شملت قائمة مجلة فورين بوليسي الأميركية لعام 2015، والتي تضمنت أهم 100 شخصية تأثيراً في العالم، 7 شخصيات ومنظمات عربية كان أبرزهم الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع.
كما تضمنت القائمة أيمن عودة، رئيس القائمة العربية المشتركة داخل أراضي 48، وخالد الأسعد، عالم الأثار السوري، ومنظمة الرقة تذبح بصمت السورية، والمدون السعودي رائف بدوي، والطبيب المصري وليد حسنين، ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي.
1-محمد بن سلمان
وبحسب المجلة فإن وزير الدفاع في السعودية محمد بن سلمان قاد منذ توليه منصبه حملة عسكرية على أعداء المملكة الإقليميين، وأعاد المملكة للعب دورها في الشرق الأوسط.
وقالت إن الأمير الشاب قاد حرب السعودية على قوات الحوثيين في اليمن، المدعومين من إيران، وبرهن على أن الرياض مستعدة للتضحية بالدم والمال لإبعاد هيمنة إيران على العالم العربي.
لكن تأثيره على السياسة الداخلية في السعودية لم يكن أقل أهميةً، إذ إن بن سلمان يدير شركة النفط السعودية الحكومية، وقد عقد هذا الصيف عدة اتفاقيات مع روسيا.
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قالت إن الأمير "يتمتع بسلطة لم ينلها أي أميرٍ سعودي من قبل".
وقالت المجلة إن السعودية يحكمها أمراء تتراوح أعمارهم بين السبعين والثمانين، يُنظر إلى الأمير محمد على أنه يمثل الغالبية الشابة في المملكة، كما يُنظر إليه بحسد من الأمراء الآخرين لأنه يشغل مناصب طالما شغلتها شخصياتٌ أكبر في العائلة الملكية.
2-خالد الأسعد
الرجل المعروف بـ"السيد تدمر" لم يهجر المكان الذي نذر له نفسه. خلال هذا الصيف، تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) باتجاه المدينة التي تعود إلى آلاف السنين، حيث كان خالد الأسعد مديراً لمديرية الآثار لأكثر من أربعين عاماً.
قام الأسعد بنقل الآثار الهامة إلى دمشق خوفاً من سقوطها بيد محاربي التنظيم الذي يريد محوَ كل ما يُذكِّر بالتاريخ الثقافي العريق للشرق الأوسط.
قام التنظيم باعتقال عالم الآثار، الأسعد، ثم أعدم على الملأ بسبب رفضه الكشف عن المكان الذي خبأ فيه بعض التحف الأثرية.
بعدها قام التنظيم بتدمير الكثير من آثار المدينة، ولكن وبفضل شجاعة الأسعد والأبحاث التي قام بها على مدى عقود قبل وفاته، لن تضيع تدمر بدون أثر.
قالت الأمينة العامة لمنظمة اليونيسكو، إيرينا بوكوفا: "لقد قتلوا رجلاً عظيماً، لكنهم لن يُسكتوا التاريخ".
3-أيمن عودة
ربما تكون محادثات السلام في الشرق الأوسط ميتة، لكن أيمن عودة لا زال يحلم بحل الصراع الأكثر استعصاءً في العالم.
يترأس المحامي البالغ من العمر 40 عاماً "القائمةَ المشتركةَ"، وهي تحالف للأحزاب السياسية العربية شاركت لأول مرة في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في مارس/آذار الماضي.
يشكل ائتلاف هذه الأحزاب ثالث أكبر كتلة تشريعية عربية في الكنيست منذ تأسيس إسرائيل.
يقول عودة إن العرب يستحقون أن يكون لديهم نفس حقوق المواطنين اليهود "لأن المساواة تغني الفضاء الذي نعيش فيه".
4-الرقة تُذبح بصمت
هي مجموعة من المواطنين والصحافيين الناشطين تعمل دون كلل على توثيق الممارسات الوحشية لتنظيم داعش، بما في ذلك عمليات الصلب، الشنق والعبودية الجنسية في مدينة الرقة السورية.
منذ إطلاق حملة "الرقة تُذبح بصمت" في أبريل/ نيسان من عام 2014، تجاوز عدد متابعيها على تويتر 230 ألف مستخدم، كما حصلت الفيديوهات التي نشرتها على يوتيوب على مئات الآلاف من المشاهدات.
كرَّمت "لجنة حماية الصحفيين" الحملة بجائزة "حرية الصحافة العالمية" هذا العام.
5-رائف بدوي
شدد الكاتب السعودي رائف بدوي، عبر مدونته على إيمانه بحقوق الإنسان وعلى خطر التطرف الديني.
وقالت المجلة أن بدوي جُلِدَ على الملأ في يناير/كانون الثاني الماضي 50 جلدة من أصل 1000 جلدة حُكم عليه بها بتهمة "الإساءة إلى شخصيات إسلامية" و"الخروج عن الطاعة".
وطالبت الكثير من المنظمات والدول بإلغاء العقاب وإعادة النظر في الحكم الذي صدر بحقه.
تم تأجيل جلسة الجَلد الثانية لأسباب صحية، حيث قال الأطباء إن جراحه لم تُشف بعد.
6-وليد حسنين
في ليلة مصيرية من عام 1994، وجد وليد حسنين، الذي كان حينها جراحاً مقيماً في مشفى جامعة جورج تاون، نفسَه يقوم بنقل قلب شخص مات في واشنطن العاصمة إلى شخص ينتظر عملية زراعة قلب في فيرجينيا.
كان الحدث مؤثراً لدرجة أنه هجر الجراحة لاحقاً ليقوم بالعمل في الأجهزة الطبية.
اعتقد حسنين أن توفير نفس الظروف التي يعمل فيها العضو بشكل طبيعي قد يؤدي إلى الحفاظ عليه فترة أطول.
بدأت شركة حسنين، TransMedics، بتطوير تقنية تُبقي القلوب التي يتم التبرع بها دافئة تنبض في غرفة معقمة حيث يتم ضخ الدم إليها عبر أنابيب.
التجربة السريرية الأولى لهذه الطريقة مضت بسلاسة، حسب النتائج التي نشرتها صحيفة Lancet في أبريل الماضي. يتوقع الخبراء أن تزيد هذه الطريقة من عدد القلوب القابلة للزراعة بنسبة 30%.
7-سهيل المزروعي
تنفق الحكومات حول العالم حوالي 500 مليار دولار على دعم الوقود النقي. بإنهاء هذا الدعم- وبالتالي تثبيط الحافز لشراء الوقود غير النقي- ستنخفض انبعاثات الكربون العالمية بنسبة 20%.
أحد الدول المنتجة للنفط قامت باتخاذ هذا الإجراء خلال الصيف الماضي، ففي يوليو/تموز أعلن وزير الطاقة في الإمارات العربية المتحدة، سهيل المزروعي، أن بلاده ستكون أول دولة غنية بالنفط في الشرق الأوسط تقلص دعم أسعار النفط، وبذلك رفعت أسعار الوقود الخاص بالاستهلاك المحلي.
كانت الخطوة المفاجئة نتيجةً لأسباب اقتصادية- تحرير المال لتمويل البنية التحتية وتنويع مصادر الدخل- لكن التأثير البيئي كان عاملاً هاماً أيضاً.
قال المزروعي لصحيفة The National: "لدينا 3 ملايين سيارة في الشوارع، ونسبة زيادة أعدادها هي 9% سنوياً. لا يمكن أن نتحمل أكثر". ربما تكون الإمارات السبّاقة في اتخاذ هذه الخطوة التي يبدو أن دولاً أخرى ستتبعها، فمن المتوقع أن تقوم عُمان بخطوة مماثلة العام القادم.
