يستمر الناخبون الأتراك التصويت في الانتخابات البرلمانية وسط إقبال كبير، حيث يذكر مركز "كوندا" أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأحد 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، ستصل لـ 91%.
ومن جهته أشار "تهران إيردام" مؤسس المركز إلى أن "التحدي والرغبة القوية من قبل جميع الأحزاب سواء الباحثين عن إثبات وجودهم بين صفوف المعارضة أو بين الباحثين عن الوصول إلى الحكم يلعب دوراً كبيراً في رفع نسبة التصويت".
مركز ميتروبول للأبحاث الاجتماعية والاستراتيجية توقع أن نسبة التصويت ستتراوح بين 84 ـ 86%، ويبرر أوزار سنجار المشرف على المركز هذه النسبة العادية بتواجد ٢ مليون طالب تركي منتشرين في كل أنحاء تركيا ومن المرجح عدم عودتهم إلى مدنهم الأصلية.
ازدحام كبير
المواطن التركي "أوزغور بكير أوغلو" يقول لـ "عربي بوست" إنه توجه إلى صندوق الاقتراع في ساعات الصباح الأولى خوفاً من الازدحام، لكنه تفاجأ بتواجد الكثيرين ينتظرون افتتاح المركز، ويتابع "بكير أوغلو" أن هذا لم يشهده في الانتخابات الماضية.
في الوقت نفسه اضطرت "إيدا كوتوك" للانتظار في الطابور لأكثر من نصف ساعة على الرغم من وصولها المبكر للمركز.
وفي سياق متصل شهد مطار أتاتورك بإسطنبول حركة كبيرة السبت، حيث التقت وكالة "دوغان" مع مواطنين أتراك قادمين من ألمانيا وإيطاليا، من أجل التصويت في الانتخابات وذلك بسبب تواجد قيدهم المدني في تركيا وعدم قدرتهم بالإدلاء بأصواتهم في السفارات.
والجدير بذكره أن نسبة التصويت في الانتخابات الماضية وصلت إلى 83.92%. في حين تبقى نسبة التصويت في انتخابات 1987 هي الأعلى في تاريخ تركيا حيث وصلت النسبة إلى 93,28%، وأدنى نسبة تصويت كانت في انتخابات 1969 بنسبة 64.3%.
وبدأ حوالي 54 مليون ناخب تركي بالإدلاء بأصواتهم الأحد 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 في انتخابات تشريعية مبكرة، بعدما فشلت الأحزاب السياسية في تشكيل حكومة ائتلافية بعد الاقتراع الذي جرى في يونيو/حزيران الماضي.
وفتحت أوائل مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة 7,00 بالتوقيت المحلي بحماية من الشرطة في محافظة ديار بكر وفي كل شمال البلاد، حسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وسوف تقفل صناديق الاقتراع عند الساعة 17,00 وستعرف النتائج ليلًا.
احترام النتائج
وفي الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 يونيو/حزيران أخفق حزب العدالة والتنمية الحاكم في تحقيق الغالبية المطلقة التي كان يشغلها منذ 13 عاماً في البرلمان رغم نيله 40,6% من الأصوات ما أسفر عن عدم قدرته على تشكيل الحكومة منفرداً ومن ثم أغرقت البلاد في حالة من عدم الاستقرار.
ولم تظهر الأعلام والملصقات وحافلات الدعاية الانتخابية التي عجت بها الشوارع خلال الفترة التي سبقت الانتخابات التي جرت في يونيو/حزيران ولكن الرئيس رجب طيب اردوغان وصف إعادة الانتخابات بأنها فرصة محورية لتركيا للعودة إلى الاستقرار بعد غموض سياسي استمر شهوراً.
وقال بعد أن أدى صلاة في مسجد جديد بإسطنبول يوم السبت إن "هذه الانتخابات من أجل استمرار الاستقرار والثقة." وتعهد باحترام النتيجة.
وتشير استطلاعات كثيرة إلى أنه على الرغم من أن التأييد لحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية قد يرتفع قليلاً فمن غير المرجح أن تختلف النتيجة بشكل كبير عن يونيو/حزيران عندما حصل على 40.9 في المئة من الأصوات.
ولكن استطلاعاً نُشر يوم الخميس أشار إلى ارتفاع حدث في الآونة الأخيرة في معدل التأييد لحزب العدالة والتنمية وأنه قد يحصل على 47.2% وهي نسبة كافية بشكل مريح لضمان الحصول على أكثر من نصف مقاعد البرلمان المؤلف من 550 عضوا.
استمرار الاستقطاب
ولكن مهما كانت النتيجة فمن المرجح أن يظل الاستقطاب العميق في تركيا بين المحافظين والعلمانيين مستمراً.
وقال بولينت على رضا مدير مشروع تركيا في معهد سي.إس .إي.إس البحثي في واشنطن يوم الجمعة لوكالة رويترز إن "الغموض السياسي وتزايد الانقسامات الاجتماعية وانعدام الأمن الذي ميز الفترة بين هاتين الانتخابات سيستمر على ما يبدو".
وإذا أخفق حزب العدالة والتنمية من جديد في ضمان الحصول على أغلبية كحزب واحد فربما يضطر للعودة لطاولة المفاوضات مع إما حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض أو حزب الحركة القومية اليميني.
ويرى بعض الحلفاء الغربيين والمستثمرين الأجانب والأتراك أن تشكيل ائتلاف مع حزب الشعب الجمهوري هو أفضل أمل لتخفيف حدة الانقسامات الحادة في تركيا عضو حلف شمال الأطلسي والمرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي.
ويتنافس في هذه الانتخابات 16 حزباً، أبرزها حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب الشعوب الديمقراطي، على 550 مقعداً بالبرلمان.