهار تصير بدورها أمهات حنونات للأثمار الشهية والبزور الحية. وأم كل شيء في الكيان هي الروح الكلية الأزلية الأبدية المملوءة بالجمال والمحبة".
ولذلك ليس مستغرباً أن الرجل قد يعامل زوجته بطريقة أفضل من معاملته لأمه على الرغم من أنه يحمل في داخله حباً لأمه أعمق من حبه لزوجته. إن الأمر يتعلق بالمصلحة النفسية والجسدية والأسرية والأدبية والاجتماعية التي تربطه بزوجته. لكنه يرتبط بأمه ارتباطاً قدرياً إنسانياً لم يفكر يوماً فيه بعقله ولم يحسبه بالورقة والقلم ولم يكتبه في وثيقة عقد أو شهد عليه شهود. جاء في الأثر: "لا يزال الرجل طفلاً، حتى إذا ماتت أمه شاخ فجأة". يقول سيد الوكيل في كتابه "الحالة دايت: سيرة الموت والكتابة": "عندما يبدأ الابن في مراجعة علاقته بالأم، كأنه يراجع علاقته بالعالم كله، كأن الأمومة هي عالمنا الدافئ الحميم، عندما نفقدها نكتشف أن العالم واسع وبارد، هذا هو معنى اليتم الحقيقي. عندما يكون العالم واسعاً وبارداً تشعر باليتم".
المصادر: تم الحصول على اقتباسات الكتب والكتّاب من موقع www.goodreads.com
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.