زعم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، أن فكر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يحظى بدعم واسع وله جذور عميقة لدى أعداد كبيرة في بعض المجتمعات والبلدان الإسلامية، مشيراً لعقيدة الجهاد عند هؤلاء ولإيمان الكثير منهم بفكرة إقامة الخلافة الإسلامية والتي يتبناها التنظيم في سوريا والعراق، وحذر من أفكار دعاة مسلمين يتابعهم الملايين على تويتر لا تختلف عما يروج له داعش.
تقرير لصحيفة الغارديان أشار إلى أن بلير حذر من هجمات واسعة على أوروبا، أكبر من هجمات باريس التي وقعت في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، إذا لم يتم هزيمة التنظيم وأيديولوجيته، فيما أثنى على قرار مجلس النواب البريطاني بالموافقة على توسيع الضربات الجوية إلى سوريا.
الصحيفة لفتت إلى أن بلير كان يتحدث في مكتبة الكونغرس بالعاصمة الأميركية واشنطن وقال إن "الاعتقاد بالعداء الفطري بين الإسلام والغرب لا يقتصر على قلةٍ من المسلمين، فمن يؤمنون بفكرة الخلافة ونهاية العالم، التي تعد جزءاً من دعاية (داعش)، كثيرون في المجتمعات الإسلامية".
تصريحات بلير تؤكد ما جاء في خطاب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي دعا فيه إلى مواجهة خطاب التطرف، والمدافعين عن تلك الأيديولوجية، حسب "الغارديان".
وبيّنت الصحيفة أن وزير العدل البريطاني الحالي مايكل غوف امتدح بلير لانتقاده مسؤولين في الحكومة لعدم مواجهة الأزمة بشكل كافٍ؛ حين قال بلير إنهم "يضربون جسد التمساح عندما يقترب من القارب، بدلاً من تجفيف المستنقع".
بلير أضاف: "طبعاً، ترفض غالبية المسلمين فكر (داعش) وما يدعو إليه، ولكن هناك وفي عدد من الدول الإسلامية أعداد كبيرة تؤمن بأن المخابرات الأميركية (سي آي إيه) واليهود هم من يقفون وراء هجمات 11/ 9.
وأكد أن هناك ثمة علماء ممن يدعون لقتل غير المؤمنين والملحدين فيما يتابعهم الملايين على تويتر، قائلاً إن هذه الأيديولوجية لديها جذور عميقة، وعلينا أن نحفر عميقاً حتى نقتلعها".
ويورد التقرير أن بلير في حديثه عن الخلافة ونهاية العالم، يشير إلى إيمان تنظيم داعش بالمعركة الأخيرة، التي سيكون مكانها في مرج دابق بسوريا.
كما دعا بلير لهزيمة التنظيم والقوى المتحالفة معه، بالإضافة إلى الداعمين له، في سوريا والعراق وليبيا وشبه جزيرة سيناء ومناطق في الصحراء الإفريقية.
كما نقلت الصحيفة عن بلير قوله: "هزيمة داعش هي البداية المهمة، والقوة وحدها لا تكفي، فالتحدي يذهب أعمق وأبعد من المذابح التي يرتكبها الجهاديون المتعصبون، وتجب مواجهة الأيديولوجية".
ويضيف بلير: "يمكن تحقيق هذا، من خلال تحالف مع الأصوات المعتدلة والعقلانية داخل الإسلام، المصممة على استعادة سمعته واسمه، والفشل المستمر بالاعتراف بالتحدي الأكبر، وبناء وسائل لمواجهته، سيؤدي إلى هجمات أسوأ مما حدث في باريس، وستترك آثاراً على المسلمين الشرفاء الملتزمين بالقانون، كما ستضع التحالف الضروري الذي أشرنا إليه في خطر، وهو ما سيؤدي إلى دائرة أخرى من الفوضى والعنف".
"الغارديان" اختتمت تقريرها بالإشارة إلى أن بلير قال عن الدور البريطاني الجديد في سوريا: "بالنسبة لأوروبا، فإن هناك حسابات كبيرة يجب اتخاذها؛ لأن التهديد الإرهابي يقف على بابنا، وفي الحقيقة هو موجود داخل بيوتنا. ولدينا مصلحة كبيرة في هزيمته، وعلى أوروبا أن تخلق في داخل دولها قدراتٍ قتالية لا تسمح لنا بالقيام بدورنا فقط، بل بأخذ زمام المبادرة أيضاً".