تعقد لغز تحطم الطائرة الروسية ميتروجيت الذي راح ضحيته 224 راكباً في شبه جزيرة سيناء المصرية بعدما أعلن مسؤولون في شركة الطيران، الإثنين 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2105، أن سبب الفاجعة لم يكن خطأً ميكانيكياً أو بشرياً.
ألكسندر سميرنوف، الناطق باسم الشركة، أعلن أن "مؤثراً خارجياً على الطائرة" قد يكون تسبب بانشطارها جواً بعد 23 دقيقة من إقلاعها السبت الماضي من منتجع شرم الشيخ الواقع على البحر الأحمر، وهو التصريح الذي جدد المخاوف من احتمال استهداف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للطائرة بصاروخ.
لكن مراقبين شككوا بتصريحات سميرنوف، مرجحين أن الشركة ببساطة تحاول التنصل من أي مسؤولية لها عن الحادث بنفي أي خطأ ميكانيكي أو بشري قد تكون ارتكبته.
في الوقت الراهن مازال السبب المباشر للحادثة مثاراً للتكهنات، ففي الأيام والأسابيع القادمة سيعكف فريق من خبراء الطب الشرعي على التحقيق في حطام الطائرة المتناثر في أرجاء شبه جزيرة سيناء وتجميع الأدلة، وبعكس حوادث الطيران السابقة فإن حطام الطائرة لم يسقط في عرض المحيط أو ضمن مناطق نزاع حربي، بل كل الأشلاء سقطت على اليابسة، ما يسهل عمل الخبراء لجمعها وفحصها.
ووفق ما ذكره موقع فوكاتيف، هناك 4 أدلة شرعية أمام الخبراء من شأنها قيادتهم إلى الإمساك بخيط اللغز:
1. أصوات واضحة
يقول مختصو الطيران إنهم إن وجدوا مسجل قمرة قيادة طائرة متروجيت بحالة جيدة بعد الحادث فسيتمكنون من سماع أي صوت انفجار سُجِل على متن الطائرة إن كان حدث فعلاً.
بعدئذٍ سيخضع التسجيل لدراسة وتحليل الطيف الصوتي بغية تحديد سبب ومكان الانفجار بالضبط.
2.إصابة سابقة
لاحظ خبراء الطب الشرعي أن الطائرة ذات الـ18 عاماً كانت قد تعرضت لأضرار في هيكلها عام 2001 عندما اصطدم ذيلها بمدرج مطار القاهرة أثناء هبوطٍ لها فيه، وقد يكون لتلك الإصابة السابقة ضلعٌ في الحادثة، ففي حادثتين تاريخيتين على الأقل وجد أن إصابات في ذيل طائرة ما قد تتسبب في حوادث مروعة مستقبلاً، مثلما تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليابانية عام 1985 في رحلة رقم 123 لقي فيها 505 ركاب مصرعهم.
3.عطل في نظام الوقود
في الماضي تسببت صهاريج احتراق الوقود في كوارث على متن الطيران جواً مثل حادثة طيران TWA الأميركية رحلة رقم 800 التي انفجرت عام 1996 بعد إقلاعها بفترة قصيرة من مطار نيويورك لتتسبب بمصرع 230 شخصاً، ويقول الخبراء إن بإمكان المحققين بسهولة معرفة ما إذا كان عطبٌ ما قد أصاب نظام احتراق الوقود في طائرة متروجيت.
4.متفجرات محمولة ضمن أمتعة المسافرين
رغم ادعاء مقاتلي "داعش" إسقاطهم لرحلة متروجيت بصواريخهم إلا أن الخبراء لا يستبعدون أن جهازاً متفجراً كان على متن الطائرة، وبلملمة حطام الطائرة وإمعان النظر في أشلائها وبتسجيلات سجل بيانات الرحلة سيتمكن المحققون وبسرعة من تأكيد أو تفنيد ذلك الاحتمال، ناهيك عن احتمال وجود أي عطل ميكانيكي فني أدى إلى الفادحة.