مع ارتفاع نسبة استعمال وسائل التكنلوجيا عند الأطفال والشباب، تساؤلات عدة يطرحها الشركاء التربويون من الآباء والمدرسة حول تنامي هذه الظاهرة وكيفية الحد من الإفراط في قضاء الساعات أمام شاشات العالم الافتراضي. حول هذا الموضوع اخترت رأي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (APP ) وما ستقدمه من نصائح وتوجيهات في هذه المسألة.
الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (APP ) كانت قد نشرت في أعداد سابقة آراء علمية حول استعمال التكنلوجيا الوسائطية من قبل الأطفال والشباب المراهق. على سبيل المثال في سنة 2013 نشرت الأكاديمية لطب الأطفال مقالا تحث فيه الآباء على عدم وضع الأطفال دون السنتين أمام التلفاز مع تحديد ساعتين في اليوم ما فوق هذا السن
في شهر مايو المنصرم، التقى أطباء الأطفال للأكاديمية في ندوة Growing Up Digital: Media Research في الولايات المتحدة مع مجموعة من الأخصائيين في مجالات متعددة من بينهم العلوم الاجتماعية، الإعلام وعلوم الأعصاب، حيث ناقشوا في هذا الملتقى ظاهرة تعلق الشباب المفرط بالتكنولوجيا وحاولوا من خلاله أن يعرفوا مدى تأثير هذه الوسائل المتعددة والمتطورة للتكنولوجيا من الناحية السيكولوجية والفيزيولوجية والاجتماعية على الأطفال والشباب في الوقت الذي يمضونه أمام الشاشات.
مع نهاية الملتقى خلصت الأكاديمية إلى مجموعة من النقاط حولتهم إلى 10 توصيات سأقترح عليكم خمسة منهم.
1. الأبوة لم تتغير، القواعد التربوية يجب أن تظل كما هي وتطبق على المحيط الافتراضي كما كانت على العالم الواقعي مع وضع حدود لكل نشاط.
2. الآباء قدوة لأبنائهم عليهم البدء بأنفسهم والعمل على تقنين استعمال الأجهزة الإلكترونية أمام أطفالهم.
3. التعلم من خلال التبادل المعرفي أمر أساسي، ويبقى لوسائل الإعلام الدور الكبير على تفعيل النقاش والحوارات في برامجهم لتشجيع المحادثات وللتمكن من اللغة بشكل جيد مع تجنب نشر بعض الفيديوهات السلبية التي لا تعمل على تعزيز التواصل.
4. الإشراك والمشاركة لهما أهميتهما. لا بد من شراكة حقيقية لكل الفاعلين الاجتماعيين والتربويين مع الآباء وتوفير الدعم الكامل للطفل واحتضانه بدل تركه وحده مع وسائل الإعلام.
5. خلق فضاء خال من وسائل التكنلوجيا له أهميته البالغة على صحة ونفسية الطفل وذلك في أوقات الأكل وعند الاستعداد للنوم.
الحياة الرقمية تبدأ مبكرا مما يفرض على الآباء حضورا وإشرافا مستمرين. "بهذا الشعار اختتمت فعاليات هذا الملتقى في انتظار تسليم التقرير النهائي مع بداية 2016".
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.