أكد قادة مجلس التعاون الخليجي الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول 2015، على دعمهم للحل السياسي في سوريا وفق مبادرة "جنيف 1″، وفي اليمن وفق المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216.
كما دان زعماء دول مجلس التعاون الخليجي التصريحات "العدائية والعنصرية" ضد المسلمين واللاجئين السوريين بعد أيام من دعوة أطلقها دونالد ترامب المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية بمنع دخول المسلمين إلى أميركا.
وعبر مجلس التعاون الخليجي في بيانه الختامي بعد قمته في الرياض عن قلقه العميق من زيادة التصريحات العدائية والعنصرية وغير الانسانية ضد اللاجئين بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة.
جاء هذا في "إعلان الرياض" الصادر في ختام القمة الخليجية للدورة الـ 36 التي اختتمت أعمالها الخميس، بقصر الدرعية بالرياض، وتلاه الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، ونقلته على الهواء مباشرة قنوات تلفزيونية مختلفة.
مؤتمر لإعادة إعمار اليمن
الزياني، قال إن دول المجلس أكدت حرصها على تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، "وتدعم الحل السياسي وفق المبادرة الخليجية (الاتفاق الذي أنهى حكم الرئيس على عبد الله صالح في 2012)، ومخرجات الحوار الوطني الشامل (الذي أنهى أعماله في يناير / كانون ثاني 2014)، وقرار مجلس الأمن 2216".
وأضاف أن دول المجلس "دعت إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن بعد توصل الأطراف اليمنية إلى الحل السياسي المنشود، ووضع برنامج عملي لتأهيل الاقتصاد اليمني لتسهيل اندماجه مع الاقتصاد الخليجي".
مجلس الأمن الدولي، كان قد أصدر في 14 أبريل/ نيسان الماضي، قراراً برقم 2216، يقضي بالانسحاب الفوري لمسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي) والقوات الموالية لصالح، من المناطق التي استولوا عليها، وتسليم أسلحتهم، والتوقف عن استخدام السلطات التي تندرج تحت سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والدخول في مفاوضات بهدف التوصل إلى حل سلمي.
وكان إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، أعلن في مؤتمر صحفي، في جنيف، الإثنين الماضي، أن محادثات سلام ستبدأ في 15 الشهر الجاري، بسويسرا، للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووضع حد للنزاع في اليمن.
الحل السياسي في سوريا
كما أعلنت دول الخليج في البيان الختامي، دعمها للحل السياسي في سوريا وفق مبادرات "جنيف 1″، مؤكدة كذلك دعمها "غير المحدود" للقضية الفلسطينية.
وفي تطور نوعي في مسيرة مجلس التعاون، أشار الزياني إلى أن قادة دول المجلس أقروا رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز بشأن "إمكانية الاتفاق بين عدد من الدول الأعضاء على إجراءات تكاملية تراها في إطار المجلس على أن تتبعها بقية الدول متى كان الوقت مناسب لها".
من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن المبادئ المتوقعة من مؤتمر الرياض لن تكون ملزمة بسبب غياب قوة داعمة لها، لكنها تهدف إلى توحيد رؤية المعارضة وسحب أي ذريعة قد تستغلها بعض الدول لتشتيت مواقف المعارضة.
وقال الجبير أيضاً إن بشار الأسد أمام خيارين: إما الرحيل عبر المفاوضات أو عبر القتال.
وحول أزمة اللاجئين دعا المجتمعون إلى تقديم الحماية اللازمة للنازحين واللاجئين الذين يفرون من نيران الحكم الظالم والجماعات المسلحة.
وكان المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب قد دعا يوم الاثنين إلى فرض حظر على المسلمين وهو أقوى ردود الفعل وأكثرها إثارة حتى الآن من جانب أي مرشح على حادث إطلاق الرصاص العشوائي في كاليفورنيا.
وفيما يتعلق بمكافحة "الإرهاب"، قال البيان الختامي إنه "على دول العالم مسؤولية مشتركة لمحاربة التطرف والإرهاب أيا كان مصدره"، مشيراً إلى أن "الإرهاب لا دين له".
وفي أعقاب تلاوة البيان الختامي الذي تابعه مراسل الأناضول، أعلن العاهل البحريني الملك حمد بين عيسى آل خليفة، استضافة بلادة للقمة الخليجية القادمة، فيما ألقى العاهل السعودي كلمة أعلن فيها اختتام أعمال القمة.