طفل يبيع الخبز على دراجة بلاستيكية يدوية الصنع، ورجل جعل من ألواح الخشب منصة ليعرض عليها ما لديه من خضار وفواكه دون الحاجة للنداء عليها كما جرت العادة حيث كان يجول بائعو الخضار والفواكه الحارات الحلبية ينادون على بضائعهم، فاليوم بعد الحرب باتت بسطات بيع الخضار معدودة.
من محال تجارية وأسواق شعبية متخصصة بسلع معينة كسوق الصاغة وسوق الصوف إلى دكاكين صغيرة يلجأ فيها البائعون إلى بيع ما توفر بحوزتهم من أثاث منازل وبعض السلع الغذائية.
ماجد وهو أحد أصحاب المحال التجارية المخصصة لبيع المنتوجات الغذائية قبل وأثناء الحرب يقول لـ"عربي بوست" إن "الأسواق اليوم أصبحت عشوائية هناك من يفترش الأرض هم وسلعهم، من أدوات مستعملة، وألبسة بالية ومستخدمة مسبقاً".
"تجري مكالمة هاتفية فيأتيك ما تتمنى بشاحنات مملوءة بالبضائع" يوضح ماجد الذي فضّل عدم ذكر اسمه العائلي خوفاً من النظام، ويضيف " أما الآن ندرة حرجة ومربكة للبضائع مع أسعار خيالية، إن العيش في مدينة حلب أصبح شبه مستحيل".
محمد صاحب صالة عرض مفروشات وأثاث منزلي، وهو الآخر رفض ذكر اسم عائلته لأن أقاربه مازالوا يعيشون في مناطق تقع تحت سيطرة النظام السوري، يقول لـ"عربي بوست" إن "السكان في مدينة حلب يدفعون ضريبة بقائهم في هذه المدينة تحت نيران القصف والحصار، يأتون إلي لبيع أثاث منازلهم يقتاتون بثمنها، ولست أفضل حالاً منهم فصالة البيع هذه لا تلبي احتياجات ابني المولود حديثاً".
داعش والنظام المصدّر الأول!
تشهد اليوم مدينة حلب بقسمها الواقع تحت سيطرة المعارضة السورية ظروفاً معيشية صعبة سببتها الحرب الدائرة في الأحياء السكنية والقصف العشوائي، بالإضافة إلى الحصار المفروض عليها.
وعلى الرغم من كل ذلك الحصار إلا أن التجارة المتبادلة بين الطرفين مستمرة، وخاصة من جهة المناطق التي تخضع لسيطرة النظام لمناطق المعارضة.
50 إلى 100 ألف ليرة سوري هو المبلغ المفروض على كل سيارة كبيرة كي يسمح لها بالمرور وتجاوز حواجز النظام الأمنية.
أما بالنسبة للشريط الحدودي مع تركيا فهو مغلق منذ ما يزيد عن 6 أشهر أمام حركة الناس إلا أنه مازال مفتوحاً أمام البضائع الغذائية والتي تصل حلب من معلبات وزيوت وسكر وحتى المياه المعدنية.
المازوت وهو المكون الأساسي لبقاء المدينة على قيد الحياة، وخاصة في عمل أفران الخبز، حيث أشار أبو أحمد أحد السكان إلى أنه "وعلى الرغم من كل ما يقال عن القتال بيننا وبين داعش، إلا أنه عندما يأتي الأمر للمصالح الاقتصادية لا شيء يقف بوجه ذلك".
وأضاف لـ "عربي بوست" إن "المازوت يتم شراؤه من ريفي دير الزور والرقة عبر سماسرة".
الجمال والتجميل في أخطر مدينة بالعالم!
حلب التي صنفتها المجلة الأمريكية "لايف واير" ضمن أخطر المدن في العالم لعام 2014، معالم الحياة فيها تستمر، فلا زالت الفتيات والسيدات يجدن ما يحتجن إليه من أدوات تجميل وزينة.
ورغم أن محلات التجميل قليلة ولا تتجاوز أصابع اليد الواحدة إلا أن هناك من يرتادها وبكثرة، الأمر الذي أشار إليه موسى مالك محل تجاري لبيع مستحضرات التجميل، حيث يقول لـ "عربي بوست" أنه "رغم كل المصائب التي تحل بالمدينة إلا أن الشعب لم يغرق بالسوداوية بعد، يرتاد محلي الكثير من العناصر الشبابية أي الفتيات لشراء مستحضرات التجميل، يجملن أنفسهن لخاطبيهن أو أزواجهن".