في الوقت الذي يناقش المؤتمر الدولي للمناخ ملفات مختلفة تصبّ في نهاية الأمر لتحسين المناخ، وجهت المنظمات المدنية أصابع الانتقاد للمؤتمر نفسه الذي اعتبره كثيرون مخالفاً للشروط البيئية.
التفاح الأخضر
استقبل المؤتمر العالمي للتغير المناخي المقام في العاصمة الفرنسية باريس الوفود والزوار القادمين من 195 دولة بصناديق التفاح الأخضر، خطوة اعتبرها البعض رمزية فيما وجه لها آخرون انتقادات لاذعة.
التفاح الأخضر وبالرغم من فوائده الصحية إلا أنه بات مشكلة في أوروبا بحسب تعبير الصحفي حسان التليلي المختص في الشؤون البيئية موضحاً لـ "عربي بوست" أن "المشكلة بالتفاح الفرنسي والتفاح الأوروبي عموماً، أنه ثمرة من الثمار المسيئة للبيئة، لأنه يزرع في مزارع تستخدم المواد الكيماوية بشكل مفرط، حتى أن التقارير العلمية أثبتت أنه من أسوأ أنواع التفاح في العالم".
152 رئيساً بطائرته الخاصة
منظمات المجتمع المدني اعتبرت أن ما ينادي به المؤتمر بترشيد استهلاك الموارد الطبيعية يبقى حبراً على ورق مع وصول قرابة 152 رئيساً بطائراتهم الخاصة.
"إن مجال التنقل الجوي يساهم في إفراز الغازات السامة" كما يوضح التليلي، مضيفاً أنه "كان من المفترض ولو من الناحية الرمزية ألا يأتي كل رئيس بطائرته الخاصة".
الرئيسان الأميركي والفرنسي في مطعم فخم
الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نالا النصيب الأكبر من انتقادات المجتمع المدني، وذلك بسبب تناولهما طعام العشاء يوم افتتاح المؤتمر في مطعم فاخر في العاصمة باريس.
منظمات المجتمع المدني قالت أنه كان ينبغي عليهما الذهاب إلى مطعم شعبي وبسيط وله رمزية، كالمطاعم التي تساعد وتطعم الفقراء والمعروفة في فرنسا باسم Restaurants du Cœur.
ومن هذه المطاعم ما افتتح قبل يوم من ابتداء القمة كما يشير مختص الشؤون البيئية "تليلي" لـ "عربي بوست" وذلك "بهدف توعية الناس على أن المشاركة في إطعام الفقراء ضرورة في المجتمع، وإشعار الآخرين أن إهدار الطعام هو سبب أساسي من أسباب إفراز غازات الاحتباس الحراري".
طعام غير صديق للبيئة!
في الوقت الذي تشجّع المنظمات المدنية الاعتماد الكامل على المنتجات العضوية، جاء مؤتمر المناخ بما قدّمه من طعام مخالفاً لتلك الشعارات.
ويقول التليلي، إن "المؤتمر كان من الممكن أن يكون فرصة مناسبة للترويج لمنتجات الزراعة العضوية" ويضيف " لم يكن الطعام بالنوع المطلوب من الجودة الصحية، التي تتوافق مع هكذا مؤتمرات، فالطعام هناك لم يكن صديقاً للبيئة".
أكواب بلاستيكية وأوراق بيضاء
لم يتوقف الأمر عند الطعام فقط، حيث اعتمد منظمو المؤتمر على استخدام الأكواب البلاستكية في الوقت الذي يعتبر التلوث بالمواد البلاستيكية من المشاكل البيئية المعقدة.
بالإضافة إلى استخدام المشاركين للورق الأبيض المعروف أنه كلما استُخدمت ورقة ساهم مُستَخدِمها بقطع شجرة، وبالتالي حرمان البيئة منها وهي التي تقوم بدور كبير في امتصاص جزء كبير من الغازات وتحافظ وتنقي الجو من التلوث، وتجدد التربة وتحول دون التصحر.
أقلام الرصاص
هدايا الزوار لم تكن بالمستوى المطلوب لمحبي البيئة والمحافظين عليها، فأقلام الرصاص التي لا تعتبر "صديقة للبيئة" أيضاً منحت للوفود بشكل مجاني.
ومن جانبه يرى محللون في الشؤون البيئية أنه كان من المفترض تقديم أقلام رصاص صديقة للبيئة كالأقلام التي يُسَوق لها في بلدان العالم، عوضاً عن أقلام الرصاص هذه التي يباع منها سنوياً 14 مليار قلم ينتهي بها الأمر في المياه الجوفية والتربة وتلوثها.
فخامة الجناح الخليجي
جناح مجلس التعاون الخليجي والذي تميز عن غيره بالتصميم والترتيب، "لدرجة وصفِهِ بالقصر" كما قالت الإعلامية سعدة الصابري مضيفة لـ "عربي بوست " أن "الجناح الخليجي تميز بشكل واضح، بطريقة العرض وتقديم الأطباق العربية".
الصابري أشارت إلى أن هذا الجناح ضم شاشات عرض لم تكن موجودة في بقية الأجنحة.