كشفت صحيفة Expressen السويدية الثلاثاء 8 ديسمبر/ كانون الأول 2015، هوية أحد السجناء الذين أطلقتهم السلطات اللبنانية في صفقة التبادل مع "جبهة النصرة" قبل نحو أسبوع.
إيهاب حلاق وهو مواطن سويدي من أصول لبنانية كان قد غادر السويد برفقة عائلته مطلع عام 2012 متوجهاً إلى لبنان ومنها إلى منطقة القلمون السورية حيث انخرط كمقاتل في صفوف جبهة النصرة.
حلاق وبعد تعرّضه لعدة إصابات عاد إلى لبنان حيث ألقت السلطات اللبنانية القبض عليه برفقة زوج ابنته في حزيران / يونيو 2014 بعد عملية مداهمة لشقته في بلدة خلدة جنوب لبنان، ووجدت فيها بندقيتين من نوع كلاشنكوف ومسدس حربي وكمية من الذخيرة والقنابل اليدوية.
وكانت السلطات اللبنانية قد أطلقت سراح 13 سجيناً من جبهة النصرة مقابل 16 جندياً لبنانياً كانت قد أسرتهم الجبهة قرب الحدود السورية اللبنانية قبل ما يزيد عن عام.
وفي ذات السياق قال المحامي خالد عيتاني لصحيفة Expressen أن موكله إيهاب حلاق يعاني من وضع صحي سيء وهو لا ينوي حالياً العودة للسويد لكنه لا يعرف بشكل أكيد فيما إذا كان سيعود لاحقاً أم لا.
تبرعات في السويد لصالح النصرة!
هاجر إيهاب حلاق إلى السويد عام 1984 هرباً من الحرب الأهلية اللبنانية وسكن في ضاحية Spånga في العاصمة السويدية ستوكهولم.
حلاق والذي كان عاطلاً عن العمل معظم الفترة التي قضاها في السويد انخرط بنشاطات حزب التحرير السلفي الناشط في أوروبا مند بداية التسعينيات كما نشط ضمن ما يعرف بهيئة الإغاثة الإسلامية.
وقد اعترف خلال التحقيقات اللبنانية بجمعه مبلغ 870 ألف كرون أي ما يعادل 100 ألف دولار تقريباً لصالح جبهة النصرة على هيئة تبرعات من مسجد ستوكهولم الكبير قبل أن يتوجه بها إلى لبنان ومنها إلى القلمون في سوريا.
السجن مدى الحياة
"في حال عودته إلى السويد سيواجه الحلاق عدّة تهم قد تصل به إلى السجن مدى الحياة" يوضح المحامي برنارد نيومان والمختص في شؤون الإرهاب.
ويضيف لـ"هافنغتون بوست عربي" أن الحلاق متورط تماماً بالانتماء إلى "جبهة النصرة" المصنّف على قائمة الإرهاب العالمية بحسب نيومان، القضاء السويدي سيعتمد على تحقيقات القضاء اللبناني بالإضافة إلى اعتماده على إشراك إيهاب في عملية التبادل مما يشكّل دليلاً واضحاً على انتمائه للجبهة".
السويد شددت في الفترة الأخيرة قوانينها المتعلقة بالإرهاب وبدأت بمحاكمة الأشخاص الذين ثبت تورطهم في أعمال قتال أو تمويل لمنظمات إرهابية ولو كانت خارج البلاد، وتشديد القوانين شمل المواطنين السويديين والوافدين الجدد على حد سواء والكلام لبرنارد نيومان.
340 سويدياً يقاتلون في سوريا
وبحسب الأرقام الصادرة عن جهاز المخابرات السويدي سابو فإن ما يزيد عن 340 سويدياً سافروا إلى سوريا للمشاركة في القتال، قُتل منهم ما يقارب 30 وعاد اثنان منهم إلى السويد وهما قيد المحاكمة.
الباحث في معهد الدفاع السويدي "بيدر هيليغرين"، قال لـ"هافنغتون بوست عربي" إن "جهاز المخابرات السويدية "سابو"، عادةً ما يكون حذراً جداً في الأرقام التي يطرحها"، وأضاف موضحاً "أعداد حاملي الجنسية السويدية المنخرطين في أعمال القتال في سوريا والعراق قد يبلغ ضعف الأرقام المصرح بها".
وبحسب بيدر فإن السويد حالياً تحتل المرتبة الثالثة من حيث أعداد المقاتلين الأجانب في سوريا بعد بلجيكا والدنمارك.