تحولت فرحة شاب مصري من محافظة الإسكندرية بزفافه إلى مأساة، وحلت الصرخات بدلاً من الزغاريد، والمواساة بدلاً من التهاني، بعد أن قام أفراد بزي مدني يستقلون سيارة بقطع الطريق على عريس وعروسه بعد انتهاء مراسم العرس، واقتادوا العريس لجهة غير معلومة ليصبح آخر ضحايا الاختفاء القسري.
تفاصيل الإختطاف
شقيق العروس، والذى كان يقود سيارة العروسين، قال إن عملية الخطف تمت على بعد نحو 100 متر من قاعة الاحتفالات.. قطع مجموعة من الأشخاص يرتدون زياً مدنياً الطريق على العروسين بسيارة "ميكروباص"، ثم نزلوا منها وباشروهم بالسباب والاعتداء واقتادوا بعدها العريس في سيارتهم إلى جهة غير معلومة.
أضاف شقيق العروس فى مداخلة على قناة الشرق الفضائية المعارضة، أن والدة العريس وأخته فى حالة انهيار تام، مرجعاً سبب خطفه إلى معارضته للنظام الحاكم في مصر والذي وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري في 3 يوليو 2013.
وأضاف أن أحد الخاطفين حاول اقتياد شقيقته أيضاً ولكنه عدل عن الفكرة، ومنذ ذلك الوقت والعروس لم تغير فستان الزفاف، ولا تستطيع التحدث حسب قوله.
أبرار بقالها 5 ساعات بالفستان مش راضية تقلعه ومش قادرة تقف على رجلها و فاقدة النطق ..بكرهك يامصر.#خطفوا_العريس #ادعولها_كتير_بالله_عليكم
Posted by بند قة on Wednesday, November 11, 2015
الداخلية تنفى
أجهزة الأمن في محافظة الإسكندرية نفت من جانبها ما نشرته صفحات فيسبوك حول اتهام الشرطة باختطاف العريس، وذلك بعد أن نشر نشطاء صوراً لحفل الزفاف الذي كان بمنطقة العجمي (غرب الإسكندرية) تحت عناوين تحمّل الداخلية مسئولية خطف العريس مثل "خطفوا العريس ليلة الدخلة".
وأكد بيان صادر عن شرطة الإسكندرية عدم ورود معلومات عما تم تداوله عبر صفحات وصفتها بأنها تابعة لـ"جماعة الإخوان"، وشددت على عدم ورود أية إخطارات بشأن خروج حملات لتنفيذ الأحكام أو لعمليات ضبط وإحضار بدائرة قسم الشرطة التي وقع فيها الحادث.
خطفوا العريس
يظهر من الروايات الموجودة على الإنترنت أن العريس كان مختفياً منذ فترة متوقعاً القبض عليه بسبب انتماءاته السياسية، فشقيقته "رفيدة" ترى أن مشكلة أخيها كانت فقط في حضوره حفل زفافه، إذ كتبت على صفحتها على فيسبوك: "وبقت المشكلة إنه حضر فرحه.. وحب يفاجئ زوجته إنه يتزف معاها ويوصلها لحد باب بيتهم .. مش تتزف لوحدها"، وأضافت مستنكرة "إزاي يا بدر تحضر ليلة العمر؟؟".
وبقت المشكلة انه حضر فرحه .. !!وحب يفاجأ زوجته انه يتزف معاها ويوصلها لحد باب بيتهم ..مش تتزف لوحدها .. #هزلت ازاي …
Posted by رفيدة الجمل on Thursday, November 12, 2015
قالت رفيدة في بوست آخر إن أخاها كان يلعب دور أبيها المتوفى، وأنه مثل أي شاب مصري، تخرج من الجامعة ودخل الجيش ثم وجد بنت الحلال فعمل واجتهد حتى تمكن من تأثيث عش الزوجية.
على فكرة … بدر زيه زي اي شاب ..لما بابا توفى كان الاب والاخ ليا ولأمي لان اخواتي الكبار كانو تزوجوا ..ايام ثورة ين…
Posted by رفيدة الجمل on Thursday, November 12, 2015
نشطاء يستنكرون
ودشن نشطاء هاشتاجاً بعنوان "خطفوا العريس" حقق انتشاراً واسعاً على الشبكات الاجتماعية، نددوا فيه باختطافه ليلة زفافه، واستنكروا تصريحات سابقة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تبرر ظاهرة الاختفاء القسري بدعوى مواجهة خطر "انضمام الشباب إلى داعش" وفقاً لتصريحاته لشبكة "بي بي سي" منذ أسبوع .
وعبر الشاعر المصري عبد الرحمن يوسف عن استنكاره الشديد للحادثة.
أحقر نظام حكم في العالم
#خطفوا_العريس
— Abdul rahman Yusuf (@arahmanyusuf) November 11, 2015
واعتبر خالد عبد الحميد المتحدث الإعلامي لحملة "الحرية للجدعان" أن الشعب المصري أصبح رهينة لدى عصابات تسمي نفسها سلطة ودولة، قال: "عرفنا في يوم واحد عن شاب محبوس كان أهله عايزينه يحضر دفنة أبوه ومانفعشي.. وبعديها بساعات عرفنا عن شاب كان في فرحه وفي الكوشة واتخطف من ناس لابسة مدني.. والداخلية بتقول مش احنا.. احنا رهاين عند عصابات مسمية نفسها سلطة ودولة".
الصبح كنا عايزين شاب محبوس يحضر دفنة أبوه وباليل أهالي فرحهم ماكملشي ﻹن العريس اتخطف من ناس لابسة مدني واﻷمن في اسكندري…
Posted by Khaled Abd Elhameed on Wednesday, November 11, 2015
#خطفوا_العريس قوات الأمن ﺗﻌﺘﻘﻞ #ﺑﺪﺭ_ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻣﻦ ﺣﻔﻞ ﺯﻓﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﻌﺠﻤﻰ ﻏﺮﺏ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻭﺗﻘﺘﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ !!أهو ده بقي محدش يقولي انه ساب فرحه وراح يترمي فحضن داعش !!!
Posted by محمد كشك on Wednesday, November 11, 2015
وتظهر بعض الصور القديمة للعريس المخطوف مشاركاته في فعاليات كان ينظمها حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، ومن بينها حملة "نظافة الشوارع" التي تبناها الحزب إبان فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي.
#خطفوا_العريس
العريس المخطوف متلبساً بتهمة تنظيف البلد الديرتي!! pic.twitter.com/j4XeJKl4qV
— حلا _المرابطة (@hala_moo) November 12, 2015
وتشير الأرقام التي تتداولها المنظمات الحقوقية إلى وجود 617 حالة من حالات الاختفاء القسري منذ يوليو 2013 ولا تعترف الأجهزة الأمنية عادة بمصير هؤلاء، ولكن عدداً من الحالات التي تعرضت للاختفاء ظهر أصحابها بعد ذلك كمتهمين في قضايا أمنية مثل الشابة إسراء الطويل التي تعاني من مشاكل صحية لكنها متهمة بالانتماء لجماعة محظورة وبث أخبار كاذبة، كما أن بعضهم نفذ فيه حكم الإعدام مثل متهمي قضية عرب شركس.