أكد التحالف العربي الثلاثاء 15 ديسمبر/ كانون الأول 2015 بدء وقف إطلاق النار في اليمن تزامناً مع بدء محادثات بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين في جنيف 2 برعاية الأمم المتحدة.
ورغم إعلان قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية إيقاف إطلاق النار من جانبها وفقاً للاتفاق، إلا أن سكاناً محليين قالوا إن الحوثيين اخترقوا الهدنة وواصلوا قصفهم لمدينة تعز.
وقال مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية إن واشنطن ولندن مارستا ضغوطاً شديدة على الرئيس هادي والجانب الحكومي من أجل تقديم تنازلات وعدم التشدد في طلب تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الذي يلزم الحوثيين بتسلم السلاح إلى الدولة والخروج من المدن التي سيطروا عليها.
الامال ليست كبيرة
المحلل اليمني فارع المسلمي قال إن المسؤولين من الجانبين متفائلين على نحو حذر بشأن لقاء جنيف 2 وسط ضغوط دبلوماسية لم يسبق لها مثيل من أجل تحقيق السلام. ولكن الآمال ليست كبيرة في تحقيق تقدم سريع.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية أعلن الاثنين 14 ديسمبر/ كانون الأول 2015 أن وقف إطلاق النار في القتال الدائر باليمن منذ 9 أشهر سيبدأ الساعة 09:00 بتوقيت جرينتش (12:00 ظهراً بتوقيت صنعاء) الثلاثاء بالتزامن مع بدء محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في سويسرا.
هادي طلب إيقاف اطلاق النار
قوات التحالف كانت أعلنت أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعث برسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تتضمن إبلاغ قيادة التحالف بأن الحكومة اليمنية قررت أن تعلن مبادرة لوقف إطلاق النار لمدة 7 أيام بدءاً من 15 ديسمبر وحتى 21 ديسمبر 2015 بالتزامن مع انطلاق المشاورات والتجدد تلقائياً في حال التزام الطرف الآخر، في إشارة إلى الحوثيين.
البيان أكد أن قوات التحالف تحتفظ بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار.
الحرب طال أمدها
الحرب المستمرة منذ 9 أشهر بين التحالف العربي الذي تقوده السعودية والحوثيين المدعومين من إيران والرئيس السابق علي عبد الله صالح أدت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ودفعت اليمن إلى حالة من الفوضى التامة. ولم تفلح محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في إحلال السلام.
ومما يزيد من إلحاح إجراء محادثات الثلاثاء اعتقادُ الغرب بأن الحرب التي تدور في اليمن هي تشتيت للأنظار على نحو خطير في المنطقة عن مهمة ينبغي أن تكون ملحة وهي متمثلة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في مهدها وإنهاء الحرب الكبرى الدائرة في سوريا.
دعم دولي لجنيف 2
وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم جماعة الحوثي إن هناك فرصة الآن أكبر من أي محادثات أو مفاوضات سابقة لوقف هذه الحرب ومواجهة "الإرهاب" والتحديات.
مسؤولون في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي يقولون إن دولاً غربية تسعى لتجنب وجود فراغ في السلطة من شأنه إعطاء المتشددين الإسلاميين الملاذ الذي يتمتعون به الآن في مدينة عدن في جنوب البلاد وغيرها من المناطق التي لا يسود فيها القانون.
وكان مسؤول يمني أشار إلى قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في إبريل/ نيسان والذي دعا الحوثيين للانسحاب من العاصمة صنعاء وغيرها من المدن التي سيطروا عليها أواخر 2014 وأوائل 2015.
وأضاف المسؤول أن هناك "توجهاً دولياً للاحتفاظ بالحوثيين وأن يكون لهم دور سياسي فاعل في اليمن وخصوصاً ما يتصل بإيجاد توازن مع حزب الإصلاح والسلفيين".
خروقات طفيفة
ميدانيا أفادت مصادر أمنية يمنية عن حصول اختراقات محدودة بعد موعد بدء تنفيذ وقف إطلاق النار.
وقال الضابط في الشرطة طه الصبحي إن 5 قذائف هاون سقطت على مواقع للقوات الشرعية في الشريجة (بمحافظة تعز في جنوب غرب البلاد) بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ.
كما أفاد شهود في تعز بسماع دوي بعض القذائف التي ما زالت بيد القوات الموالية لهادي، ويحاصرها المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ أشهر.