اعترف الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن هجمات الأفراد تشكل تحدياً أمنياً لبلاده في الوقت الذي سعى فيه إلى طمأنة الأميركيين إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يمكن أن يُهزم، كما رد أوباما على اتهامات توجه لإدارته بإقصاء قادة مصر وليبيا في 2011 وأن ذلك كان سبب الأزمة الحالية بالشرق الأوسط، وقال لست من فجر "الربيع العربي"، لكنه اعترف بأن أخطاء بلاده في الملف الليبي أوصلت داعش إلى البلاد.
الرئيس الأميركي، حاول طوال الأسبوع طمأنة الأميركيين القلقين بشأن الأمن بأن إدارته قادرة على التصدي لأي تهديد إرهابي، وشدد في مؤتمره الصحافي الأخير هذه السنة مساء الجمعة 18 ديسمبر/كانون الأول على صعوبة هذه المهمة.
تحدٍ صعب لأميركا
وقال أوباما إنه "من الصعب جداً علينا رصد مؤامرات الأفراد"، وأضاف أنه وعلى الرغم من اليقظة الهائلة والاحتراف في تطبيق كل قوانيننا لا يمكن أن نكشف ذلك دائما.
ويحاول المسؤولون الأميركيون حل معضلة الزوجين الأميركيين من أصول باكستانية واللذين قتلا 14 شخصا في ولاية كاليفورنيا.
الرئيس الأميركي قبل أن يتوجه إلى سان بيرناردينو المدينة التي شهدت إطلاق النار في ولاية كاليفورنيا، ومنها إلى هاواي لبدء عطلة عيد الميلاد، قال إنه نوع آخر من التحدي مختلف عما كنا نواجه مع تنظيم مثل القاعدة.
وأشار إلى دور تنظيم الدولة الإسلامية في تحريض الأشخاص الذين يقعوا فريسة لدعايته الإعلامية.
ضغوط على أوباما
أوباما يتعرض لضغوط كبيرة للتحرك بسرعة وبشكل حاسم لإنهاء تهديد قد يتطلب سنوات إن لم يكن عقودا من الجهود الأمنية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية لشل حركته.
ورأى أن جزءا من هذه المشكلة يكمن في وقف الحرب الوحشية في سوريا التي أوجدت أرضا خصبة لنمو داعش.
الحل يبدأ من سوريا
وقال أوباما "برأينا لا يمكن إحلال السلام في سوريا ولا يمكن وقف الحرب الأهلية ما لم تكن هناك حكومة تعترف أغلبية في البلاد بشرعيتها".
كما قال إنه سيكون على الرئيس السوري بشار الأسد "الرحيل لوقف حمام الدم ولتتمكن كل الأطراف المشاركة من التقدم بعيدا عن التعصب". وكرر أوباما تأكيده أن الأسد "فقد شرعيته في نظر أغلبية كبيرة في بلده".
وتابع الرئيس الأميركي أن العمل مع الأسد ضد تنظيم الدولة الإسلامية كما تقترح إيران وسوريا سيجعل أميركا "أكثر عرضة للنشاط الإرهابي".
ومع أنه يحاول الدفع باتجاه رحيل أحد قادة الشرق الأوسط، اضطر أوباما للدفاع عن التحركات السابقة لبلاده في منطقة مضطربة جدا.
اعتراف بالإخفاق في ليبيا
أما في الملف الليبي فقد اعترف الرئيس الأميركي "بإخفاق من جانب الأسرة الدولية" في ليبيا حيث بات لتنظيم الدولة الإسلامية معقلا الآن.
وقال "أعتقد أن واشنطن تتحمل بعض المسؤولية لعدم تحركها بسرعة كافية وسوء تقديرها للحاجة إلى إعادة بناء حكومة هناك بسرعة". وتابع "نتيجة لذلك لدينا وضع سيئ جدا".
لم نفجر الربيع العربي
لكن من مصر إلى سوريا وليبيا، حذر أوباما من "التشكيك في وقائع التاريخ"، مشيرا إلى الاتهامات إلى أميركا بأنها أوجدت عدم الاستقرار عبر إسقاط أنظمة تلك الدول، وقال "لم نفجر الربيع العربي" واتهم الأنظمة التي اخفقت في تلبية تطلعات الشعوب.
وقال إن معمر القذافي في ليبيا "كان قد فقد الشرعية والسيطرة على البلاد". وأضاف أنه في مصر "لم نقم بإقصاء (الرئيس السابق) حسني مبارك، وملايين المصريين قاموا بذلك بسبب استيائهم من فساد النظام وتسلطه".