قال مجلس الوزراء المصري أن هاني المسيري محافظ الإسكندرية قدم استقالته من منصبه إلى المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، الذي قبلها.
مصادر حكومية، قالت لـ "هافينجتون بوست عربي" أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كلف "شريف" بعزل "المسيري" من منصبه، بعد الحملة الشرسة ضده من الأهالي الذين اتهموه بالإهمال وظهروا عبر فيديو تم تداوله على الشبكات الاجتماعية وبثته فضائيات مصرية وهم يوقفون سيارته ويتهمونه بالفشل.
وكان الدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية، قد ألمح لتقصير محافظ الاسكندرية ولكنه نفى ما تردد عن تقدم الدكتور هاني المسيري، محافظ الإسكندرية باستقالته، وقال هاتفيًا لبرنامج "الحياة اليوم"، المذاع على قناة "الحياة" المصرية، مساء الأحد: "من حق الناس تغضب جراء ما حدث، ولكن نحن الآن نعمل على حل المشكلة أولا ثم نحقق ونعرف من المقصر ومن المهمل".
"بدر"، أوضح أنه كان من الممكن أن يُعالج الوضع بشكل أفضل مما حدث في الإسكندرية، خاصة وأن هناك مشروعات محطات صرف صحي ورفع تأخر تنفيذها لسنوات، مبررا "أن كمية المياه التي سقطت على المحافظة تعادل 5 أضعاف المعدلات الطبيعية"، على حد قوله.
وحاول رئيس الوزراء، في بيان أصدره الأحد، التخفيف من وقع الإقالة قائلا: "إن المسيري أدى عمله بكل إخلاص، وقدم ما لديه من أفكار لخدمة أبناء المحافظة"، وقرر إسماعيل تكليف نائب المحافظ بصفة مؤقتة بمتابعة الأعمال بالمحافظة.
القرارات العقابية شملت أيضا بعض المسئولين، حيث أعلن رئيس مجلس الوزراء نقل رئيس شركة الصرف الصحي لموقع آخر، وتكليف رئيس الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي فورا بمتابعة الأعمال التنفيذية في مدينة الإسكندرية فيما يخص مياه الأمطار والصرف الصحي، خاصة في ظل الظروف الجوية الحالية السيئة، ومتابعة المشروعات التنفيذية.
وكانت وزارة الصحة والسكان أعلنت رسميا عن وفاة 5 أشخاص فقط نتيجة سقوط الأمطار بمحافظة الإسكندرية صباح اليوم، بعدما تردد أن العدد وصل إلى 8 أشخاص.
رئيس الوزراء شريف إسماعيل، زار الإسكندرية وتفقد المناطق الغارقة بمياه الأمطار وقرر تخصيص مبلغ 75 مليون جنيه لإصلاح شبكة مياه الأمطار في المحافظة.
وقال شهود عيان إن نظام صرف مياه الأمطار في المدينة بدا معطلا مما أدى لارتفاع منسوب المياه لنحو 3 أمتار في بعض مناطق المدينة.
مصادر قالت إن 3 من الضحايا ماتوا صعقا حينما سقط عليهم سلك كهرباء الترام.
وقتل رابع صعقا أيضا في حادث منفصل عندما سقط في حفرة امتلأت بمياه الأمطار وبها أسلاك كهرباء مكشوفة. وقتل الخامس غرقا في سيارته التي غمرتها المياه بعد أن عجزت عن السير.
كما قال الشهود إن أنفاقا في المدينة غمرتها المياه وإن أشخاصا بذلوا جهودا مضنية لإخراج ركاب سيارات حوصرت في المياه، كما أن بعض السيارات حطمتها لوحات إعلانات سقطت في الشوارع.
وتتعرض الإسكندرية لموجات من الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة يسميها السكان "نوات" خلال فصلي الخريف والشتاء لكن الموجة الحالية بدت شديدة على غير العادة.
قوارب صغيرة، ظهرت في بعض الشوارع لنقل سكان من مكان إلى آخر. كما حمل شبان أشخاصا مسنين لنقلهم.
وعبر السكان عن غضبهم من مسؤولي المدينة قائلين إنهم لم يستعدوا جيدا لمثل هذا الطقس السيء، وقال أحد السكان "ما ذنب من ماتوا صعقا بالكهرباء؟ دمهم في رقاب المسؤولين."