يبدو أن عام 2015 يأبى إلا أن ينتهي تاركاً بصمة سلبية على اليمنيين، فبعد الحرب الأهلية التي تفجرت في شهر مارس/آذار الماضي، وصولاً إلى إعصارين مدمرين تسببا في تشريد عشرات الألوف من اليمنيين، يظهر خطر آخر حاملاً معه كارثة محتملة تتمثل في اجتياح الجراد الذي قد يقضي على ما تبقى في اليمن من محاصيل زراعية.
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، قالت مساء الأربعاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، إن الغزارة غير الاعتيادية للأمطار الواسعة النطاق التي سقطت مؤخراً على اليمن من الممكن أن تساعد على تكاثر الجراد الصحراوي، وتدمر المحاصيل الزراعية.
ودعت المنظمة في بيان صحفي نشرته إذاعة الأمم المتحدة، إلى ضرورة القيام بالرصد الدقيق على مدى الأشهر الـ6 المقبلة لمنع هذه الحشرات من تشكيل أسراب مدمرة.
خبراء المنظمة قالوا إن الحالة العامة في البلدان المتأثرة عادةً بالجراد الصحراوي، ظلّت هادئة خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول ولم يُكتشف سوى نشاط تكاثر محدود النطاق.
ولاحظ الخبراء أن الوضع الهادئ هذا قد يتغير، ويُعزى ذلك جزئياً إلى تأثير ظاهرة "النينيو" في إفريقيا والإعصارين المداريين "تشابالا"، "وميغ" في شبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي.
وقال "كيث كريسمن"، كبير أخصائيي تنبؤات الجراد لدى المنظمة، إن الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك الأمطار الغزيرة لديها القدرة على إحداث طفرة هائلة في تزايد الجراد، حيث يوفر المطر تربة رطبة لوضع بويضات الجراد، التي تحتاج بدورها إلى امتصاص الماء، في حين تساعد الأمطار على نمو النباتات كغذاء ومأوى.
المنظمة أكدت أن تغير المناخ يؤدي اليوم إلى تبدلات في حالة الطقس لا يمكن التنبؤ بها، كما يفرض تطرف الأحوال المناخية تحديات مستجدة بالنسبة لكيفية مراقبة نشاط الجراد.
وذكرت المنظمة أنها تقوم بتحليل المعلومات حول الجراد الصحراوي بانتظام، إلى جانب معطيات الطقس، والمواطن البيئية، وصور الأقمار الصناعية بهدف تحديث مسوح الجراد، وإصدار تنبؤات تغطي فترات تصل إلى 6 أسابيع مسبقاً.
وكان عدد من المحافظات اليمنية الشرقية وجزيرة سقطرى قد تعرضت لأمطار غزيرة خلال الأيام الماضية بعد وصول إعصاري "تشابالا" و"ميغ"، اللذين تسببا في مقتل 26 شخصاً.