تتكشف تفاصيل هجمات باريس تدريجياً، مع استمرار التحقيقات وحملات الملاحقة التي تشنها السلطات الأمنية ضد المشتبه بهم، وهذه آخر المعلومات والتفاصيل حول المجموعة التي نفذت وخططت للهجوم:
عبدالحميد أباعوض (المدبر المفترض)
ولد عبدالحميد أباعوض البلجيكي المغربي الأصل والبالغ 28 عاماً من العمر ولقبه أبوعمر البلجيكي، في حي مولنبيك في العاصمة بروكسل. وقتل الأربعاء في هجوم على شقة في حي سان دوني بالضاحية الباريسية.
وانضم أباعوض الى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا عام 2014، حيث عمل في الدعاية باللغة الفرنسية قبل أن يتولى مهام أكبر.
وتقول الحكومة إنه متورط في أربعة من الاعتداءات الستة التي أحبطت منذ الربيع في فرنسا، خصوصاً ضد كنيسة في أبريل/نيسان، وربما ضد قطار لشركة تاليس في أواخر أغسطس/آب.
حُكم عليه غيابياً في بلجيكا بالسجن 20 عاماً، إلا أنه تمكن من مغافلة أجهزة الاستخبارات والقيام برحلة ذهاب وإياب إلى أوروبا في أواخر 2014.
كما نجح في القدوم إلى باريس دون أن ترصده قوات الأمن، إلا أن معلومات استخباراتية من المغرب وتركيا ساعدت المحققين الفرنسيين على تعقبه والعثور عليه.
مهاجمو باتاكلان
في 13 نوفمبر/تشرين الثاني ترجل فريق من ثلاثة رجال يحملون أسلحة رشاشة من سيارة بولو سوداء، واقتحموا مسرح باتاكلان الباريسي، حيث نفذوا مجزرة قتلوا خلالها 89 شخصاً. وفجر اثنان حزاميهما الناسفين أثناء الهجوم، فيما أصيب ثالث برصاص شرطي وانفجر حزامه الناسف.
وفي ما يلي أسماء والمعلومات المتوافرة حول مهاجمين اثنين اللذين أعلنت عنهما السلطات الفرنسية، أما الثالث فلم يتم الإعلان عن هويته بعد:
عمر إسماعيل مصطفاوي
شاب فرنسي يبلغ من العمر 29 عاماً، تم التعرف عليه من بصمات إصبعه المبتور الذي عثر عليه بعد التفجير، ولد في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1985 في "كوركورون" بالضاحية الباريسية، وله سوابق حيث أدين ثماني مرات بين عامي 2004 و2010، لكنه لم يسجن مطلقاً.
وأقام مصطفاوي في سوريا، وله سجل عدلي لتطرفه منذ عام 2010، حيث صرح مسؤول تركي بأن أنقرة أبلغت الشرطة الفرنسية بخصوص هذا الرجل مرتين في في ديسمبر/كانون الأول 2014 ويونيو/حزيران 2015 دون أن تتلقى أي رد من فرنسا.
سامي عميمور
ينحدر من "درانسي" الضاحية الشعبية في شمال شرقي باريس ويبلغ 28 عاماً من العمر، عمل سائق باص على الخطوط الباريسية، وتتعقبه الأجهزة الفرنسية منذ سنوات عدة، وجهت إليه تهمة في 2012 لعزمه الذهاب إلى اليمن.
وصل إلى سوريا في 2013 وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية، وفي ربيع 2014 تمكن والده من لقائه في سوريا، لكنه فشل في إقناعه بالعودة، وفقدت أسرته الأمل في عودته عندما علمت أنه تزوج وينتظر مولوداً هناك.
مهاجمو المقاهي والمطاعم
قام 3 مهاجمين استخدموا سيارة سيارة سوداء بفتح النار على مقاه ومطاعم وعلى الأرصفة في شرق باريس، ما أوقع 39 قتيلاً.
أعلنت السلطات الفرنسية عن هويتي اثنين من المنفذين، فيما لا يزال الثالث مجهول الهوية.
إبراهيم عبدالسلام
فرنسي مقيم في بلجيكا، يبلغ من العمر 31 عاماً، من مواليد 30 يوليو/تموز 1984، استأجر سيارة من نوع "سيات" مسجلة في بلجيكا، حيث قام بتفجير نفسه في مطعم، ما أدى إلى إصابة شخص بجروح بالغة.
وعثرت السلطات الفرنسية على السيارة في "مونتروي" قرب باريس غداة الهجمات، وحسب وسائل إعلام بلجيكية فإن عبدالسلام هو صاحب حانة في "مولنبيك" ببروكسل، وتم إقفالها بسبب وجود المخدرات.
صلاح عبدالسلام
شقيق إبراهيم، لا يزال البحث جارياً عنه، وهو فرنسي يبلغ من العمر 26 عاماً من مواليد بلجيكا، لعب دوراً لوجستياً في العملية، حيث قام باستئجار سيارة البولو السوداء التي عثر عليها أمام مسرح باتاكلان، إضافة إلى سيارة كليو التي عثر عليها شمال باريس، كما أنه قام باستئجار غرفاً في فنادق بالضاحية الباريسية قبل بضعة أيام من الهجوم.
وبحسب الشرطة الهولندية فقد اعتقل صلاح عبدالسلام في فبراير/شباط في هولندا أثناء عملية تفتيش روتينية بتهمة حيازة مخدرات، وورد اسمه أيضاً عند حاجز تفتيش في غرب النمسا في سبتمبر/أيلول بعد أن عبر الحدود قادماً من ألمانيا.
وقامت الشرطة البلجيكية باستجواب شقيق ثالث لإبراهيم، يدعى محمد، ثم قامت بإخلاء سبيله بسبب عدم وجود أي دليل على تأثره بأفكار متطرفة وفقاً للشرة البلجيكية.
انتحاريو استاد دو فرانس
قام 3 مهاجمين بتفجير أنفسهم في استاد "دو فرانس" شمال العاصمة باريس، ما أدى إلى وقوع قتيل واحد.
وأعلنت السلطات الفرنسية عن هوية اثنين من المهاجمين فقط، بينهم صاحب جواز السفر السوري.
بلال حدفي
فرنسي مقيم في بلجيكا ويبلغ من العمر 20 عاماً، ذهب إلى سوريا، وقد نشر على حسابه على موقع فيسبوك صور كلاشينكوف وذخيرة، وفي صور أخرى ظهر عاري الصدر يحمل بندقية على كتفه ويصوب على هدف.
الرجل صاحب جواز السفر السوري
عثرت السلطات الأمنية الفرنسية على جواز سفر سوري قرب جثة أحد الانتحاريين، ويحمل اسم أحمد المحمد، هذه الهوية التي قد تكون مزورة على الأرجح مطابقة لهوية جندي من الجيش السوري قتل قبل عدة أشهر.
كما أن السلطات اليونانية قد أعلنت أنها سجلت بصماته وسط تدفق المهاجرين الهاربين من سوريا، ولا زال الغموض يحيط بجنسيته وهويته.
الملاحقة في بلجيكا
تركز التحقيق على حي "مولنبيك" في العاصمة بروكسل، حيث مر خصوصا مهدي نموش المشتبه به الرئيسي في الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل في مايو/أيار 2014 وأيوب الخزاني منفذ الهجوم في أغسطس على قطار تاليس بين أمستردام وباريس.
حمزة عطو ومحمد عمري
أعمارهما 20 و27 عاماً تباعاً، أُوقفا الاثنين في "مولنبيك" ووجّه الاتهام إليهما بتهمة التورط في "اعتداء إرهابي" وتشتبه السلطات في أنهما ساعدا صلاح عبدالسلام في التسلل السبت إلى بلجيكا على متن سيارة.
عملية سان دوني
أوقفت السلطات الفرنسية 8 أشخاص، ووضعتهم قيد التوقيف الاحترازي، 3 منهم سلّموا أنفسهم عند بدء العملية، ولم تكشف السلطات عن هوياتهم.
وأشار مدعي باريس الأربعاء إلى "مقتل شخصين على الأقل" في الشقة، أحدهما شخص فجر نفسه عند وصول الشرطة، أما الشخص الآخر فهي شابة تبلغ من العمر 26 عاماً وتدعى حسناء آيت بولحسين قد تكون قريبة لأباعوض، تعاني من اضطرابات وانتقلت الى التطرف مؤخراً.
تبني العملية:
فابيان كلان
فرنسي يبلغ من العمر 37 عاماً، وهو الذي تلا بيان تبني تنظيم "الدولة الإسلامية" لهجمات باريس، حيث عبر عن ابتهاجه بالعملية وهدد بقوله: "إن هذه الغزوة أول الغيث وإنذار لمن أراد أن يعتبر".
اعتنق كلان الإسلام في تسعينيات القرن الماضي، وكان مقرباً من محمد مراح الذي قتل 7 أشخاص في "تولوز ومونتوبان" جنوب غربي فرنسا.
كما أدين فابيان كلان في 2009 لتنظيمه شبكة جهادية لإرسالها إلى العراق، وعند الإفراج عنه ذهب إلى سوريا، حيث يقوم بدور المرشد وسط حوالي 850 فرنسياً وبلجيكياً موجودون على الأرجح حالياً في هذا البلد.