النحو تلك الكلمة التي تتميز وتتفرد بها اللغة العربية عن باقي اللغات، فمن أحب النحو صارت اللغة العربية أحب إليه من أبيه وأمه، ومن كره النحو لصعوبته أو لعدم توافر من لديه المَلَكة لتفهيمه أساسيات النحو بشكل سليم صارت اللغة العربية لهؤلاء كالجحيم يتوارى منه.
ولكن الصغير يكبر وتكبر معه الموهبة من كتابة المقالات وكتابة القصص والروايات وعندما يأخذ الورقة والقلم ليكتب ما يريده يخشى من انتقاد المكتوب ومن اعتراض من يهتمون بالنحو ومكملاته من أخطائه النحوية التي ليست لها فائدة إلا لديهم فقط.
وهنا يحتار الكاتب أيهم أهم هو موضع الفتحة والضمة والفصلة والنقطة أم الأهم هو طريقة توصيل الغاية وتحسينها من موضع إلى آخر وأسلوب عرض الكلام بطريقة يفهم القارئ منها مبتغى ذاك المقال أو تلك القصة أو الرواية؟
فما الذي يضر الكاتب وأيضاً القارئ بل والناقد إن وجدوا كلمة "فاعلين" بدلاً من "فاعلون" أيغير من غاية المكتوب شيئا؟
أيجب عليك عندما تأكل أن تشرح طريقتك في الأكل والوضعية التي تأكل بها ووصف أنواع الأكل ثم تمل من الأكل فلا تأكل بعد كل هذا!
وهل النحو غاية في نفسه أم وسيلة لغاية في نفسها؟ أتهتم حينها بتفاصيل الصورة أم بالإطار الخارجي للصورة؟ إنه تغليب المهم على الأهم تلك المعضلة!
وتلك المعضلة -دعونا نطلق عليها هكذا- تفاعل معها الكثير من الأدباء والفقهاء المعاصرون والقدماء، وصار أناس مذكورين بالاسم في كتب الأدب بسبب أخطاء نحوية أو لتقل تعصب للنحو ومكملاته.
فتعريف (الاسم) في النحو كالتالي: حدث دون زمن.
وتعريف (الفعل) كالآتي: حدث معه زمن.
و(الحرف): ليس له معني في نفسه.
ولكن الكل بما فينا الأطفال يعرفون أن (محمد) اسم ويعرفون أيضا أن (يعمل) فعل و(في) حرف يأتي مع سياق الكلمة.
والأمر لا يحتاج إلى تلك التعريفات المعقدة التي يجب أن تكون معرفتها فرض كفاية وليس فرض عين!
والله نحن الآن لأحوج إلى قول ابن المقفع: "إن الكلام الفصيح هو السهل الممتنع الذي إذا سمعه الجاهل ظن لسهولته أنه يحسن مثله فإن جربه امتنع عليه ولم يصل إليه".
وهذا الشيخ طنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء الذي ذكر في إحدى مقالاته عن النحو ومكملاته: "لقد أصبح النحو علماً عقيما يدرسه الرجل ويشتغل به سنين طويلة ثم لا يخرج منه إلى شيء من إقامة اللسان".
وهذا ابن خالويه عندما سأله رجلُ: "أريد أن تعلمني من النحو العربية ما أقيم لساني فقال ابن خالويه: أنا منذ خمسين سنة أتعلم النحو ما تعلمت ما أقيم به لساني".
وهذا فإن المقال لن أكمله بل يكمله كل قارئ وكل كاتب مقالة أو أديب يرى أن هذا الرأي في مقالتي فيه جانب الصواب والحقيقة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.