اتسمت ردود فعل المسؤولين الفلسطينيين بالحذر الأحد 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، على إشادة وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالاقتراح الذي قدمته الأردن لتهدئة العنف بين إسرائيل والفلسطينيين وذلك بوضع الحرم القدسي تحت رقابة دائمة بكاميرات الفيديو، واعتبروها فخا لاعتقال المصلين داخل الحرم القدسي.
وعلى الرغم من أن قوات الأمن الإسرائيلية تسيطر على مجمع المسجد الأقصى فإنه ليس من الواضح كيف يمكن تركيب الكاميرات من دون إثارة مزيد من العنف في ذلك الموقع المتوتر إذا عارض الفلسطينيون مثل ذلك الإجراء.
المالكي: فخ لاعتقال المصلين
وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في إذاعة فلسطين، وصف الاقتراح بأنه "فخ إضافي" واتهم إسرائيل بالتخطيط لاستغلال مثل هذه اللقطات للقبض على المصلين المسلمين الذين تعتقد أنهم يحرضون ضدها.
ولم يصدر تعقيب على الفور من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولكن صائب عريقات أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، قال إن عباس أبلغ كيري "أن الذي يبحث عن التهدئة عليه أن يبحث عن جذور الأمر وجذور الأمر هو استمرار الاحتلال".
وقال عريقات "نتنياهو يقرر ما يريد ويتحدث ما يريد ويقول أننا نكذب أننا نحرض فيما هو يعقد صفقات مع وزرائه للذهاب إلى المسجد الأقصى، وفي اليوم التالي يمنع الوزراء وأعضاء الكنيست من الذهاب ولكنه يسمح للمتطرفين والمستوطنين بالذهاب".
"الآن يقول أنه يريد أن ينصب كاميرات من أجل أن يراقب ويعتقل أبناء شعبنا من خلالها وهو يكذب ويكذب".
حماس: محاولة للالتفاف على الانتفاضة
وفي وقت سابق الأحد، دعا إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي، لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلى استمرار "انتفاضة الضفة والقدس"، وحمايتها مما وصفها بـ"محاولات الاحتواء"، و"الالتفاف عليها".
وقال إن أي محاولة للالتفاف على "الانتفاضة" وحقوق الشعب الفلسطيني، ستبوء بالفشل، في إشارة للجهود الأميركية الجارية لتهدئة الأوضاع.
لكن الشيخ عزام الخطيب مدير دائرة الاوقاف الإسلامية وهي الهيئة الأردنية التي تتولى إدارة المزارات الإسلامية في القدس ومنها المسجد الأقصى قال إنه يريد المزيد من المعلومات.
الخطيب، أضاف أنه لم يكن هناك اتفاق مباشر، وهناك حديث عن الوضع هناك في المسجد الأقصى المبارك، نحن ننتظر ماذا سيتم بعد ذلك خاصة وأن الوضع لغاية الآن يحتاج إلى توضيح في بعض نقاط هامة وأساسية وهي إعادة الوضع القائم التاريخي الذي كان قائما منذ عام 1967 لغاية عام 2000، نحن في انتظار هذه التوضيحات.
نتنياهو: الكاميرات لصالح إسرائيل
وقال نتنياهو أمام مجلس الوزراء الأحد، إن إسرائيل "لها مصلحة في تركيب الكاميرات في كل مكان" في الحرم لدحض أي اتهامات بأنها تغير الوضع القائم.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الخطة الجديدة تدعو إلى نصب كاميرات داخل المسجد الأقصى يطلع على تصويرها الأردن وإسرائيل.
ضمانات إسرائيل لكيري
وكان كيري الذي التقى الملك عبد الله عاهل الأردن والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان السبت قال إن إسرائيل قدمت ضمانات بأنها لا تنوي تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي.
وقال كيري إن هذه المراقبة قد تغير الحال تماماً وتمنع أي أحد من الإخلال بقدسية الحرم الذي استولت عليه إسرائيل مع بقية القدس الشرقية والضفة الغربية في حرب 1967.
وكثف كيري مساعيه لوقف أسوأ أعمال عنف بين الجانبين منذ حرب غزة عام 2014 وقال إن إسرائيل قبلت اقتراح ملك الأردن لمراقبة الوضع في الحرم بالكاميرات على مدار الساعة.
مخاوف وغضب فلسطيني
ويخشى المسلمون أن تسعى إسرائيل إلى تغيير الحظر الذي تفرضه على أداء اليهود للصلاة في الحرم.
كذلك يشعر الفلسطينيون بالغضب لما يرون أنه إفراط في استخدام القوة من جانب الشرطة والجنود الإسرائيليين، وتقول إسرائيل إن استخدام القوة المميتة مبرر.
وأثارت المخاوف موجة من هجمات الطعن من جانب فلسطينيين منذ 3 أسابيع في القدس والضفة الغربية المحتلة ومدن إسرائيلية.
وقتل 53 فلسطينياً على الأقل برصاص القوات الإسرائيلية، تقول إسرائيل إن نصفهم مهاجمون في تلك الهجمات وخلال احتجاجات في الضفة الغربية وغزة منذ الأول من أكتوبر تشرين الأول، وسقط 9 إسرائيليين قتلى في هجمات نفذها فلسطينيون.
قتل فلسطينية الأحد
وفي حادث وقع اليوم قتلت قوات الشرطة الإسرائيلية امرأة فلسطينية في مدينة الخليل بالضفة الغربية بدعوى محاولتها "طعن شرطي".
وشهد اليوم أيضاً، قيام فلسطيني بطعن إسرائيلي وإصابته بالقرب من مستوطنة يهودية في الضفة الغربية حسبما أعلن الجيش، وأطلق الإسرائيلي الجريح النار على المهاجم الذي هرب.
من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنّ إسرائيل لا ترغب في "التهدئة الميدانية"، وتواصل "جرائمها" بحق الفلسطينيين.
وقال سامي أبو زهري، المتحدث الرسمي باسم الحركة إنّ "إعدام فتاة اليوم في الخليل، دليل على استمرار الاحتلال في جرائم الإعدامات الميدانية، وكذبه في ادعاء الرغبة في التهدئة الميدانية".