قالت جماعتا رصد، السبت 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، إن الحوادث المناهضة للمسلمين، ومن بينها الهجوم على مسلمات ورسوم غرافيتي تنضح بالكراهية، زادت في فرنسا منذ هجمات باريس التي سقط فيها 130 قتيلاً في 13 نوفمبر.
المرصد الوطني لمناهضة الخوف من الإسلام، وهو مؤسسة تربطها صلات بالمجلس الإسلامي الفرنسي، رصد وقوع 32 حادثة مناهضة للمسلمين الأسبوع الماضي.
وقال عبدالله ذكري، رئيس المرصد، إنه عادة ما يتلقى ما يتراوح بين 4 و5 شكاوى من مسلمين مضطهدين أسبوعياً.
وقالت جمعية التصدي للخوف من الإسلام في فرنسا، وهي منظمة مستقلة، إنها سجلت 29 حادثة.
وسجل المرصد 178 حادثة مناهضة للمسلمين في يناير/كانون الثاني، بعد الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" ومتجر للأطعمة اليهودية في نفس الشهر.
ويصل عدد أفراد الأقلية المسلمة في فرنسا إلى 5 ملايين مسلم، وهي أكبر أقلية مسلمة في أوروبا وتمثل نحو 8% من السكان.
القادم أصعب
وقال ذكري إنه يتوقع المزيد من الحوادث في الأسابيع المقبلة؛ لأن هجمات الأسبوع الماضي شجعت "جماعات قومية متطرفة واليمين المتطرف وعنصريين" على استهداف المسلمين.
وأضاف "إنهم يستغلون هذه الأجواء للهجوم".
وقال ياسر اللواتي، وهو متحدث باسم جمعية التصدي للخوف من الإسلام في فرنسا، إن مكتبه تلقى سيلاً من التقارير والشكاوى من مسلمين، وكذلك اتصالات تطلب النصيحة وتتساءل عما إذا كان ذهاب الأطفال للمدارس آمناً.
وأضاف "أصبح المسلمون هم العدو في الداخل"، مشيراً إلى أن اهتمام وسائل الإعلام بهذه الحوادث كان متفاوتاً.
استهداف المحجبات
فعلى سبيل المثال، ركل فرنسي شابة محجبة في مدينة مرسيليا يوم الأربعاء الماضي وقطع ملابسها بآلة حادة ووصفها بأنها إرهابية، في حادثة تناولتها وسائل الإعلام على نطاق واسع.
وذكر ياسر اللواتي أن مهاجماً صدم محجبة أخرى بعربة تسوق وركلها داخل متجر للبقالة في ضاحية ليون في نفس اليوم، لكن الحادثة لم تلق اهتماماً إعلامياً.
وأضاف أن 6 محتجين خرجوا من مسيرة مناهضة للمهاجرين في بلدة بونتيفي بمنطقة بريتاني شمال غربي فرنسا بعد يوم من هجمات باريس وهاجموا شابة تنحدر من شمال إفريقيا أثناء مرورها في الشارع.
ذوي البشرة الخمرية
كما تحدث اللواتي عن حادثة أخرى وقعت الأحد الماضي إذ أفادت أنباء بأن مواطنا تركيا أصيب في ظهره برصاص انطلق من سيارة كانت ترفع علم فرنسا بينما كان يقف بجوار مطعم كباب في كامبراي بشمال فرنسا لكن جروحه ليست خطيرة.
وأضاف "إنهم يبحثون عن ذوي البشرة الخمرية."
الموت للمسلمين
وظهرت رسوم غرافيتي مناهضة للمسلمين في أنحاء كثيرة، ففي بلدة ايفرو شمالي فرنسا كُتب على مبنى البلدية ومبان أخرى عبارات مثل "الموت للمسلمين" و"حقيبة سفر أو كفن"، في تهديد يشير إلى أن المحتجين يرغبون في أن يترك المسلمون البلدة.
وأفادت تقارير بأن صلباناً معقوفة رُسمت على حوائط المساجد من الخارج في منطقة باريس وفي منطقة بونتارلييه قرب الحدود مع سويسرا، وامتلأت الشبكات الاجتماعية بالتعليقات العنصرية والمناهضة للمسلمين بعد أن انتشرت أنباء الهجمات.
وحشية الشرطة وإصابة طفلة
وقال اللواتي إن حالة الطوارئ التي فرضت في فرنسا بعد هجمات باريس أدت إلى تزايد الشكاوى من وحشية الشرطة التي داهم أفرادها منازل لتفتيشها ووضع أشخاص تحت الإقامة الجبرية.
وأضاف أن شكوى من مدينة نيس قرب الحدود الإيطالية ذكرت أن الشرطة أصابت طفلة كانت نائمة في شقة داهمتها يوم الخميس.
وقال مسؤولون بمسجد في ضاحية اوبرفييه بباريس إن مسجدهم هُوجم ما خلّف ثقوباً في السقف وحطّم نوافذ وأبواباً وألقيت المصاحف على الأرض.
وأحجمت الشرطة عن التعليق وحولت الاستفسارات إلى وزارة الداخلية التي لم ترد بدورها على طلب التعليق.