ألقت الشرطة الألمانية، الثلاثاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2015، القبض على الداعية السلفي الألماني سفين لاو، بتهمة "دعم تنظيم إرهابي" في سوريا، بحسب النيابة العامة الاتحادية، ما يراه مراقبون ملاحقة لأعضاء التيار السلفي الذي تنتشر أفكاره بشكل سريع في البلاد.
والداعية السلفي المشهور في ألمانيا متهم بتجنيد شابين للجهاد في منطقة دوسلدورف (غرب) لحساب تنظيم جيش المهاجرين والأنصار في سوريا، كما أوضحت النيابة العامة في بيانها.
وأفاد المصدر نفسه بأن سفين لاو ذهب الى سوريا أواخر سبتمبر/أيلول 2013 لنقل 250 يورو لأحد هذين المجندين، واشترى لدى عودته الى ألمانيا معدات للرؤية الليلية للتنظيم بقيمة 1440 يورو.
من هو سفين لاو
يُعد سفين لاو من أكثر السلفيين شهرة وإثارة للجدل في ألمانيا، لاسيما بعدما أطلق ما يُعرف بـ"شرطة الشريعة"، التي نظمت تجمعات عدة في صيف 2014 في شوارع فوبرتال لرجال يرتدون سترات برتقالية تحمل شارة "شرطة الشريعة"، بهدف فرض عدم شرب الكحول وعدم الاستماع للموسيقى وعدم لعب الميسر.
لاو لا يزال في مقتبل العمر (35 عاماً)، وُلد لأسرة كاثوليكية، وأمضى فترة مراهقته في تدخين الأعشاب المخدرة ولعب كرة القدم، ولم يكن ملتزماً دينياً، ولم يسبق له أن أدى فرائض ديانته المسيحية، وفي سن الـ15 اعتنق الإسلام وغير اسمه إلى "أبي آدم".
ومنذ ذلك الوقت وهو يجد الراحة النفسية في فكرة أن الحياة اختبار، الأمر الذي يغذي إيمانه بشكل مستمر على حد قوله.
وبعد أن أخذ الإسلام بـ"مجامع قلبه"، سافر أبوآدم عام 2012 إلى مصر ليتعلم العربية لغة القرآن الكريم، وهناك عاش مع مجموعة من السلفيين في مدرسة تواجه اتهامات بتخريج الجهاديين. وفي صيف 2014 قامت السلطات المصرية بترحيله وسط مخاوف من تزايد شوكة الجهاديين فيالبلاد.
زار سوريا 3 مرات
وخلال العام والنصف التالية زار سوريا 3 مرات، فاتهمته السلطات الألمانية بتجنيد "الجهاديين"، للقتال إلى جانب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إلا أنها لم تستطع تقديمه إلى المحاكمة لعدم توافر أدلة كافية.
ويقول لاو إنه كان يقود سيارة إسعاف في سوريا ليقدم المساعدة لـ"إخوته المسلمين". ولكن السلطات صادرت جواز سفره، ولم يتمكن من الحصول عليه ثانية حتى الآن.
السلفية تشهد نمواً في ألمانيا
ووفقاً لإحصاءات مكتب حماية الدستور فإن السلفية المتشددة تشهد نمواً متسارعاً في ألمانيا؛ إذ ارتفع عدد أعضائها من 2000 شخص إلى حوالي 7000 وذلك خلال سنوات قليلة.
وقد تم توقيف سفين لاو صباح الثلاثاء بموجب مذكرة توقيف صادرة عن قاضٍ في محكمة العدل الاتحادية الألمانية المختصة بمجال الإرهاب.
جيش المهاجرين
ويعد جيش المهاجرين والأنصار تنظيم يضم جهاديين من الشيشان وآسيا الوسطى ظهر في 2012 في خضم النزاع السوري، ويعد 1500 مقاتل بخاصة في محافظة حلب شمالي سوريا. و10% من هؤلاء المقاتلين هم من السوريين.
وفي أواخر سبتمبر/أيلول بايع هذا التنظيم جبهة النصرة، الذراع السورية لتنظيم القاعدة، وهو منافس لتنظيم الدولة الإسلامية الجهادي. وانضم أحد قادته السابقين برفقة بعض المقاتلين الى تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن النيابة العامة الألمانية وصفت التنظيم بأنه قريب من تنظيم الدولة الإسلامية في بيانها بشأن سفين لاو.