عيدا الميلاد ورأس السنة يبدو أنهما خجولان هذا العام في دمشق، بعد 5 سنوات من الحرب لم تسلم منها عائلة ما بين قتيل أو مهاجر أو منكوب، وما زاد من سوء الأوضاع وانعكاسها على مظاهر الاحتفالات انقطاع الكهرباء الدائم والغلاء الفاحش.
"عربي بوست"، تحدثت إلى بعض أهالي دمشق ونقلت مشاعر الفرح مع قدوم عيد الميلاد والمكتوم بسبب الخوف من قصف، ورصدت الاحتفالات الخجولة في الشوارع والبيوت هذا العام.
لم يعد كما كان!
ماريا الخوري ربة منزل سورية تعيش بالعاصمة دمشق وتقول لـ "عربي بوست" إن "الأسعار مرتفعة جداً فكل طفل يكلف اليوم أكثر من 25 ألف ليرة لتأمين ملابس العيد، والأمر ينطبق على كل شيء من حلوى وغيرها".
"شوارع باب توما والغساني والقصاع لم تعد كما كانت"، توضح الخوري، مضيفة "لم نعد نشعر بالعيد كالماضي، ودائماً توجد غصة لدى الناس وحتى الزينة أصبحت تدل على خفايا البيوت إذ يمكن أن تجد بيتاً مزيناً وجاره فقد شخصاً لذلك اختار عدم وضع زينة على منزله، ربما لن تزول هذه الكآبة عن دمشق حتى تتحسن أوضاع البلد".
وبالنسبة لمظاهر الاحتفال يقول سامي عيسى" لم نعد نرى الزينة كما كانت في الماضي، والبيوت المزينة محدودة".
وأضاف عيسى أن "تجار الزينة تراجع عددهم وضعفت حركة البيع بسبب الغلاء وغالبية الناس يستخدمون الزينة السابقة من الأعوام الماضية".
زوال حلم الطفولة!
"حلم طفولي بدأ مذ كنت صغيرة لكنه غاب الأعوام الأخيرة بسبب الحرب"، هكذا تصف زينة حداد التي تعمل موظفة في إحدى الدوائر الحكومية علاقتها بأجواء عيد الميلاد.
وتضيف زينة "الأنوار انطفأت مع انقطاع الكهرباء وانتشار الموت والهجرة، بالإضافة لتراجع الدخل الاقتصادي للجميع" وتقول "عندما كنت صغيرة كنت أعتقد أن دمشق تزين شوارعها احتفالاً بميلادي الذي يصادف عيد الميلاد، أما اليوم لا زينة ولا فرح في شوارع دمشق كما كانت".
الأسعار… الضعف!
ارتبطت لمسة الفرح البسيطة في شوارع دمشق احتفالاً بعيد الميلاد بارتفاع الأسعار الكبير، فالأسعار زادت للضعف، الأمر الذي اعترف به سامر أحد الباعة في القصاع وقال إن "السبب وراء ارتفاع الأسعار أن البضاعة أغلبها مستوردة من الصين وعلى الرغم من ذلك فهي أيضاً ليست بالتنويع الذي كانت عليه السنوات الماضية، الكثير من التفاصيل الجميلة مفقودة في زينة هذا العام".
ويؤكد سامر أن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني لأن "ما كان يصنع محلياً توقفت غالبيته بسبب تدمير مع الورش وارتفاع تكاليف الإنتاج أيضاً، ويضيف بأنه رغم كل هذا السوء من حولنا لكن البعض مازال يحرص على هذه العادات رغبة في البقاء" على حد قوله.
"لا يمكن القول إن مظاهر العيد غابت بالمطلق عن دمشق" تقول جولييت خولي التي تقطن في حي الغساني لكن "بكل تأكيد هي زينة خجولة وبسيطة لا تشبه أبداً تلك التي كانت تشتهر بها الأحياء الدمشقية، ولم يبقى اليوم منها إلا القليل في بعض البيوت وداخل الكنائس والمطاعم".
وتضيف جولييت أن "أصوات القصف أنستنا الفرح، والذعر أن تنال منا قذيفة ما".