يقضي سكان العاصمة المصرية القاهرة على الطريق 3 ساعات في المتوسط يومياً، أي نحو 1100 ساعة سنوياً، وهي المدة الزمنية نفسها التي يقضيها الطالب الجامعي على مقاعد الدراسة لمدة سنة كاملة.
من هنا، انطلقت فكرة منصة "اقرأ لي" الإلكترونية بتحويل المقالات والكتب إلى محتوى سمعي يتيح للمستخدمين خلال تنقلاتهم على الطرقات الاستماع إلى شيء مفيد دون الشعور بالملل أو الضيق من الازدحام.
ملء الفراغ اليومي
كثيرون يجدون صعوبة بحمل كتاب وقراءته خلال تنقلاتهم اليومية في وسائل المواصلات المختلفة، الأمر الذي دفع إسلام عادل أحد أعضاء فريق اقرأ لي والمعلق الصوتي العمل على تحويل الكتب إلى ملفات صوتية من السهل الاستماع إليها.
2011 هو العام الذي انطلق فيه هذا المشروع هادفاً إلى "ملء الفراغ اليومي في حياتنا بمواد معرفية وثقافية وأدبية، وعلمية، وترفيهية أيضاً، وتناسب جميع الأجيال" على حدّ قول عادل.
وأضاف لـ "عربي بوست" أن "الموقع غير ربحي ويعتمد على متطوعين يملكون مهارات الإلقاء واللغة العربية الجيدة".
لا توجهات سياسية!
مديرة المحتوى مي مجدي توضح لـ "عربي بوست" أن انتقاء الكتب يكون بهدف واحد وهو "تحقيق تنوع دون تبني أي اتجاه فكري أو ثقافي أو سياسي، الهدف تحقيق استماعات جيدة للكتب".
"نقرأ الروايات السياسية والكتب الدينية والتنمية الذاتية، وما زلنا في مرحلة التجارب والاستكشاف، ونأخذ بمقترحات مستمعينا أيضاً" تقول مجدي، وتضيف "إن التركيز كان ينصب على "مقالات كتاب الرأي، لأنها متاحة كل يوم، وبشكل متجدد، ولكننا تطورنا إلى النشرات بأنواعها، والكتب باتجاهاتها".
طموح الفريق وخططه المستقبلية كما تشير إليها مجدي تركز على الوصول إلى أكبر منصة للكتب المسموعة، وأكبر أرشيف صوتي للكتب.
4 مليون دقيقة استماع
إن تطبيق اقرأ لي متاح على مواقع الانترنت بالإضافة إلى تطبيق على هواتف الأندرويد والأيفون، الأمر الذي يساعد على "زيادة عدد المستمعين وتحقيق أكبر قدر من الاستماع للكتب الصوتية" كما يشير أحمد المالكي المشرف الفني على المشروع.
ويضيف المالكي لـ "عربي بوست" أن "المنصة حققت إلى اليوم 4 ملايين دقيقة استماع شهرياً، لكتب قام بتسجيلها 10 معلّقين والهدف أن نصل إلى 15 أو 20 معلّقاً لتحقيق التنوع المطلوب وزيادة عدد المحتوى المقروء".
المالكي يرى أن المشروع تجربة جيدة ومرضية والسبب كما يوضح أن "الاستماع إلى الكتب لا يقتصر في المواصلات وأوقات الازدحام، ولكن أيضا خلال العمل وفي المنزل".
كما أشار إلى أن المكفوفين لهم نصيبهم من هذه الخدمة، حيث "تم تعديل التطبيق الخاص بالهواتف الذكية من أجلهم، وهي خطوة لاقت ترحيبا كبيرا".
نصف مليون مستمع
المعلقة الصوتية، ريهام حمدي والتي تمتاز بإلقاء صوتي خاص، ترى أن التجربة اتسع نطاقها، وتوضح
لـ "عربي بوست" أن"هناك من ليس لديهم وقت للقراءة، ويفضلون الاستماع على القراءة، وهناك من يحب الاستماع للروايات أو المقالات أو الكتب بأداء صوتي وتأثيرات صوتية".
وأشارت إلى أنها تتعرّف على تقييم الناس من خلال طريقتين، "الأولى، عدد الاستماعات التي تحققها المادة، خلال الساعات الأولى من نشرها، الثانية، بالتواصل مع المستمعين من خلال الفيسبوك".
"حتى الأطفال يستمعون إلى الكتب" توضح ريهام متابعة بقولها "لقد حرصنا من خلال انتقاء الكتب اختيار كتب خاصة للأطفال، وبذلك نكون خلقنا تنوعاً جميع الفئات العمرية تستمع إلينا".