للمرة الثانية هذا العام يشهد مسلمو فرنسا مذبحة في شوارع باريس ويخشون الآن من أنهم سيعانون من عواقبها.
موجة العنف الصادمة الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، حين قتلت عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية داعش 129 شخصا وأصابوا 352 آخرين في هجمات على قاعة للموسيقى وحانات وإستاد لتسلط الضوء على الفور على أكبر أقلية مسلمة في أوروبا.
سارع قادة الجالية المسلمة إلى التنديد بالمذبحة وألقى ساسة باللائمة بوضوح على تنظيم داعش، لكن مسلمي فرنسا يخشون من أن يوجه إليهم اللوم.
مرجان فولادويند، وهي طالبة طب إيرانية في باريس قالت "حين تنظر إلى الأمر كمسلم يكون الوضع صعبا."
وأضافت "الطريقة التي ينظر بها الناس إلينا ستتغير مجددا وليس للأفضل، أحيانا يكون الأفضل أن يعتقد خطأ أنك يهودي وليس مسلما لأن حينئذ ستكون هناك مشاكل أقل."
وعبر مصلون كانوا يهمون بمغادرة مسجد باريس الكبير بعد صلاة الظهر عن قلقهم من أن يلقى باللائمة في صراع تعود جذوره إلى الشرق الأوسط على المسلمين في فرنسا.
وقال رجل يدعى سفيان "هذه القصة تشوه صورة الإسلام وتشوه صورة المسلمين، توجد مشاكل هناك ويجب ألا يتم جلبها إلى هنا."
ورأى مسلمو فرنسا البالغ عددهم 5 ملايين كيف تم الربط بينهم وبين العنف بسهولة بعد هجمات وقعت في يناير/ كانون الثاني، وأسفرت عن مقتل 17 شخصا بصحيفة شارلي ابدو ومتجر للأطعمة.
في الأسابيع التالية زادت التصرفات المعادية للمسلمين مثل كتابة الشعارات على جدران المساجد وتوجيه الإهانات للنساء المحجبات.
وسجل المرصد الوطني لمكافحة الخوف من الإسلام زيادة قدرها 281 % في هذا النوع من الهجمات في الربع الأول من عام 2015 مقارنة بالأشهر الثلاثة نفسها من العام السابق.
وقال موقع سفير نيوز وهو موقع إخباري على الإنترنت معني بأخبار المسلمين الأحد إن مسلمي فرنسا أصبحوا مرة أخرى "ضحايا للإرهاب".
وأضاف أنه في وقت مبكر من صباح السبت وجد المصلون صلبانا حمراء بلون الدم مرسومة على جدار مسجد بشرق باريس.
وذكرت صحيفة لو باريزيان أن شعار "انهضي يا فرنسا" كان مكتوبا بالطلاء على جدار مسجد في جنوب فرنسا، بينما كتبت عبارة "الموت للمسلمين" على الجدران في أجزاء مختلفة من ايفرو إلى الشمال من باريس.
وقال إسماعيل سنوسي وهو أحد المصلين بمسجد في لوتشي وهي بلدة تقع خارج منطقة شارتر حيث نشأ أحد منفذي هجمات الجمعة "لا نفهم ما الذي يجري… هذا يدفعنا إلى الوراء."
وردت مليكة شافعي التي تعمل لحساب منظمة لا تهدف للربح بغضب عند سؤالها عن شعورها كمسلمة إزاء الهجمات.
وقالت خارج المسجد الكبير "بالنسبة لي لا معنى لأن تقول (أنت كمسلمة)."
وأضافت "أنا ناخبة ومستهلكة وأم وشخص محب للموسيقى الكلاسيكية، لست مصدومة بوصفي مسلمة وإنما بوصفي مواطنة."
ومضت تقول "هذه ليست قضية تتعلق بالمسلمين إنها قضية تتعلق بالشرطة والإرهاب."
واعترض نبيل وهو عامل في إستاد فرنسا حيث فجر انتحاريان نفسيهما، وقال "إنهم إرهابيون… كنت على بعد 50 مترا من الانفجار الأول والقنبلة لم تكن لتفرق بين مسلم وبوذي."
وأضاف أن المسلمين في فرنسا مواطنون مثل غيرهم وليس عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم أكثر من الآخرين حين تقع هجمات من هذا النوع.
ووجه انتقادات للساسة الفرنسيين وقال "الساسة لديهم الكثير من العمل ليقوموا به مع الجالية المسلمة… الخوف من الإسلام موجود ويجب التعامل معه من جانب المؤسسات والساسة."