قال مسؤول تركي الاثنين 7 ديسمبر/كانون الأول 2015، إن بلاده لا تنوي سحب قواتها التي انتشرت الأسبوع الماضي قرب مدينة الموصل في شمال العراق، رغم مهلة الـ 48 التي حددتها السلطات العراقية، وأكد أن من واجب أنقرة حماية جنودها هناك، مشيراً لوجود مناقشات مع وزارة الدفاع العراقية، وذلك في الوقت الذي هددت فيه بغداد بتصعيد الموقف.
المسؤول التركي أكد أن بقاء هذه القوات يتوقف على المناقشات مع عدة أطراف، وقال "لكن ضباطنا في الميدان، وطلبات مختلف الجماعات هناك إلى جانب مباحثاتنا مع الحكومة المركزية في بغداد، ومع سلطات إقليم كردستان، كلها تؤكد بقاء قواتنا في شمال العراق".
وينتشر بين 150 و300 جندي تدعمهم 20 دبابة منذ الأسبوع الماضي في بعشيقة، على بعد 30 كلم عن الموصل، ثاني أكبر مدن العراق التي يسيطر عليها منذ يونيو/حزيران 2014 تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ووفقا لأنقرة، فان عملية الانتشار تندرج ضمن عملية "تبديل عادي" ضمن برنامج تدريبي للقوات المسلحة الكردية، والمقاتلين العرب السنة المعادين لداعش.
وقد أمهلت بغداد أنقرة الأحد 48 ساعة لسحب هذه القوة مهددة باستخدام "كل الخيارات المتاحة" بما في ذلك اللجوء الى مجلس الأمن لإرغام تركيا على سحب قواتها التي تقول العراق إنها دخلت بشكل غير قانوني.
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان قد قال أمس الأحد إن بغداد قد تلجأ لمجلس الأمن الدولي إذا لم تنسحب القوات التركية التي أرسلت إلى شمال العراق خلال 48 ساعة، واصفا نشرها بأنه انتهاك للسيادة الوطنية بعد أن تمت من دون إخطار بغداد أو التنسيق معها.
لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال إن العبادي طلب مرارا مساندة أكثر فاعلية من تركيا ضد تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن دولا أخرى لعبت دورا في رد فعل العراق تجاه نشر القوات التركية، من دون أن يذكر تفاصيل.
وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الاثنين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في بغدادن إنه "في حال عدم انسحاب القوات التركية سنقوم بتصعيد الموقف ونستفيد من المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن".
وإثر رد الفعل العنيف من جانب بغداد، وجه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الأحد رسالة إلى نظيره العراقي حيدر العبادي يؤكد فيها أنه لن يكون هناك أي انتشار آخر للقوات التركية.
وأكد في رسالة لنظيره العراقي حيدر العبادي أن تركيا لن تقدم على أي خطوة من شأنها أن "تنتهك سيادة العراق ووحدة أراضيه، بوصفها أكثر بلد يولي حساسية لسيادة العراق ووحدة أراضيه ويؤمن بضرورة احترام جميع البلدان له".