رحلة الألف ميل تبدأ بهمة

قد مضى من عمري عقدان وزيادة عليها ثلاث، لا يهمني ما بقي منها، ما يهمني كيف أستثمر يومي وكيف أخطط للغد أعمل بنصيحة من قال "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبد الدهر واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا". نحن الآن نموت في كل يوم يذهب بعضنا حتى يأتي اليوم الذي نكون فيه قد استنفذنا ما بقي من بعضنا فنموت فارغين منا نحمل أعمالنا فقط.

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/11 الساعة 04:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/11 الساعة 04:38 بتوقيت غرينتش

يراودني سؤال هل سنموت ونحن مليؤون بالطاقة والروح العالية والطموح والهمّة أم سنموت خاليين!!؟

قد مضى من عمري عقدان وزيادة عليها ثلاث، لا يهمني ما بقي منها، ما يهمني كيف أستثمر يومي وكيف أخطط للغد أعمل بنصيحة من قال "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبد الدهر واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا". نحن الآن نموت في كل يوم يذهب بعضنا حتى يأتي اليوم الذي نكون فيه قد استنفذنا ما بقي من بعضنا فنموت فارغين منا نحمل أعمالنا فقط.
هل تتعلم في كل يوم شيئاً جديدا؟ هل تشحذ همتك في كل يوم؟ وهل عندما انتهى يومك حقًا قدمت منك ما يستحق؟. أريد أن أكون ناجحًا مليئا بالأمل بمستقبل جميل ينتظرني، هو كلام؟!!.

كيف أحول الكلام إلى أفعال!؟ بالجهد والقاعدة تقول "إن الأمل جهد عمل، والجهد لا يضيع" ، انظر لنفسك على ميزان الجهد والهمة كم مقياسهما؟

من صغرنا ونحن نستمع إلى "ما كل ما يتمنى المرء يدركه ~~~ تجري الرياح بما لا تشتهي السفن". وفي الحقيقة أن الإنسان بهمته يستطيع إزالة الجبال وفي ذلك قال الشاعر "إن الذي يرتجي شيئاً بهمّتهِ ~~~ يلقاهُ لو حاربَتْهُ الإنسُ والجن" لو أتفكر في إنسان مريض حتى وإن كانت مجرد نزلة برد عادية يسمع لكلام الناس السلبيين ويخاف وهمته في الحضيض سنصلي عليه قريبًا، وفي المقابل إنسان قد أصابه السرطان – نسأل الله العفو والعافية – وهمته تعانق السماء لا يخشى شيئا سنراه في بيته يلعب سعيدًا، من أهله أقرب من أي وقت نتخيله.

سئل أحد الأشخاص: "كيف لك بهذين المليونين في عامين؟! مع العلم يا سيدي أننا تقصينا عنك وبحثنا في أمرك وكان أمرك مستقيما" فرد عليهم بثقة نفس وهمة عالية " قاعدة من فرعين: 1- قررت أن أصبح مليونيرا 2- عملت لأكون مليونيرا". إذًا هي الهمة فلتكن همتك للسماء ستحقق مرادك.

ستسخر لك نواميس الكون لتكون عونًا لك ،ودعنا نتفكر بأحاديث نبوية ولكن بطريقة أخرى، في الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي" إلى آخر الحديث.. وآخر نبوي "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى" إلى آخره .. "لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا" والكثير الكثير من الأمثلة التي تدل على أن همة الإنسان هي أساس حياته إيجابيًا أو سلبيًا. وفي الأقوال الشعبية " إلي يخاف من العفريت يطلعلوا ".

حقًا إن الأمر كذلك، ولمن سيقول ولكن كل شيء مكتوب والقضاء والقدر… دعنا نعيد التفكير بتعريف القدر وليصبح "القدر هو ما كتب عنا" لا ما كتب علينا بمعنى أن الله – عز وجل – في علمه الأزلي يعلم ما سنفعل طوال حياتنا في أي اتجاه واختيار اتجهنا واخترنا في حياتنا فنحن من يحدد كيف سنعيش وعلى أي حال سنمضي في هذه الدنيا ولكن… بهمتنا فقط.

لا تقيد همتك بالخوف.. لا تخف من الخوف.. اجعل لك هدفًا محدودًا بزمان ومكان مهما كان صغيرًا ولكن حققه وسترى الإنجاز وسترتفع همتك لتحقق هدفك الأكبر -إن شاء الله-.

أعود لبيت الشعر نفسه ولكن نقرأه بطريقة مختلفة:-
" تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح ونحن البحر والسفن ُ
إن الذي يرتجي شيئاً بهمّتهِ
يلقاهُ لو حاربَتْهُ الإنسُ والجنُ
فاقصد إلى قمم الأشياءِ تدركها
تجري الرياح كما أرادت لها السفن ".

أتمنى أن أموت خاليًا، عندها أكون قد استنفذت كل ما أملك في هذه الأرض من طاقتي وعزيمتي وهمتي حتى لا أوارى الثرى ومعي شيء من الدنيا سوى العمل من بعد أن أكون قد فرغت من هنا، أنظر بعمق إلى أمواتنا.. من العائلة من الأصدقاء من بعيد أو من قريب أحاول في كل مرة أدخل فيها المقبرة أن أسأل الأموات من منكم مات خاليًا؟… من منكم يتمنى الرجوع ؟… من منكم يقول كان بالإمكان أكثر مما كان؟.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد