أعلنت قناة "المنار" التابعة لحزب الله اللبناني أن شركة "عربسات" (منظمة الاتصالات الفضائية العربية) حجبت القناة عن أقمارها الصناعية، في مؤشر على تصاعد الأزمة بين الحزب ودول الخليج التي تسيطر على حصة كبيرة في ملكية منظمة عربسات التابعة لجامعة الدول العربية.
وزير الإعلام
وفي أول رد فعل له، اعتبر وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج أنه إذا كان السبب في وقف عربسات لبث قناة المنار سياسيا، فإن هذا يعتبر تعسفاً في استعمال حق فسخ العقد، وهناك قضاء أو بند تحكيمي يمكّن قناة المنار من مقاضاة عربسات وتحصيل حقوقها.
وقال جريج في حديثه لقناة المنار، إنه لم يتم إبلاغه أي شيء في هذا الشأن، لافتاً إلى أنه إذا أقدمت عربسات على الفسخ من دون وجه حق فتتحمل مسؤولية هذا العمل، مؤكدا أنه "لا دخل لوزارة الإعلام بهذه العلاقة من الناحية القانونية".
وأضاف الوزير المحسوب على قوى "14 آذار" المقربة من دول الخليج أنه ليس لديه "أي مآخذ على قناة المنار، ومتضامن من الناحية المبدئية مع كل وسائل الإعلام المرخص لها في لبنان".
عربسات ينقل مكاتبه
وقال الوزير إنه بالنسبة إلى علاقة عربسات بالدولة اللبنانية فهذا الأمر يعود إلى وزارة الاتصالات، لأن هناك عقدا بين عربسات والوزارة، وفي آخر جلسة للجنة الإعلام والاتصالات في مجلس النواب اللبناني تمنت اللجنة أن تستمر وزارة الاتصالات في اتصالاتها مع عربسات، لكي لا تنقل مكاتبها من بيروت إلى الأردن، لما في ذلك من ضرر يقع على لبنان سواء من الناحية المادية أو المعنوية.
وأضاف "كنت أعتقد أن وزارة الاتصالات قد بدأت بالمفاوضات من أجل حمل عربسات على البقاء في لبنان".
حزب الله والخليج
والعلاقة بين دول الخليج العربي وبين حزب الله متوترة تاريخياً، ولكن تدخل حزب الله في الحرب السورية وفي شؤون دول الخليج خاصة الأزمة البحرينية وأخيرا الأزمة اليمنية، إضافة إلى اتهامات وجهت له بإنشاء خلايا إرهابية أوصلت العلاقة إلى أسوأ مراحلها، مما أدى إلى توقف السياحة الخليجية إلى لبنان سواء نتيجة موقف سياسي من تلك البلدان أو جراء مخاوف من حدوث احتكاكات بين السياح الخليجيين وبين الحزب أو أنصاره الذين يسيطرون عمليا على بيروت من الناحية الأمنية .
وانعكست هذه العلاقة المتوترة بين دول الخليج وحزب الله على موقف عربسات عبر جمعيتها العمومية من القناة، وسبق أن أوقفت عربسات بث قناة الميادين التي تبث من بيروت وهي مقربة من سوريا وإيران وحزب الله.
ووفقا لموقع عربسات فإنها منظمة حكومية دولية "IGO" أسستها جامعة الدول العربية في عام 1976، برأس مال مدفوع قدره 500 مليون دولار أمريكي مقسمة بين الدول الأعضاء .
المملكة العربية السعودية تمتلك أكبر حصة بنسبة 36.7%، تليها الكويت بنسبة 14.6%، ثم ليبيا بنسبة 11.3%، بعدها قطر بنسبة 9.8%، والإمارات العربية المتحدة بنسبة 4.7% وتتوزع باقي الدول العربية بنسب أقل تبلغ 3.8% بالنسبة للبنان و1.6% لمصر، وفلسطين بنسبة 0.2%.
وتحمل عربسات ما يزيد على 500 قناة تليفزيونية و 200 محطة إذاعية، وتصل إلى عشرات الملايين من المنازل في أكثر من 100 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا ووسط آسيا، ويتابعها ما يزيد على 170 مليون مشاهد في 21 دولة عربية.