في إطار خطة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لاستيعاب 20 ألف لاجئ سوري، تخطط الحكومة البريطانية لتشجيع الأسر البريطانية على "تبني واستيعاب" أسرة سورية ودعوة أفرادها لمأدبة غداء.
ونقلت صحيفة التليغراف البريطانية عن ريتشارد هارينغتون، وزير اللاجئين السوريين الذي تم تعيينه حديثاً، قوله إن الأسر البريطانية سوف تساعد السوريين على التكيف مع الحياة بالمملكة المتحدة والبحث عن عمل.
وكشف هارينغتون عن تلك الخطة ضمن لقاء موسع قبيل وصول مجموعة كبيرة من اللاجئين الذين سوف يقيمون في غلاسغو الثلاثاء، حيث من المزمع أن يستقبل المجلس البلدي 63 لاجئاً.
مخاوف أمنية
وأكدت وزيرة الداخلية تريزا ماي الأحد الماضي على فحص جميع اللاجئين من الناحية الأمنية في أعقاب حالة الهلع التي أصابت العامة بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا.
ويسعى الوزراء إلى طمأنة العامة بشأن عدم إمكانية اختراق برنامج اللاجئين في أعقاب المخاوف التي تشير إلى أن أحد المشتبه بهم قد وصل إلى أوروبا عبر اليونان خلال الشهر الماضي.
حسن نوايا البريطانيين
وذكر هارينغتون أنه يريد الاستفادة من حسن نوايا آلاف البريطانيين، بما في ذلك المشاهير والسياسيين، الذين رحبوا باستقبال طالبي اللجوء السياسي من السوريين. وكان من بين هؤلاء المطرب بوب جيلدوف ورئيس الوزراء الأسكتلندي نيكولا ستيرجن وكبير أساقفة كانتربيري.
كما أشار إلى أنه وضع برنامجاً يستطيع من خلاله فاعلو الخير مساعدة اللاجئين على الاندماج ضمن المجتمع البريطاني.
موافقة المجالس البلدية
وكان كاميرون قد أعلن خلال سبتمبر/ أيلول برنامج استقبال اللاجئين، في أعقاب الانتقادات الموجهة إليه بشأن عدم قيام بريطانيا بتقديم المساعدات فيما يتعلق بأزمة اللاجئين في أوروبا.
ومع ذلك، يعتمد البرنامج على موافقة المجالس البلدية التي تتولى المسؤولية عن تسكين وتعليم اللاجئين.
وذكر هارينغتون أن 46 مجلساً في أنحاء المملكة المتحدة قد تقدم بمثل تلك العروض، بما في ذلك المدن الإنكليزية الكبرى التي ينتشر بها اللاجئون منذ أمد بعيد.
وتعد مجالس كورنويل وويلز وجلاسجو وجزيرة بيوت غربي أسكتلندا من بين تلك المجالس، حيث تم استيعاب 15 أسرة سورية.
اللاجئون السوريون في المقدمة
وتركز الحكومة برنامجها على السوريين اللاجئين في لبنان والأردن وتركيا من خلال معايير الأمم المتحدة التي تستهدف الأسر الأكثر احتياجاً وتلك الأسر التي تعرض أحد عائليها أو كليهما للإصابة أثناء الحرب السورية.
ورغم أنه سيتم تمويل العام الأول من البرنامج من خلال موازنة المساعدات الخارجية البريطانية، إلا أن الحكومة تتخذ التدابير من أجل الحد من أعباء المجالس البلدية. وقد ذكر هارينغتون أن عدد أفراد معظم الأسر لا يتجاوز ستة وأنه سيتم منح تلك الأسر أماكن إقامة خاصة لتجنب احتجاجات البريطانيين بشأن تجاوز قوائم انتظار الإسكان.
دورات مكثفة للاجئين
وسوف يتم تشجيع اللاجئين الجدد على تلقي دورات مكثفة في اللغة الإنكليزية لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع والعثور على عمل.
كما سيتلقى البريطانيون المتطوعون لتعليم الأسر السورية تدريب "التوعية الثقافية" بشأن الأمور ذات الحساسية لدى المسلمين، مثل تناول لحم الخنزير واحتساء الخمور.
وقد وصف هارينغتون استجابة المجالس البلدية بكونها "رائعة" وقال إن المزيد من العروض خلال العام القادم سوف تساعد على استيعاب مجموعة أخرى من الـ20 ألف لاجئ، الذين سوف يتم استقبالهم على مدار خمس سنوات.