شبه جزيرة سيناء حيث تحطمت السبت 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 طائرة ركاب روسية على متنها 224 شخصاً، تعد منطقة شبه صحراوية شاسعة في شرق مصر وتشهد انعدام استقرار متزايداً بسبب وجود عناصر "ولاية سيناء" الذين بايعوا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وإلى جانب قبائل مناهضة للسلطة.
شبه جزيرة سيناء منطقة شبه صحراوية تقارب مساحتها 60 ألف كيلومتر مربع تقع شرق مصر، محصورة بين قناة السويس، وسواحلها على البحر الأحمر تستضيف منتجعات سياحية أشهرها شرم الشيخ عند أقصى طرفها الجنوبي بعيداً عن معقل تنظيم الدولة الإسلامية بمحافظة شمال سيناء.
موقعها الجغرافي الاستراتيجي يؤثر منذ عقود على مصير المنطقة، وأرفقت اتفاقية السلام الموقعة في 1979 بين ومصر وإسرائيل بقيود على تسليح الجيش المصري وخصوصاً في المنطقة القريبة من الحدود الإسرائيلية إلا أنه لأسباب أمنية وافقت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة على السماح لمصر بزيادة تسليح وعديد القوات الأمنية على الحدود مع قطاع غزة.
مهملة لزمن طويل
تراكمت الضغائن لدى بدو سيناء حيال السلطات المصرية التي يتمثل حضورها بمراكز مراقبة للشرطة، ويقول العديد من البدو إنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية لا تمنحهم الدولة سوى القليل من الحقوق، فالمدارس وحالة الطرقات وانقطاع الاتصالات هي من الأمور التي يتشكى منها السكان غالباً.
ويرى عدد من الخبراء أن هذا الإهمال وما ولده من ضغائن لدى البدو وراء انتشار جماعات جهادية في شبه الجزيرة، وتنظيم القاعدة في نهاية العقد الأول للألفية ثم تنظيم الدولة الإسلامية في الآونة الأخيرة.
معقل تنظيم الدولة الإسلامية
حتى العام 2011 استهدفت معظم الهجمات أنابيب الغاز التي تربط مصر بإسرائيل، وبعد 2011 أصبح الوضع في شبه الجزيرة مهتزاً بسبب الوضع الأمني الذي ترافق مع الثورة المصرية وعواقبها السياسية، لكن في صيف 2013 وبعد انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسي تكثفت الهجمات في شبه جزيرة سيناء.
وتبنت معظم الاعتداءات "ولاية سيناء" فرع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر، فبعد أن كانت تعرف بأنصار بيت المقدس غيرت هذه المجموعة تسميتها مع مبايعتها تنظيم الدولة الإسلامية.
وتتركز المعارك في شمال شرق سيناء خاصة حول مثلث العريش ورفح والشيخ زويد، وتشير أولى المعلومات إلى أن طائرة الركاب الروسية تحطمت في وسط سيناء بعيداً عن معقل التمرد.
والجيش الذي يتعرض بانتظام لهجمات في هذه المنطقة يعلن بصورة منتظمة منذ أن أطلق عملية عسكرية في منتصف 2012 فيها عن مقتل عدد من الجهاديين أو إلقاء القبض عليهم، لكنه يتعذر التحقق من ذلك من مصادر مستقلة.