سنوات اللجوء تستنزف اللاجئين السوريين في لبنان.. والشتاء القاسي يزيد أحوالهم سوءاً

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/05 الساعة 05:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/05 الساعة 05:19 بتوقيت غرينتش

أربع سنوات ونصف من اللجوء السوري في لبنان لم تجعل الأوضاع أسهل أو أيسر بالنسبة لمئات الآلاف الذين يزيد الشتاء الطويل القاسي أحوالهم سوءاً.

وتسعى المنظمات الإنسانية الدولية التي تسابق طواقمها الزمن أواخر الصيف وفي الخريف لتوزيع المساعدات الإغاثية ومواد الدعم قبل حلول موسم الأمطار والثلوج محاولة التخفيف من عبء حياتهم.

دلال (23 عاماً) أم لفتاتين وصبي تتنقل مع عائلتها بين مخيمات البقاع العشوائية منذ ثلاث سنوات بحثاً عن عيش أفضل لكنها تقول إن "المساعدات قليلة والمساعدات الطبية قليلة جداً. هناك الكثير من الناس العاجزة ولا توجد مدارس كافية ولا شهادات معترف بها دولياً. نريد دعماً شتوياً أكثر. الشوادر تهترئ خلال الصيف والخشب كذلك أثناء الشتاء والمنظمات الدولية توزعها علينا مرة واحدة خلال العام وهذا لا يكفي".

أطفال دلال لا يمكن تمييزهم عن غيرهم من الأطفال الذين يتراكضون في أرجاء المخيم بثيابهم المتربة ووجوههم التي لوحتها الشمس. وهم إذ كانوا فرحين بحريتهم وفترات لعبهم التي لا تنتهي والتي فرضتها عليهم ظروف اللجوء تغيب عن عقولهم الصغيرة المصاعب التي سيواجهونها لاحقاً في غياب التعليم اللائق الذي يتمكن القليل منهم فقط من الحصول عليه.

تقول أم عبد التي تقيم في المخيم العشوائي عينه وهي تغطي وجهها بنقاب أسود كما هي تقاليد أهل الريف السوري: "جئت قبل أربع سنوات وهذه السنة الخامسة. كنت أعيش في ريف حمص وأنا أرملة. لدي ابن واحد قتل هناك ولا أحد لدي ليعيلني على الإطلاق".

مساعدات شتوية

هذا العام بدأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان والمنظمات غير الحكومية المتعاونة معها بتوزيع المساعدات الشتوية باكراً بدءاً من شهر أغسطس/آب كسباً للوقت وسعياً لحصول اللاجئين على الاحتياجات الضرورية قبل أن يفاجئهم الطقس بعواصف غير متوقعة.

في أحد مخيمات البقاع الكثيرة وقفت النساء والرجال والأطفال في طوابير وبأيديهم وثائق تسجيلهم لدى المفوضية للحصول على شوادر جديدة وأغطية عازلة للحرارة للخيم وأخشاب لتدعيمها.

وتقول تاتيانا عودة، الناطقة باسم مفوضية اللاجئين في البقاع، أثناء تواجدها في مرحلة التوزيع: "في البقاع الذي يشكل 40% من مساحة لبنان يوجد أكثر من 1200 مخيم عشوائي كالذي نراه اليوم. وبعد أكثر من أربع سنوات من اللجوء بات الوضع والمعيشة أصعب بكثير. ولهذا جاهدنا هذا العام لننتهي من توزيع المساعدات الشتوية بدءاً من شهر أغسطس وقبل مجيء العواصف والأمطار".

وأضافت عودة عن تفاصيل برنامج المساعدات الشتوية الذي تنفّذه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان "في البقاع الشتاء قاس للغاية ودرجات الحرارة منخفضة جداً، كما نشهد عواصف ثلجية عديدة. ومن أهم المساعدات التي نقدمها المساعدات النقدية التي تعطى للعائلات المعوزة ليشتروا المحروقات وحاجاتهم. تغطي المساعدات 71 ألف عائلة أي ما بين 350 ألفاً و370 ألف شخص. نوزع الأغطية الشتوية على كل العائلات التي وصلت بعد شتاء عام 2014 خلال شهري سبتمبر/أيلول وأغسطس وهم تقريباً 2400 عائلة. أما في المناطق النائية التي لا تشملها المساعدات النقدية مثل عرسال نوزع قسائم للمحروقات قيمتها مئة دولار شهريا".

تفاقم المصاعب

تتزايد الصعوبات والأعباء المادية التي يضطر اللاجئون إلى تحملها مع مرور أكثر من أربع سنوات على بدء الصراع الأهلي في سوريا مثل إيجارات الخيم والمساكن التي تؤويهم. إذ إن معظمهم يعيش في غرف غير مكتملة البناء أو مخيمات عشوائية مقامة على أراض خاصة وتختلف الإيجارات بين حجم الخيمة أو الغرفة وموقعها وتتراوح بين 100 ألف و200 ألف ليرة شهرياً (بين 66 دولاراً و133 دولاراً شهرياً) بالإضافة إلى بدل الكهرباء.

وأوضحت عودة أنّه "منذ تموز/يوليو 2015 انخفض التمويل واضطر برنامج الأغذية العالمي إلى الاقتطاع من الحصص الغذائية الشهرية وتقليصها إلى ما يعادل 13.5 دولار يحصل عليها اللاجئون عبر بطاقات زرقاء تعطى لهم بعد أن انخفضت قبل ذلك من 27 دولاراً مع بداية الأزمة لتصبح بعد ذلك 19 دولاراً وتصل في النهاية إلى 13.5 دولار فقط توزع على خمسة أشخاص من كل عائلة في الشهر".

تحميل المزيد