قال الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني إن لجنة إيرانية تدرس المرشحين المحتملين لشغل منصب الزعيم الأعلى وهو ما يمثل كسراً لأحد المحرمات بالحديث علناً عن خلافة هذا المنصب في إيران.
وبعد أن خضع الزعيم الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي (75 عاماً) لجراحة لاستئصال سرطان البروستاتا لم يكتسب النقاش العام عمن سيخلفه زخماً على الإطلاق في الدوائر الرسمية تجنباً لخطر أن يعتبر ذلك تقويضاً لأقوى شخصية في إيران.
ولكن مع إجراء انتخابات مجلس الخبراء في فبراير/ شباط المقبل وهو الهيئة الدينية التي تعين الزعيم الأعلى فإن من المؤكد أن تطفو هذه المناقشات على السطح.
ويأمل الرئيس حسن روحاني وحلفاؤه استغلال الشعبية التي اكتسبوها بعد إبرام الاتفاق النووي مع القوى العالمية، الذي يفترض أن يؤدي لرفع العقوبات، ومن ثم الفوز بأغلبية المقاعد في مجلس الخبراء وفي الانتخابات البرلمانية التي تجري في نفس اليوم.
يستعدون لذلك ويدرسون الخيارات
ونقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء اليوم الأحد 13 ديسمبر/ كانون الأول عن رفسنجاني الحليف القوي لروحاني قوله "سيتحرك مجلس الخبراء عند الحاجة لتعيين زعيم جديد. إنهم يستعدون لذلك الآن ويدرسون الخيارات."
وأضاف رفسنجاني في تصريحات نادرة الحدوث "عينوا مجموعة لإعداد قائمة بالمؤهلين وستطرح للتصويت (في المجلس) حين يحدث أمر."
وأشار إلى أن مجلس الخبراء مستعد لاختيار "مجلس زعماء إذا دعت الحاجة" بدلاً من الزعيم الأعلى الوحيد الذي يحكم مدى الحياة.
وروحاني ورفسنجاني عضوان في مجلس الخبراء ويتوقع أن يخوضا الانتخابات القادمة.
والمجلس المكون من 82 عضواً مكلف باختيار الزعيم الأعلى والإشراف عليه بل واستبعاده.
وينتخب الشعب مجلس الخبراء كل 10 سنوات تقريباً وربما تهدف تصريحات رفسنجاني إلى الحصول على دعم الجماهير للانتخابات ولحلفائه لإعطائهم قوة أكبر عند اختيار الزعيم القادم.
المحافظون يسيطرون
وخلال السنوات الـ 10 الماضية حصل المحافظون على معظم مقاعد مجلس الخبراء والبرلمان لأن أوراق كل المرشحين تخضع للفحص في مجلس صيانة الدستور الذي يختار الزعيم الأعلى أكثر أعضائه تأثيراً إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
والزعيم الأعلى هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ويعين قيادات السلطة القضائية. ويتم اختيار الوزراء الرئيسيين بموافقته وله القول الفصل في السياسة الخارجية والبرنامج النووي الإيراني. ويتمتع الرئيس بصلاحيات محدودة مقارنة به.
وخامنئي هو الزعيم الأعلى الثاني لإيران وتم اختياره في 1989 حين توفي آية الله الخميني.
وفي الأسبوع الماضي أعلن أن حسن الخميني حفيد آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية سيخوض انتخابات المجلس. وسيكون حسن المرتبط بعلاقة وثيقة بكل من رفسنجاني وروحاني أول عضو من عائلة الخميني يخوض الانتخابات.