دعا الناشط الأميركي من أصل مصري "محمد سلطان"، الكونغرس الأميركي إلى إيقاف المساعدات التي تقدم إلى مصر، حتى تقوم الأخيرة بتحسين أجواء الحريات فيها.
"سلطان" الذي كان قد اُعتقل عام 2013 وحكم عليه بالمؤبد فيما عرف إعلامياً بـ "غرفة عمليات رابعة"، ولم يتم إطلاق سراحه إلا بعد تنازله عن جنسيته المصرية، وصف الحكومة المصرية بأنها "تواصل تصعيد قمعها بطريقة غير مسبوقة لأنها لا تواجه أية عواقب حقيقية لتصعيدها وقمعها".
وأعلن "سلطان" إضراباً عن الطعام أواخر يناير/ كانون ثاني الماضي، استمر أكثر من 400 يوماً، ما أدى إلى ازدياد تدهور حالته الصحية قبل أن يتم إطلاق سراحه في وقت سابق من هذا العام، وهو أمر قال "سلطان" إنه وجد فيه "متنفساً لمقاومة كل من القهر والتشدد".
ودعا في معرض شهادته أمام لجنة "توم لانتوس" لحقوق الإنسان التابعة لمجلس النواب الأميركي الثلاثاء 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 إلى قطع إعانات الولايات المتحدة عن مصر حتى تحسن الأخيرة من ظروف حقوق الإنسان داخلها.
واستطرد قائلاً "وقوفي هنا أمامكم اليوم، دليل حي على أننا نمتلك النفوذ ويمكننا استخدامه"، في إشارة إلى قدرة واشنطن في الضغط على مصر لإخراجه من السجن.
وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت مساعداتها السنوية إلى مصر في ابريل/ نيسان الماضي والبالغة 1.3 مليار دولار، لتصاعد المخاوف من تنامي قوة الجماعات الجهادية في سيناء بمصر، برغم أن واشنطن كانت قد جمدت هذه المساعدات في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
من جانبه أيد "دانييل كالينجارت " نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة "فريدوم هاوس"، مطلب سلطان مخاطباً اللجنة بالقول "يجب أن نركز على استخدام نفوذنا بشكل أكثر فاعلية لإقناع الرئيس (المصري عبد الفتاح) السيسي على تغيير اتجاهه".
وتابع قائلاً "الشروط التي نضعها على المساعدات، أصبحت، في الجزء الأكبر منها، تهديدات جوفاء، وعلى الكونغرس أن يمنح هذه الشروط، المصداقية".
وأُلقي القبض على "محمد سلطان" نجل الداعية الإسلامي "صلاح سلطان" الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية (إحدى هيئات الأزهر)، من منزله يوم 27 أغسطس/ آب الماضي، بتهمة "إنشاء غرفة عمليات بهدف مواجهة الدولة"، أثناء فض اعتصام رابعة العدوية الذي نفذه أنصار الرئيس السابق "محمد مرسي" احتجاجا على إطاحة الجيش به، وهو أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد.
وكانت قوات الشرطة المصرية مدعومة بقوات من الجيش، قامت مع فجر 14 أغسطس/ أب 2013، بفض اعتصام ميدان رابعة العدوية شرقي القاهرة، بعد أكثر من 48 يوما قضاها المعتصمون هناك؛ ما خلف أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى، وقوبل حينها بانتقادات دولية واسعة.