قررت تونس الأربعاء 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 غلق حدودها البرية مع جارتها ليبيا الغارقة في الفوضى، لمدة 15 يوماً غداة مقتل 12 من عناصر الأمن الرئاسي في هجوم تبناه تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن "المجلس الأعلى للأمن القومي" قرر في اجتماع أشرف عليه الرئيس الباجي قائد السبسي "غلق الحدود البرية مع الشقيقة ليبيا لمدة 15 يوماً انطلاقاً من منتصف الليل لهذا اليوم مع تشديد المراقبة على الحدود البحرية والمطارات".
ويضم المجلس كبار القادة الأمنيين والعسكريين في البلاد ويشارك في اجتماعاته رئيسا الحكومة والبرلمان.
واتخذ المجلس قرار غلق الحدود "على إثر العملية الإرهابية التي أدت الثلاثاء إلى مقتل 12 عوناً من الأمن الرئاسي وسط العاصمة بعد تفجير الحافلة الخاصة بنقلهم" وفق البيان.
وترتبط تونس وليبيا بحدود برية مشتركة تمتد على نحو 500 كلم.
هجوم انتحاري
وكانت السلطات التونسية قالت الأربعاء إن انتحاريا يرتدى سترة ناسفة هو الذي نفذ هجوما على حافلة للحرس الرئاسي أودى بحياة 12 شخصا على الأقل أمس الثلاثاء وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه.
ويشير التفجير في شارع رئيسي بالعاصمة إلى أن تونس قد أصبحت هدفا أساسيا لمسلحي الدولة الإسلامية بعدما سبقه هجومان أحدهما في فندق سياحي بسوسة في يونيو/حزيران والآخر في متحف باردو بتونس العاصمة في مارس آذار. وفي كل مرة أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته.
وأصبحت تونس في الفترة الأخيرة هدفا للمتشددين بعد الإشادة بها كنموذج للتحول للديمقراطية في المنطقة منذ أطاحت انتفاضة 2011 بالرئيس زين العابدين بن علي.
وقال رئيس الوزراء الحبيب الصيد للصحفيين بعد اجتماع أمني طارئ إن الهجوم يمثل تطورا في سلوك الإرهابيين وإنهم هذه المرة هاجموا رمزا للدولة وفي قلب العاصمة.
وهذا هو أول تفجير انتحاري في العاصمة. وفي أكتوبر تشرين الأول 2013 فجر انتحاري نفسه على شاطئ سوسة وقبلها هاجم انتحاري من تنظيم القاعدة كنيسا يهوديا في مدينة جربة فقتل 21 شخصا.
متفجرات من ليبيا
وقالت وزارة الداخلية إن 12 شخصا قتلوا في انفجار مادة سيمتكس وضعت في حزام ارتداه الانتحاري. وقالت الوزارة إنه بتعقب مسار المتفجرات تبين أنها جاءت من ليبيا. ويرجح أن جثة أخرى عثر عليها في موقع الحادث هي جثة الانتحاري.
وقال مسؤولون أمنيون إن الانتحاري فجر حزامه الناسف بينما كان أفراد من الحرس الرئاسي يهمون بركوب حافلة في شارع محمد الخامس للانتقال إلى القصر الرئاسي في نوبة عمل.
وقال المسؤول في الأمن الرئاسي هشام الغربي متحدثا لإذاعة محلية إن المهاجم كان يرتدي حقيبة ظهر ومعطفا وكان يضع سماعات في أذنيه. وأضاف أنه فجر نفسه عند باب الحافلة مباشرة باستخدام متفجرات عسكرية.
وأضاف "التفجير هو تحول نوعي في العمليات الارهابية يستهدف ضرب هيبة الدولة عبر هجوم على رمز مثل الحرس الرئاسي" مضيفا ان الدولة تواجه تحديا حقيقيا مع هجوم في قلب العاصمة.
وفي العاصمة التونسية انتشرت قوات الأمن بشكل كثيف واقيم الكثير من نقاط التفتيش للعربات والمترجلين. وشهد مطار تونس قرطاج تعزيزات أمنية كبيرة ولم يسمح بدخول المطار إلا للمسافرين فقط.
تدريب على حمل السلاح
وبحسب السلطات التونسية فإن 3 تونسيين تلقوا تدريبات على حمل السلاح في معسكرات جهاديين بليبيا نفذوا في النصف الأول من 2015 هجومين على متحف في العاصمة (شمال شرق) وفندق بمدينة سوسة (وسط شرق) أسفرا عن مقتل 59 سائحاً أجنبيا.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية هجومي باردو وسوسة اللذين حصلا على التوالي في 18 مارس/ آذار و26 يونيو/ حزيران الماضيين.
وأوردت رئاسة الجمهورية في البيان أن المجلس الأعلى للأمن القومي قرر "اتخاذ إجراءات عاجلة (لم يوضحها) في حق العائدين من بؤر التوتّر في إطار قانون الطوارئ" الذي فرضته السلطات مساء الثلاثاء لمدة شهر.
الالتحاق بالمنظمات الجهادية
وفي يوليو/ تموز الماضي، أعلنت الأمم أن أكثر من 5500 تونسي التحقوا بتنظيمات جهادية في ليبيا وسوريا والعراق واليمن. وبحسب فريق العمل الأممي حول استخدام المرتزقة فإن "عدد المقاتلين الأجانب التونسيين هو من بين الأعلى ضمن من يسافرون للالتحاق بمناطق نزاع في الخارج مثل سوريا والعراق".
وقرر المجلس أيضاً "تكثيف عمليات حجب المواقع (على الإنترنت) التي لها صلة بالإرهاب، وتفعيل الخطة الوطنية الشاملة لمقاومة الإرهاب والتطرف (..) وتفعيل قانون الإرهاب في أسرع وقت ممكن".
كما قرر "تحيين وضعية المقيمين الأجانب" بتونس وفرض "المراقبة الإدارية (الأمنية) على كل من له شبهة الإرهاب".
وأضافت الرئاسة أن المجلس قرر توظيف 3 آلاف عنصر جديد في الأمن ومثل هذا العدد في الجيش سنة 2016.
بلاغ صحفيعلى اثر العملية الإرهابية الجبانة التي جدت مساء اليوم بتونس العاصمة ، اشرف منذ قليل السيد محمود بن رمضان وزير…
Posté par محمود بن رمضان Mahmoud ben Romdhane sur mardi 24 novembre 2015
وأدانت أحزاب تونسية الحادث، حيث أعرب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عن استنكاره للعملية التي وصفها "بالجبانة" وبأنها "لا تمت بصلة للإسلام دين السلم" وفق نص بيان صادر عن الحركة الثلاثاء.
وأكد الغنوشي على ضرورة التضامن بين مختلف أطياف الشعب التونسي في مواجهة "العصابات الإرهابية " والإسراع في عقد مؤتمر وطني لمكافحة الإرهاب.
من جانبه، دعا حزب نداء تونس الحاكم كل القوى الوطنية والأحزاب إلى تنظيم يوم غضب ضد الإرهاب.
بـــيـــانعلى إثر الجريمة الإرهابية التي جدت اليوم الثلاثاء 24 نوفمبر في قلب العاصمة تونس واستهدفت حافلة للأمن الرئاسي…
Posté par نداء تونس Nidaa Tounes sur mardi 24 novembre 2015
سينمائيون عرب يدينون الحادث
وفي سياق متصل، أدانت مجموعة من السينمائيين التونسيين والعرب المشاركين في مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الـ26 الحادث الإرهابي.
وأكدوا في بيان وقعه أكثر من 20 فناناً وممثلاً ومخرجاً إصرارهم على مواصلة فعاليات المهرجان ووقوفهم في وجه "الإرهاب والموت وأعداء الحياة".