في ملتقى جمع عشرات من المفكرين والخبراء والسياسيين أُعلن في مدريد السبت 5 ديسمبر/ كانون الأول 2015عن إطلاق "منتدى العمل المشترك"، مؤسسة غير حكومية مسجلة في مدريد، ليكون منصة بحث وتطوير لأفكار وخطوات عملية من أجل نظم سياسية واقتصادية عالمية أكثر عدلاً ومساواة.
وجاءت انطلاقة المنتدى في أجواء عالمية سريعة التغير، إذ لاحظ المتحدثون في الجلسة الافتتاحية أن معدلات التغيير في الواقع العالمي تتم بوتيرة عالية، وأن النظم الاقتصادية والسياسية الموروثة لا تواكب التغيير السريع في الواقع الإنساني والاجتماعي، مما يزيد معدلات الفقر والتهميش والشعور بالظلم والإقصاء.
حالة عجز عن الوفاء بالالتزامات
وقال وضاح خنفر رئيس المنتدى الجديد "يعترف الجميع بأن النظام الاقتصادي العالمي والنظام السياسي الدولي يمران بحالة عجز عن الوفاء بالتزامات المساواة والمشاركة العادلة في الموارد والسلطة، وأن العالم شهد تغيراً واسعاً في العقدين الماضيين، بينما تعجز النظم عن مجاراته، ولقد حان الوقت للانتقال من نقد النظم العالمية وتبيان عجزها إلى اقتراح خطوات عملية لتحقيق إصلاحات حقيقية، وسيكون المنتدى منصة تجمع مفكرين وخبراء وسياسيين ممن يؤمنون بضرورة الانتقال هذه".
وتحدث في الجلسة الافتتاحية رئيس مجلس إدارة صحيفة إلباييس خَوان لويس سيبريان عن أن النظم الوطنية غير قادرة على تقديم حلول للمشكلات المحلية، كما أن القوى الفعلية التي تتحكم في الواقع السياسي الدولي هي القوى الاقتصادية، وما لم يتم نقل النفوذ الحقيقي إلى أيدي السياسيين فإن التغيير في العالم سيبقى عسيراً.
واستطرد سيبريان واصفاً الواقع الدولي المتغير، ولا سيما النظم التقنية التي مكنت الأفراد من التواصل والتفاعل عالمياً أبعد وأسرع من النظم السياسية والاقتصادية.
عودة التنافس الحاد بين القوى الكبرى
المفوض السابق للعلاقات الدولية في الاتحاد الأوروبي، وزير خارجية إسبانيا السابق خفير سولانا، أكد في كلمته على أن النظام الدولي يشهد عودة التنافس الحاد بين القوى الكبرى، وأن العالم يحتاج إلى توازن مصالح، وإلا فإن حالة التنافس غير المتوازنة ستنتج صراعاً منفلتاً. وقال سولانا الذي عمل أميناً عاماً لحلف الناتو أنه وفي غياب المساواة الاقتصادية فإن العلاقات بين الدول ستبقى متوترة، وسيتولد كثير من الصراع والتنافس.
ويناقش المنتدى في يومين 4 محاور رئيسية، أولها العلاقات الدولية، وما يمكن فعله لبناء نظام عالمي مستقر وعادل، أما المحور الثاني فيركز على السياسة الداخلية للدول، والبدائل المتاحة لحكم رشيد، يتسم بالشرعية الثقافية والمحلية. المحور الاقتصادي يناقش إشكاليات اقتصاد السوق، والنماذج الجديدة التي يمكنها أن تخاطب العدالة الاجتماعية وتقليل الهوة بين الفقراء والأغنياء.
النظم الاجتماعية سريعة التغير ستكون عنوان المحور الرابع، الذي سيرصد أنماط التحول في القيم والهياكل الاجتماعية عالمياً، ويربطها بنظم العولمة سريعة الانتشار، ويبحث الفرص الممكنة لتزويد الأفراد والمجتمعات بالنفوذ اللازم لتغيير النظم العالمية الخاضعة لهيمنة القوى المركزية.
يضم المنتدى مشاركين من أميركا اللاتينية ومن أفريقيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى شخصيات أوروبية وأميركية ذات مساهمة فعلية في الواقع السياسي والاقتصادي الدولي.
وعلى هامش أعمال المنتدى سيتم إطلاق باكورة مشروعاته التفاعلية: خارطة اللاجئين، وهي منصة تفاعلية تخدم المؤسسات والأفراد العاملين لخدمة اللاجئين في مختلف أنحاء العالم، وقد عمل فريق من المتطوعين الشباب من جنسيات مختلفة على تصميم الموقع