يبدو أن تطوراً جديداً في المشهد الميداني في سوريا بدأ يتكشف مع إعلان مسؤول تركي الأحد 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، عن قرب تحديد المنطقة الآمنة في الشمال السوري، والتي طالبت بها أنقرة مراراً وطال النقاش بشأنها طوال الأزمة السورية.
مصادر رسمية تركية كشفت أن المنطقة الآمنة سيتم فرضها خلال أسبوع، في ظل تأييد فرنسي كبير وإمكانية مشاركة باريس في تنفيذ هذه الخطة، وخاصة بعد هجمات باريس التي خلفت 129 قتيلاً، الجمعة قبل الماضي.
المصادر أكدت لصحيفة الشرق الأوسط أن أنقرة اتخذت هذا القرار قبل عقد قمة مجموعة العشرين التي استضافتها تركيا الأسبوع الماضي لكن تم تأخيره بسبب الهجمات التي تعرضت لها باريس.
ومن المفترض أن تمتد هذه المنطقة من مدينة جرابلس إلى أعزاز الحدوديتين مع تركيا، لتكون ملجأً آمناً للسوريين داخل بلادهم من الصراع الدائر في سوريا ومن ضربات قوات النظام.
وطبقاً للمصادر التركية فإن أنقرة لن تقوم بعمليات برية لإيجاد هذه المنطقة، بل ستقوم بعمليات دعم جوي ومدفعي مكثف لقوات المعارضة من أجل السيطرة على الأراضي المطلوبة لإقامة هذه المنطقة الآمنة.
المصادر التركية أفادت بإمكانية دخول فرنسا على الخط، وأن محادثات تجري لاستخدامها قواعد تركيا الجوية، في حين تقوم أميركا بإرسال المزيد من الطائرات إلى قاعدة إنجرليك العسكرية.
وذكرت صحيفة "بوجون" التركية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد طرح في كواليس اجتماعات قمة العشرين موضوع "المنطقة العازلة" وحسب الصحيفة فإن التأييد والدعم الوحيد الذي تلقاه أردوغان كان من الجانب الفرنسي.
ومع عودة الحديث الإعلامي عن هذه المنطقة، هناك ٤ أسئلة لابد من الإجابة عليها للوصول لفهم صحيح لحقيقة وأهمية المنطقة الآمنة بالنسبة للسوريين، حسبما نشرت صحيفة بي بي سي تركيا.
السؤال الأول ما معنى المنطقة الآمنة في القانون الدولي:
مصطلح المنطقة الآمنة غير موجود في المصطلحات القانونية الدولية، ولكن الموجود هو مصطلح المنطقة العازلة، والحكومة التركية لا تريد منطقة عازلة بل منطقة آمنة، حيث أن المنطقة العازلة هي منطقة "تفصل بين طرفي نزاع وتقيم مساحة برية تحظر فيها الأسلحة ومن الممكن أن تكون مرفقة بحظر جوي"، وتكون تحت حماية أمنية مركزة.
أما المنطقة الآمنة التي تبحث عنها الحكومة التركية هي المنطقة الخالية من التهديدات الأمنية والإرهابية ومحاطة بتدابير أمنية وتكفل الأمن والسلام للمواطنين السوريين في تلك المنطقة.
السؤال الثاني: كيف دخل مصطلح "المنطقة الآمنة" إلى الأجندة السياسية الدولية؟
يعود هذا المصطلح لشهر سبتمبر/ أيلول ٢٠١٤ عندما زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أميركا واستخدمه أثناء اجتماعه مع نائب الرئيس الأميركي "جون بايدن"، مع العلم أن الحكومة التركية طالبت عام ٢٠١١ بوجود منطقة حظر طيران في المناطق الشمالية والمحاذية لها.
السؤال الثالث: ما أهمية المنطقة الآمنة؟
يحاول الكاتب الصحفي التركي "أوفق أولتاش" في مقال له بصحيفة "أكشام" الإجابة عن سبب أهمية إنشاء المنطقة الآمنة حيث يؤكّد الصحفي "أولتاش" أهمية المنطقة الآمنة من خلال عدة نقاط أهمها:
– حماية السوريين الفارين من الحرب سواء من ممارسات نظام الأسد أو تنظيم داعش، والمنطقة ستعتبر ملاذاً لهم على اختلاف عروقهم سواء كانوا عرباً أو يزيديين أو أكراداً أو تركماناً، الذين سيعيشون في أمان دون الخروج من وطنهم.
ـ ستتخلص تركيا بعض الشيء من العبء الثقيل الموجود لديها نتيجة النزوح إلى أراضيها حيث وصل عدد اللاجئين إلى ما يزيد عن مليوني لاجئ.
– ستشكل المنطقة الآمنة مكاناً مناسباً جداً لإعداد وتدريب عناصر المعارضة السورية عسكرياً، مما يجعلهم قادرين على محاربة داعش والأسد في وقت واحد.
السؤال الرابع: من سيشرف على المنطقة الآمنة؟
رئيس الوزراء التركي وحكومته يجدون أن الأمم المتحدة وحلف الناتو هم من يجب عليهم تشكيل هذه المنطقة وإدارتها، ولابد أن تأخذ اعترافاً دولياً، وحسب ما نشره موقع بي بي سي التركية فإن الحكومة التركية ترى أن المنطقة الآمنة لابد أن تمتد من جرابلس ولغاية أعزاز.