مَن منا لا يعرف حكاية بينوكيو التي شاركت طفولتنا، بينوكيو الطفل الدُمية المَصنوع من خشب الصنوبر، بينوكيو صاحب الأنف الذي كُلما كَذب ازداد طولاً.
لم يستطع الكذب قط، لِأنه خُلق ليكون صادقاً، شجاعاً وغير أناني!
وأيضاً الكَثيرُ مِنا يعلم أن مِن واجب الصَحفي وهدفه الأساسي هو معرفة الحَقيقة الصحيحة بِالأدلة والبراهين، وعدم استخدام مصطلحات وألفاظ غير ملائمة تتنافى والمَهنية وأُسس الصِّحة، وأن يخلو من التحيز والعنصرية والحزبية، أن يكون موضوعياً ومنصفاً ومتوازناً
وهذه المبادئ لا جدل فيها و يرتكز عليها العمل الصحفي الرفيع والمهنية.
(تخيلوا مَعي لو أن هناك (متلازمة بينوكيو)
أي أنه كلما كذب أحدهم أصابهُ الفواق، أو أنفه ازداد طولاً (هذا طرحٌ من الخيال) أو أي عرض آخر.
الإعلام وهو السلطة الرابعة في العالم كُله لما له دور كبير في نقل الأخبار وتأثير عظيم على المشاهد، المستمع، القارئ بِكُل وسائل الإعلام المُختلفة.
ولكن ما يحدث الآن أن الأعلام ومعظم الإعلاميين تخلوا عن مبادئهم في نقل الحقيقة والبعد عن التحيز، ليصبحوا بدون عَقل ينقلون الأكاذيب دون التأكد من الصحة دون امتلاك الحقائق فيعبثون في عقول الناس ويشتتون تفكيرهم.
الإعلام الآن أصبح حزبيا، عُنصرياً، سلاحا قاتلا..
إن مُعظم ما يحدث في العالم العربي السبب الأكبر له الإعلام..
تصبحُ مشتتاً لا تعرف مَن تصدق هذا أم ذاك؟!
والكَثير منا يصدق ما يريد ويكذب ما يشاء، بحيث إنه ينتقي الخبر الذي يناسب انتماءه.. أفكاره.. ظلامه!
مِثلما تدمرت الدول العربية وغرقت في الظلام، تدمر الإعلام أيضاً وغرق في الكذب والخداع يُلقي بِكُل المبادئ والقيم السامية في النفايات!
ماذا لو كان هناك حقاً مُتلازمة بينوكيو؟
ماذا لو كان الصحفي مُصابا بِـ (مُتلازمة بينوكيو) وأنه غير قادر على الكذب أبداً، كيف سيصبح حالنا؟ ومَن كُنا سنصدق؟
وهل سيؤول حالنا حين ذاك ويصبح كما الآن؟ أم أنه لن يتغير شيء؟ وأن المُشكلة ليست في الإعلام بَل بِعقولنا وما ترغب بِأن تسمعه وتصدقه !؟
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.