تستضيف السعودية، الثلاثاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2015، اجتماعاً موسّعاً للمعارضة السورية المعتدلة، في محاولة للخروج بموقف موحّد يُنهي الأزمة الجارية في سوريا منذ عام 2011.
ففي فندق "إنتركونتننتال الرياض"، الواقع وسط العاصمة الرياض، ستجتمع نحو 103 شخصيات سورية معارضة، على مدار 3 أيام، من أجل توحيد صفوفها، واختيار ممثليها في المفاوضات، وتحديد مواقفها، للبدء في العملية الانتقالية للسلطة وفق بيان "جنيف 1″ لعام 2012.
وتضم القائمة النهائية للمشاركين في المؤتمر البالغ عددهم 103 شخصية، توزعت فيها الكيانات المشاركة، بين الجناحين السياسي والعسكري للمعارضة السورية، حيث يمثل الائتلاف الوطني السوري 21 شخصية، بينما يمثل المعارضة المسلحة 19 شخصية، فيما يمثل 63 شخصية تيارات وكيانات مختلفة، أبرزها هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، ومؤتمر القاهرة، وتيار بناء الدولة السورية، فضلاً عن معارضين مستقلين، إضافة إلى شخصيات سورية عامة وناشطين.
الخبير السياسي السعودي جمال خاشقجي اعتبر أن المؤتمر استنفاد للعملية السلمية في سوريا، وتجتمع فيه كافة أطياف المعارضة السورية للمرة الأولى، منذ بدء النزاع السوري، حول طاولة واحدة.
وأضاف خاشقجي لـ"الأناضول" أن "الحكومة السعودية تحاول جهدها لأن تجد حلاً، أو تساعد في التوصل إلى حل سلمي في سوريا، وهذا المؤتمر يصبّ في ذلك".
وأشار إلى أن المؤتمر سيتمخض عنه "تشكيل مؤتمر وطني سوري، يدعم فريقاً تفاوضياً، سيتولى مهمة التفاوض مع وفد النظام السوري لتطبيق اتفاقية جنيف1".
وتابع: "المؤتمر رسالة للروس، الذين حاولوا أن يُظهِروا أنه لا يوجد فريق سوري يمكن أن يستلم السلطة أو يشارك في تسلّمها".
واستطرد: "يعقد المؤتمر من أجل إيجاد هذا الفريق السوري المعترف به دولياً، والمدعوم من الشعب السوري، ليكوّن الجهة المفاوضة للنظام لاستلام السلطة، أو لتشكيل هيئة حكم انتقالي وفق مبادئ جنيف 1، حيث إنه من المتوقع أن يصدر المؤتمر بياناً يعبر عن تطلعات الشعب السوري".
ووفق الخبير السعودي، فإن جميع فصائل المعارضة السورية المعتدلة، والمؤثرة، تشارك في هذا المؤتمر، ولم يتم استبعاد أحد.
لكنه استدرك قائلاً: "الذين تم استبعادهم لا يعتبرون معارضة سورية، مثل تنظيم الدولة، أو جبهة النصرة، التي تحمل مشروعاً منفصلاً عن مطالب الشعب السوري، ومرتبطة بالقاعدة".
وأردف: "أساس المشاركة في هذا المؤتمر هو للذين يحملون مشروعاً سورياً تشاركياً".
ويأتي مؤتمر المعارضة السورية بالرياض استناداً إلى المقررات الصادرة عن مؤتمر "فيينا 2″، للمجموعة الدولية لدعم سوريا، الذي انعقد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بمشاركة 17 دولة، بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية.