قال العراق السبت 4 ديسمبر/ كانون الأول 2015، إن دخول فوج مسلح من القوات التركية إلى محافظة نينوي في شمال البلاد خرق لسيادته ودعا هذه القوات إلى الانسحاب فورا، فيما قالت أنقرة أن قواتها تقوم بدور تدريبي للبيشمركة الكردية ضمن خططها لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وزارة الخارجية العراقية وصفت في بيان على التلفزيون الرسمي دخول القوات التركية بأنه "توغل" ورفضت أي عملية عسكرية لا يتم تنسيقها مع الحكومة الاتحادية في بغداد.
وكان مصدر أمني تركي قد قال الجمعة إن كتيبة واحدة مكونة من عدة مئات من الجنود الأتراك نُشروا لتدريب القوات العراقية قرب الموصل وهي مدينة يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة واجتاحها تنظيم داعش في يوليو تموز 2014.
وقال المصدر إن هؤلاء الجنود كانوا بالفعل في إقليم كردستان العراق ونقلوا للموصل تصحبهم مركبات مدرعة في خطوة تعلم بها دول التحالف الذي يقاتل الدولة الإسلامية.
وأظهر شريط مصور بُث على موقع صحيفة يني شفق التركية الموالية للحكومة شاحنات مسطحة تحمل مركبات مدرعة على طول طريق خلال الليل ووصفتها بأنها قافلة ترافق القوات التركية إلى بعشيقة.
رفض عراقي للقوات التركية
وقال بيان أصدره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي "تأكد لدينا بأن قوات تركية تعدادها بحدود فوج واحد مدرعة بعدد من الدبابات والمدافع دخلت الأراضي العراقية وبالتحديد محافظة نينوى بادعاء تدريب مجموعات عراقية من دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية العراقية وهذا يعتبر خرقا خطيرا للسيادة العراقية ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين العراق وتركيا".
ودعا البيان هذه القوات إلى الانسحاب فورا.
وفي بيان منفصل في التلفزيون الرسمي وصفت وزارة الخارجية العراقية النشاط التركي بأنه "توغل" ورفضت أي عملية عسكرية لا يتم تنسيقها مع الحكومة الاتحادية في بغداد.
وقال ضابط عسكري كردي كبير مقره في جبهة بعشيقة شمالي الموصل إن مدربين أتراكا إضافيين وصلوا إلى معسكر في المنطقة خلال ليل الخميس ترافقهم قوة حماية تركية.
وتستخدم هذا المعسكر قوة تُسمى الحشد الوطني مؤلفة من رجال شرطة عراقيين سابقين ومتطوعين من الموصل من السنة بشكل أساسي.
وشكل هذه القوة المحافظ السابق أثيل النجفي القريب من تركيا، وكان يوجد بالفعل عدد صغير من المدربين الأتراك هناك قبل أحدث نشر لقوات تركية.
جنود أتراك لتدريب البيشمركة
وقال مسؤول تركي كبير "جنودنا في العراق بالفعل، ذهبت كتيبة إلى هناك، التدريب يجري بالفعل في المنطقة منذ سنتين أو 3 سنوات، ما حدث جزء من ذلك التدريب".
وفي واشنطن قال مسؤولان دفاعيان أمريكيان الجمعة إن أميركا على علم بإرسال تركيا مئات الجنود الأتراك لشمال العراق، ولكنهما أوضحا أن هذه الخطوة ليست جزءا من أنشطة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال مسؤول تركي كبير آخر إن الجنود موجودون هناك لتدريب مقاتلي البشمركة الكرد، وأضاف أن "هذا جزء من قتال داعش، وقال إن نحو 20 عربة مصفحة ترافقهم كحماية.
ولتركيا علاقات وثيقة مع المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم ذاتي بشمال العراق على الرغم من أنها تعتبر الجماعات الكردية السورية على الجانب الآخر من الحدود معادية لمصالحها.
نشر القوات الأميركية
وكانت الولايات المتحدة قالت الثلاثاء الماضي إنها أرسلت قوة جديدة من فرق العمليات الخاصة إلى العراق لشن غارات ضد الدولة الإسلامية هناك وفي سوريا المجاورة في تصعيد لحملتها ضد التنظيم.
وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه يرحب بالمساعدة الخارجية ولكنه قال إنه سيكون من الضروري موافقة الحكومة العراقية على أي نشر لقوات عمليات خاصة في أي مكان بالعراق.
وأكد العبادي إنه ليس هناك حاجة في العراق لقوات برية أجنبية مقاتلة. وتعهدت الجماعات الشيعية العراقية المسلحة القوية بمنع أي نشر لقوات أمريكية في البلاد، ولم يُعرف رأيها في وجود جنود أتراك بالعراق.