في سابقة تعدّ الأولى من نوعها قامت محكمة الجنايات السويدية الخميس 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 بالبدء بمحاكمة شخصين من سكان مدينة غوتنبرغ غربي السويد بتهم تتعلق بارتكاب جرائم إرهابية في سوريا عام 2013.
المتهمان يحملان الجنسية السويدية وينحدران من أصول مهاجرة، وكانا بحسب المدعي العام السويدي منتميين لمجموعة جهادية تدعى جيش الأنصار والمهاجرين التابعة "لتنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) وتواجدا في سوريا منذ خريف عام 2012.
المتهمان البالغان من العمر 32 و30 عاماً يعاني أحدهم من الشلل نتيجة إصابته بطلق ناري أثناء قتاله في سوريا، تحفّظت المحكمة على اسميهما ومنعت الصحفيين من دخول قاعة المحاكمة حفاظاً على سريّة التحقيقات.
رافقت انعقاد المحكمة احتياطات أمنية مشدّدة ضربتها الشرطة السويدية حول بناء المحكمة وفي الطرقات المؤدية إليها.
عملية ذبح شمال حلب
دخل المتهمان سوريا خريف عام 2012 واستمرا بالقتال حتى منتصف عام 2013 بحسب صحيفة أفتونبلادت السويدية.
المتهمان انتسبا إلى جيش المهاجرين والأنصار وعملا تحت إمرة أبي عمر الشيشاني مباشرةً، وشاركا في عدد كبير من المعارك ضد جيش النظام وقوات المعارضة على حد سواء، لكن إصابة المتهم الأول صاحب 32 عاماً بالشلل بعد تعرضه لطلقة قناص أجبرته على العودة إلى السويد عن طريق تركيا.
المدعية العامة أغنيتا هيلدنغ كفارنستروم أعلنت في وقت سابق بأن المحكمة تملك عدداً من الدلائل بالإضافة إلى شريط فيديو لعملية إعدام لشخصين في المنطقة الصناعية بحلب شمال سوريا يدين المتهمين إضافة إلى متهم سويدي ثالث مازال يقاتل في سوريا حتى الآن.
عملية الإعدام تمت ذبحاً بالسكاكين بحسب كفارنستروم وانتهت بفصل رؤوس الضحايا والذين يرجح بكونهم مدنيين، محامو المتهمين أنكروا وجودهما في مكان تنفيذ الجريمة.
الادعاء وبحسب التلفزيون السويدي الرسمي أصرّ على أنهما كانا من المشاركين الفعالين في العملية فالمتهم الأول 32 عاماً هو الذي اختار مكان تنفيذ الإعدام بينما المتهم الثاني 30 عاماً هو من قرر طريقة التنفيذ، وبحسب الادعاء فإن المتهمين وبرغم عدم تنفيذهما الجريمة شخصياً إلا أنهما كانا أكثر المشاركين فعالية، كما أنهما لم يفعلا شيئاً لوقف الإعدام.
جريمة على ذاكرة USB
الفيلم الدليل حصلت عليه المخابرات السويدية "سابو" بالصدفة على وحدة تخزين خارجية USB كانت قد وجدتها أثناء عملية مداهمة وتفتيش بحثاً عن المخدرات لمنزل المتهم 30 عاماً، خاصة وأن المتهم يملك سجلاً إجرامياً سابقاً لديهم.
تحتوي وحدة التخزين وبالإضافة إلى الفيلم الذي يصور جريمة إعدام رجلين ذبحاً بالسكاكين لعدد من الصور والفيديوهات التي وثقها المتهمان لأنفسهما في فترة قتالهما في سوريا.
يذكر بأن السويد أعلنت في وقت سابق من هذا العام عن تورط ما يزيد عن 400 مواطن سويدي بعمليات القتال في سوريا، وأن عدداً كبيراً منهم عاد للعيش في السويد إلا أن القضاء مازال يفتقر إلى أدلة حقيقية تثبت إدانتهم.