هذه التدوينة بالعامية المصرية
كلنا يذكر حمار بوريدان الذي مات عطشا و جوعا عندما ترك في منتصف المسافة بين الماء و الطعام ، كلنا يذكرها بل و يتندر على الحمار و لا يدرك أننا جميعا حمار بوريدان .. فكم من مرة مررت أنت نفسك بمرحلة الحمورية ؟!
إيه وجعك السؤال و مس كرامة معاليك ؟!
أجبت بالنفي و قلت : لا طبعا .. حاشا لله أن أكون ؟؟
شتمتني في سرك أو جهرك و قلت : أهو إنتي اللي ستين حمارة ؟
حسن فلنر .. هل مررت حضرتك ( للمذكر ) وجنابك ( للمؤنث ) بتجربة اخترت فيها الإختيار الخاطئ وأنت تعلم أنه خاطئ، لكنك أقنعت نفسك بقدرتك على أنك تستطيع أن تصنع من الفسيخ شربات وأنك وحدك دون البشرية جمعاء تستطيع أن تصل إلى نتيجة مختلفة من مقدمات متشابهة ؟!
هاااااااا .. صح ؟؟
حضرتك مثلا اخترت زوجة سيئة السمعة واقنعت نفسك أنك تجاهد في سبيل الله لأنك ستغير مسار حياتها . خليك صريح مع نفسك وقول إنك طمعت في المزة .. بس متجيش بعد كده تتصدم من سلوكها، ما حضرتك ماتجوزتهاش من على باب جامع وهي بتبيع سبح وسجاجيد .. والحمورية هنا أن تستمر في المحاولة في إصلاح شأنها .. طلق واخلص .. وتذكر أن الإنحراف كان قرارها بالمبتدأ، ولا تجادلني في أن الله مقلب القلوب وحالها هاينصلح .. سيادة الحمار: إن لم ينصلح حالها بمجرد زواجها من معاليك فلن ينصلح.
الهانم اللي بتضحك هناك شايفاكي.. ألم تتزوجي من فلان الفلاني ذو الطباع السيئة طمعا في فلوسه و نفوذه و أنتي تحلمين بتغيير سلوكه؟؟ يغور اللبن من وش القرد.. إن لم ينصلح حاله فلا تستحمري واخلعي اكسبي ذاتك.
البيه اللي ورا .. كم من مرة مررت بمرحلة حمورية حمار بريدان و طلعت عينك على مزة جميلة لكنك لا تستطيع الاستغناء عن أم العيال الجميلة المطيعة.. فعشت حياة الحمورية فلا طلت المزة ولا أصبحت تطيق أم العيال .. احترم نفسك واختار.
المدام اللي بتسخبى هناك عشان ماشوفهاش .. اتطلقتي من جوزك وعايشة عيشة حمار بوريدان؟ خايفة من نظرة المجتمع ليكي وطمعه فيكي فعايشة حياة هي بين الحياة والموت ؟؟ خايفة من الضحكة، وخايفة من الخروجة ، وخايفة حتى من الفستان المشجر ليقولوا عليكي ما تكرهين؟ كفاية حمورية و عيشي حياتك ، فالحلال بين و الحرام واضح وضوح الشمس والناس لا يملكون مفاتيح الجنة فلا تموتي جوعا وعطشا.
الأستاذ اللي لابس بدلة منحولة من أيام جوازه .. أيوة إنت يا حمار، متزعلش أوي كده.. أيوة حمار ..دافن نفسك في وظيفة لا تناسب إمكانياتك ولا طموحك وعايش في غم وهم ، لا عارف تحب ما تعمل ، ولا عارف تعمل ما تحب .. خد قرار .. يا البرسيم يا المية .. الإنسان يحيا مرة واحدة.
وأنت .. أيوة إنت .. اللعب ببنات الناس مرحلة حرجة من الحمورية .. آخرها الشفخانة ورصاصة رحمة .. كن بني آدم واختار .. اللي قالك إن الستات زي الفاكهة، فلا تجبر نفسك على صنف واحد، هو الآخر حمار لكنه الآن غالبا وصل الشفخانة .. فإما رصاصة جوازة تخليص حق أو بيتعالج من الإيدز حضرتك.
وحضرتك يا هانم .. أيوة إنتي يا مشخلعة .. لما اتجوزتي راجل متجوز كنتي متوقعة إيه ؟؟ تعيشي حياة حالمة هادئة ؟؟ طب بالنسبة لأم العيال و البيت و الحياة اللي مليانة حياة تروح فين ؟ و بالنسبة إن أم العيال لازم و لابد هاتشرشح اللي خلفوا سعادتك ، و حقها طبعا محدش هايلومها .. إنتي وإنتي بتتجوزي جوازة بارت تايم متوقعة إنها خالية من الغيرة و الغل وقرقضة الضوافر ؟؟ لا يا أمي .. مش على راس جنابك ريشة .. توقعي الأسوأ .. أو اخلعي بجلدك ولا تجرحي مشاعر زوجة وأم لم تسئ لك وإنتي اللي اعتديتي عليها .. بلاش حمورية من البداية وإن استحمرتي فبلاش تبقى زي حمار بوريدان واخلعي بدري وسيبيه لنصيبه ومراته بقى .. كفاية عليه الطين اللي مراته هاتشيله له على دماغه.
وإنت وإنتي وهو وهو وهما وهن ..عشرات و عشرات من قصص الحمورية نستطيع سردها .. في الزواج والطلاق والمشاعر والتربية والعمل وحتى في علاقتنا بربنا .. كم من تجارب حمورية مررنا بها ومتنا جوعا أو عطشا وأمامنا البرسيم والمية متوفرين.
أيها السادة كفاية حمورية .. كن صاحب قرار واختار .. و إذا اخترت غلط كن صاحب قرار وعد عن إختيارك وجرب خيار آخر.
إن أسوأ منطقة يمكن أن يحيا فيها الإنسان هي المنطقة الرمادية .. فلا نحن في النور ولا نحن في الظلام .. ما أسوأ أن نرى الألوان على غير ما هي .. أيها السادة إن المقدمات المتشابهة حتما ستؤدي لخواتيم متشابهة.. فلا تقنع نفسك بأنك هاتجيب الديب من ديله .. وأن قصتك مختلفة وأنك متفرد بها فالكوكب الذي نعيش عليه كروي يدور حول نفسه بنفس الرتابة منذ بدء الخليقة .. لا حركة بالزيادة ولا حركة بالنقصان
أمامنا المية والبرسيم فاغتنمهما ولا تموت جوعا وعطشا .
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.