في محاولة لاحتواء أزمة الإساءة إلى الإيرانيين من أصل تركي "الآذريين" قال علي رضا رادفر، نائب محافظ أذربيجان الغربية، أن رؤساء أحياء المحافظة أرسلوا طلبات إلى وزارة الداخلية لتعقب المتسببين في الأزمة.
وكان المئات من الإيرانيين من ذوي الأصول التركية تظاهروا على مدى عدة أيام احتجاجاً على إذاعة قناة إيرانية مقطع مسيئاً للعرقية التركية الموجودة في إيران.
وفي المقطع الذي عرض على القناة الثانية الإيرانية في برنامج "فيتيله" للأطفال والذي أثار حفيظة النشطاء، يظهر رجل من "الآذريين" مع ابنه في فندق بطهران وهما يشتكيان من رائحة الغرفة التي يقطنان فيها، لكن يكتشف صاحب الفندق بعد اقترابه منها أن "السبب وراء الرائحة هو فم الطفل الذي كان ينظف أسنانه بفرشاة تنظيف مرحاض الفندق"، حسب رواية المسلسل، في محاولة تحقير واضحة للأتراك الإيرانيين.
المحامي الإيراني ذو الأصول التركية جعفر أفشارنيا، نشر صوراً لمستندات على صفحته على فيسبوك، تخص دعاوى قضائية ضد مدير هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية محمد سرافراز، ومدير شبكة دو محمد رضا جعفري، وطاقم برنامج "فيتيله"، بتهمة إهانة القومية التركية وإثارة الرأي العام.
شکایت علیه رئیس صداوسیما و مسئولین شبکه دو و عوامل اجرایی برنامه فیتیلهامروز دوشنبه مورخ 18/8/94 با تقدیم شکوائیه ای به…
Posted by Jafar Afsharnia on Monday, November 9, 2015
الناشطة الإيرانية ذات الأصول التركية سمين صبري، دعت على صفحتها على فيسبوك، إلى تظاهر الأتراك الإيرانيين بفرش المراحيض بهدف تنظيف آثار العنصرية والفاشستية والشوفينية المتفشية، في إشارة إلى المقطع المسيء.
ملت ترک در ایران با برس توالت به تظاهرات خواهد آمد : تا پاک کردن بنیادین بوی تعفن که از فاضلاب دهان آلوده راسیستی و تفکر…
Posted by Simin Sabri on Monday, November 9, 2015
النائب عن مدينة تبريز في مجلس الشورى الإيراني محمد إسماعيل سعيدي، انتقد الإقدام على إذاعة برنامج كهذا على التليفزيون الحكومي، معتبراً أن إهانة شعب أذربيجان هو إهانة للشعب الإيراني، كما طالب النائب الآخر عن تبريز مسعود بزشكيان، بضرورة منع أي فعل من شأنه التسبب في تفرقة وتشتت الشعب الإيراني.
لم يمر كثير من الوقت حتى أصدرت القناة "الثانية" الإيرانية، بياناً متضمناً قرار وقف بث البرنامج، ومعاقبة مدير برامج الأطفال والشباب ومدير القناة، وفصل مسؤول الرقابة بالقناة.
معد برنامج "فيتيله" علي رضا أغايي، قال في بيان صادر عنه، أن الغرض من الحلقة كان تعليم الأطفال كيفية استعمال فرشاة الأسنان، وكأي برنامج آخر فإنه تمت الاستفادة من تنوع اللهجات في المجتمع، وليس هذا معناه توجيه الإهانة لمجموعة أو للهجة بعينها، وأضاف أغايي أن ما حدث هو سوء تفاهم، والدليل أن الممثلين بالبرنامج من أصول آذرية ينتمون لمدن لار وغيلان.
جدير بالذكر أن الأقلية الأذرية تعد من أكبر الأقليات العرقية في إيران حيث يشكلون نحو 16% من عدد الإيرانيين، ويتمركزون في الشمال والشمال الغربي من البلاد كما يسكنون مناطق من الوسط، وتعد مدينة تبريز القريبة من الحدود الإيرانية التركية عاصمتهم.