كشف بعض الخبراء في مجال تكتيكات الحرب عن الأماكن المحتمل أن تتعرض لهجمات عناصر وأنصار تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وبينوا أن روما ولندن هما العاصمتان الأكثر عرضة للهجمات، إلى جانب أميركا، وفرنسا، وألمانيا وأستراليا، وأكدوا أن التنظيم يسعى لتدمير أوروبا، وأن الأوروبيين ليسوا جاهزين لتلك المواجهة.
صحيفة "ميرور" نشرت تقريراً على لسان بعض الخبراء، تحدثوا فيه عن أن داعش الآن في مرحلة التخطيط لهجمات على شكل "صليبٍ عملاق" ضد أوروبا، حسب ما أظهرت خريطة جديدة حول الهجمات المحتملة للتنظيم.
Great @PamEngel12 use of ISW #Europe/#ISIS map. Recruiting for attacks. https://t.co/sZN3G604AT via @bi_politics pic.twitter.com/DlMuKrjyT0
— ISW (@TheStudyofWar) ديسمبر 18, 2015
الخبراء قالوا إن هذا الاكتشاف ألقى الضوء على نظريات إيمان الدولة الإسلامية بحوادث المستقبل ونهاية العالم، وأن الجماعة تحاول خلق الظروف المواتية لظهور المسيح الدجال أو إشعال حرب مقدسة.
"العهد القديم" و"أحاديث" عن نبي الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم، يشيران إلى ظهور شرٍ في نهاية العالم، وتؤمن داعش أن هذا بات وشيكاً، ولذا فقد توقع الخبراء أن التنظيم سيكثف جهوده لضرب أوروبا بهجمات تشبه التي حدثت في باريس.
ويقول معهد دراسات الحروب، الذي أصدر خريطة الهجمات، المحتملة أن بريطانيا قد تكون هدفاً محتملاً.
استهداف روما
ومؤخراً، أطلق الجهاديون تسجيلاً مصوراً يشير إلى روما على أنها هدفهم القادم في معركتهم الأخيرة ضد "الصليبيين".
اللقطات أثارت مخاوف على سلامة بابا الفاتيكان، وذكرت بعض المصادر أنه سيلقي خطاب عيد الميلاد المجيد هذه السنة مرتدياً سترة واقية من الرصاص.
ولزيادة المخاوف حول إشعال حرب مقدسة مركزها روما، كتب التنظيم مقالات حول الموضوع في جريدته الدعائية "دابق"، فقد نُشرت في أحد أعداد الجريدة صورة تظهر علم التنظيم مرفرفاً فوق كاتدرائية القديس بطرس في مدينة الفاتيكان، فيما يحرض المقالُ الجهاديين على قتل "كلِّ صليبيّ، أينما وجد".
المتحدث باسم التنظيم، محمد العدناني قال في مجلة "دابق": "سوف نفتح روما، ونحطم صلبانكم، ونسبي نساءكم".
وجاء بالمقال: "في تلك النقطة من الحملة الصليبية ضدالدولة الإسلامية، من المهم جداً أن تُشن الهجمات في كل الدول التي شاركت في هذا التحالف، وخاصةً أميركا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وأستراليا، وألمانيا، وعلى كل مسلم أن يخرج من بيته، يجد صليبياً ويقتله، وسوف تبقى الدولة الإسلامية حتى يرفرف علمها فوق روما".
آراء الخبراء
ريتشارد لاندس، الأستاذ المساعد بجامعة بوسطن والذي قام بدراسة داعش كطائفة مؤمنة بنهاية العالم، قال: "ولماذا لن يستهدفوا روما؟ إنهم يعلمون أن روما لديها سلطةٌ رمزية، فهم بالطبع لازالوا يعيشون في القرون الوسطى عندما كانت روما تتمتع بسلطة رمزية هائلة، ويعتمد نجاح التنظيم جزئياً على عدم قدرتنا على فهم ما نواجهه".
وأضاف: "إنهم يسعون إلى تدمير أوروبا، فهم لديهم فرصة أفضل في أوروبا لأن الأوروبيين ليسوا جاهزين للمواجهة في الحقيقة".
وقال ويليام ماكانتس خبير الإرهاب في كتابه الجديد "قيامةُ داعش": "ثمة نبوءة واحدة تتعلق بالمسيح الدجال تتجنبها داعش وأنصارها، رغم أن هذه النبوءة تَرِدُ ضمن مجموعة من النبوءات التي يقدسونها: المسيح الدجال سوف يظهر في المنطقة الخالية بين الشام وإيران، وهذا بالطبع يطابق موقع الدولة الإسلامية بالضبط".