قربت موجة الهجمات التي شنها تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) على العاصمة الفرنسية الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين ثان 2015 وخلفت 129 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً
بين وجهات نظر الدول المتصارعة في سوريا (الغرب وروسيا)، وأذابت الخلافات فيما يبدو بينهم لأنهم ازدادوا قناعة أن التخلص من الهجمات الإرهابية ينبغي أن يبدأ في سوريا.
وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عقب انتهاء الجولة الثانية من محادثات فيينا السبت "إن احترام الحياة وما تحمله من امكانات هي التي دفعت جهودنا اليوم في فيينا" وأضاف "تأثير الحرب ينزف في جميع دولنا، وحان وقت توقف النزيف في سوريا"
فيما قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند "إن الهجمات المروعة في باريس أظهرت الحاجة العاجلة إلى مبادرة قوية ومشتركة تجاه إيجاد حل للحرب في سوريا من أجل ضمان مكافحة التهديدات الوحشية التي يشكلها تنظيم داعش وأتباعه".
جدول زمني
وأدت هجمات باريس إلى تحول تركيز محادثات السلام السورية في فيينا إلى هزيمة الدولة الإسلامية عسكريا بدلاً من التفاصيل المتعلقة بالمنظمات التي ستصنف كجماعات معارضة وليست إرهابية والتي يمكنها المشاركة في عملية سياسية في سوريا.
وفي بيان مشترك وضعت الدول المشاركة في المحادثات ومنها السعودية وإيران وتركيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن خطة تشمل اجراء محادثات رسمية بين الحكومة والمعارضة بحلول الأول من يناير كانون الثاني.
ولم يوضح البيان الكيفية التي سيتم بها اختيار تلك الجماعات، واستعصى على المفاوضين الاتفاق على قائمة المنظمات السياسية والجماعات الارهابية.
وتعهد المشاركون في المحادثات أيضا "باتخاذ كل الخطوات الممكنة" لضمان التزامهم والجماعات التي يدعمونها بوقف اطلاق النار في سوريا.
وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قال "إن المشاركين في المحادثات اتفقوا على جدول زمني محدد بشأن سوريا يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية في هذا البلد خلال 6 أشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهراً.
وقال شتاينماير "لا أحد يكذب على نفسه بشأن الصعوبات التي نواجهها، ولكن التصميم على ايجاد حل أحرز تقدماً خلال 14 يوماً"، أي منذ الجولة الأولى من المحادثات التي جرت في فيينا.
وجاء في بيان ختامي أعقب المحادثات أن الهدف هو عقد لقاء بين ممثلي النظام السوري وممثلين من المعارضة بحلول الأول من يناير/ كانون الثاني.
تأثير سوريا يصل لكل الدول
أدت الحرب المستمرة منذ نحو 5 سنوات في سوريا إلى مقتل 250 ألف شخص وأسفرت عن أزمة لاجئين في أوروبا، وقادت إلى ولادة تنظيم "داعش" الذي استهدف العديد من الدول المشاركة في مفاوضات فيينا.
وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عقب انتهاء الحوارعلى ضرورة أن يرافق العملية السياسية وقف لإطلاق النار، وقال إن ذلك سيساعد على انهاء سفك الدماء بالسرعة الممكنة، وسيساعد بسرعة على تحديد من يريد أن يتم اعتباره إرهابيا ومن لا يريد ذلك.
وقال "إن احترام الحياة وما تحمله من امكانات هي التي دفعت جهودنا اليوم في فيينا" وأضاف "تأثير الحرب ينزف في جميع دولنا، وحان وقت توقف النزيف في سوريا"
وأضاف "لا شك في أن عزمنا أصبح أقوى بعد هذه الوحشية المطلقة"، في إشارة إلى الهجمات التي هزت باريس وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) مسؤوليته عنها.
وقال كيري "إن تأثير هذه الحرب يمتد إلى جميع الدول سواء على شكل تدفق المهاجرين اليائسين الباحثين عن ملجأ أو المقاتلين الأجانب الذين يتوجهون إلى سوريا، أو المقاتلين المتطرفين الذين يعيشون بيننا، وقد سممت عقولهم دعاية وأكاذيب داعش".
فيما قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، "إن الهجمات المروعة في باريس أظهرت الحاجة العاجلة إلى مبادرة قوية ومشتركة تجاه إيجاد حل للحرب في سوريا من أجل ضمان مكافحة التهديدات الوحشية التي يشكلها تنظيم داعش وأتباعه".
وقال في تصريحات صحفية تطرق خلالها إلى الجولة الثالثة من اجتماعات فيينا حول سوريا، "إن مرحلة التقدم نحو السلام لصالح الشعب السوري تكتسب زخماً".
مؤكداً أن بريطانيا ستواصل معارضتها لوجود أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا.
وذكر شهود عيان أن المسلحين الذين شنوا هجمات باريس انتقدوا فرنسا لتدخلها العسكري في سوريا.
الحرب مستمرة على داعش
وتعهد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في فيينا بأن فرنسا لن توقف "تحركها الدولي"، وقال إن الاعتداءات أكدت على ضرورة "زيادة التنسيق الدولي في القتال ضد داعش".
ووافقه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقال إن الهجمات "لا تبرر " تخفيف استهداف الجهاديين المتطرفين مثل داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أن الدول المشاركة في محادثات فيينا "عانت جميعها تقريباً من نفس الآلام ونفس الإرهاب، مشيرة إلى كارثة الطائرة الروسية التي تحطمت في مصر مؤخراً، والتفجيرات الانتحارية التي شهدتها بيروت وتركيا.
واتفقت تلك الدول على ان تقود الأمم المتحدة المشاورات لتحديد حيثيات وقف إطلاق النار الذي لن يشمل العمليات ضد داعش وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات التي لم تحدد بعد.
كما اتفقت تلك الدول على اجراء الانتخابات طبقا لدستور جديد بإدارة الأمم المتحدة.
ونص البيان الختامي على السماح للسوريين في الشتات بالتصويت في الانتخابات، وهي النقطة التي كانت محل خلاف في المفاوضات.
دور الأسد
ولم يتفق المجتمعون على مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وتطالب دول غربية وعربية بتنحيته للسماح لحكومة انتقالية بتوحيد البلاد خلف عملية تصالحية وهزيمة داعش.
إلا إن روسيا التي تشن غارات جوية ضد جماعات معارضة سورية مسلحة منذ نهاية سبتمبر/ ايلول، تقف مع الأسد وإيران التي لا ترغب في هيمنة السنة على سوريا.
وقال كيري "من الواضح إننا لم نتفق في فيينا اليوم على جميع القضايا المتعلقة بسوريا، فلا زلنا نختلف حول قضية مصير الأسد"، وأضاف "لا يمكن لهذه الحرب أن تنتهي طالما بقي الأسد".
وقال كيري ان تصريحات الأسد إثر اعتداءات باريس التي انتقد فيها سياسة فرنسا تظهر أنه "غير مناسب ليكون قائداً لبلاده".
ويتوقع أن ينظم الاجتماع المقبل حول سوريا بعد نحو شهر.