أعلن ضابط كبير أن القوات الكردية العراقية (البشمركة) بدأت الخميس 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، هجوماً كبيراً على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة سنجار التي تقع على خط رئيسي لإمدادات التنظيم، من 3 محاور، مدعومة بضربات جوية أميركية.
اللواء عز الدين سعدون قال إن "الهجوم بدأ في الساعة السابعة (4,00 تغ) وهناك تقدم لقوات البشمركة من عدة محاور لتحرير مركز قضاء سنجار".
التنظيم كان قد سيطر على سنجار قبل أكثر من عام وقتل واسترق آلافاً من سكانها اليزيديين.
بيان أصدره المجلس الوطني الكردي، قال إن عملية (سنجار الحرة) تهدف إلى تطويق البلدة والسيطرة على خطوط الإمداد لتنظيم الدولة الإسلامية وإقامة منطقة عازلة لحماية البلدة من نيران المدفعية، والهجوم تدعمه ضربات جوية من الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأضاف مسؤول عسكري أن "الهجوم انطلق من 3 محاور، ويستهدف تطويق العدو، بعدما تم إنهاكه بقصف جوي عنيف من طيران التحالف الدولي الذي استمر عدة ايام".
وكان طيران التحالف الدولي قد شن غارات جوية عنيفة ومتتالية على مواقع التنظيم في سنجار خلال الأيام القليلة الماضية.
وتقع سنجار على الطريق السريعة الرئيسية التي تربط بين مدينتي الموصل والرقة، وهما معقلاً تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
تفاصيل العملية العسكرية
وضرب التحالف الذي تقوده واشنطن المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في بلدة سنجار طوال الليل بينما هبط نحو 7500 فرد من قوات البشمركة ومقاتلين يزيديين من الجبال المحيطة متجهين في قافلة عسكرية صوب الجبهة.
القوات الكردية والجيش الأمريكي، قالا إن عدد مقاتلي التنظيم في البلدة زاد إلى نحو 600 مقاتل بعد أن وصلت تعزيزات تحسبا للهجوم المتوقع منذ أسابيع وعطله سوء الأحوال الجوية وخلافات بين القوات الكردية واليزيدية في سنجار.
ويشرف على الهجوم رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الذي يرأس أيضا الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تتهمه جماعات أخرى في المنطقة بالسعي لاحتكار السلطة.
قوات اليزيديين
كثير من اليزيديين، فقدوا الثقة في الحزب الديمقراطي الكردستاني حين فشلت قواته في حمايتهم من داعش الذي يتهمهم بالكفر حين هاجم مقاتلو التنظيم سنجار في أغسطس/ آب عام 2014 وذبحوا واسترقوا واغتصبوا الآلاف منهم.
وهب جناح سوري من حزب العمال الكردستاني إلى نجدتهم وأجلوا آلاف اليزيديين الذين تقطعت بهم السبل في جبال سنجار وأقاموا قاعدة دائمة هناك.
كما نقل غالبية اليزيديين إلى مخيمات في المنطقة الكردية ولا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يضع بضعة آلاف منهم في الأسر.
حزب العمال الكردستاني، قام بتدريب قوات يزيدية في سنجار بينما تعمل الجماعات العشائرية بشكل مستقل، كما انضم بضعة آلاف من اليزيديين إلى قوات البشمركة الكردية.
وفي ديسمبر/ كانون الأول عام 2014 طردت القوات الكردية مقاتلي الدولة الإسلامية من منطقة إلى الشمال من جبل سنجار، لكن التنظيم مازال يسيطر على الجهة الجنوبية حيث تقع البلدة، وتسيطر قوات البشمركة حاليا على 20 % من سنجار.
وبمساندة من الضربات الجوية الأمريكية استعادت قوات البشمركة أيضا غالبية الأرض التي يعتبرونها كردية من الناحية التاريخية، وسنجار هي ضمن الأراضي التي تتنازعها الحكومة العراقية الاتحادية والسلطات الكردية الاقليمية.