أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري السبت 24 أكتوبر/تشرين الأول 2015 عن اتفاق أردني إسرائيلي، تلتزم بموجبه إسرائيل بمراقبة الحرم القدسي وباحات المسجد الأقصى بالكاميرات على مدار 24 ساعة.
وقال إن نتنياهو وافق أن تطبق إسرائيل سياسة تتيح للمسلمين الصلاة في الحرم القدسي، ولغير المسلمين بالزيارة فقط، وأن مسؤولين إسرائيليين سيجتمعون بمسؤولين في دائرة أوقاف القدس.
كيري في تصريحات صحفية له قبيل مغادرته الأردن التي التقى فيها اليوم بالملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس أوضح "أن فحوى الاتفاق كاملاً سيعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم".
دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل، كما احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية وادي عربة (اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة عام 1994).
حماس: اتفاق هزلي وفارغ المضمون
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وصفت إعلان وزير الخارجية الأميركي بأنه "هزلي وفارغ المضمون، وعبارة عن إعادة لتجميل المشروع التهويدي ".
ورأت حماس أن اتفاق التهدئة محاولة "لإخراج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أزمته التي سببتها سياساته العنصرية المتطرفة".
وقالت الحركة إن الشعب الفلسطيني ليس بحاجة لإذن من نتنياهو للصلاة في المسجد الأقصى، مضيفة: "هذا هو حقنا المقدس وسندافع عنه مهما كلفنا الثمن".
إجهاض الرقابة الدولية
موقع العربي الجديد نقل عن مصادر وصفها بالمطلعة أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بجملة من التعهدات والخطوات التي أكدت إسرائيل التزامها بها، في إطار التهدئة والحد من تصاعد المواجهات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مقابل إجهاض أميركي لأي محاولات فرنسية أو دولية للمطالبة بفرض رقابة على المسجد الأقصى أو طلب حماية دولية للفلسطينيين.
بحسب المصادر، فإن كيري أبلغ عباس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ملتزم بعدم التصعيد في المسجد الأقصى، وعدم تغيير الوضع القائم، ووعد بتقليل الاحتكاك بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال، فضلاً عن العمل على ضبط المستوطنين.
المصادر بيّنت، أن من أهم التعهدات الإسرائيلية تجميد أعمال الاستيطان بشكل غير علني، مع الإبقاء على نشر العطاءات الجديدة بذريعة منع انهيار ائتلاف حكومة نتنياهو.
وقالت إن الرئيس عباس رد على جملة التعهدات التي نقلها كيري له، بالقول: "سنرى إذا ما كان الطرف الإسرائيلي سيقوم بأية إجراءات جدية، حتى يمكن التعامل معه".
لقاء كيري وأبو مازن
كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال في تصريحات للصحافيين عقب لقاء كيري بالرئيس الفلسطيني محمود عباس "إننا نأمل من كيري أن يلزم نتنياهو بإبقاء الوضع الحقيقي على ما هو عليه، بعدم تدنيس المسجد الأقصى من قبل المستوطنين والمتطرفين".
كيري وصل الأردن السبت وأجرى مباحثات مع العاهل الأردني، عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في لقاءين منفصلين.
وقالت مصادر دبلوماسية في عمّان إن كيري التقى العاهل الأردني الملك عبد الله في قصر الحسينية غربيّ العاصمة عمّان، وبحث معه الأوضاع في فلسطين والأزمة السورية والأوضاع في العراق وجهود محاربة الإرهاب.
كما التقى وفق ذات المصادر بعباس، صباح اليوم، في مقر إقامته في عمّان، لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وما تشهده من مواجهات وأعمال عنف، واقتحامات إسرائيلية في القدس.
من جهته قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريح رسمي، إن "عباس استمع إلى بعض الخطوات التي يسعى كيري للقيام بها مع الجانب الإسرائيلي".
وأكد عباس أن "القدس والمقدسات والحفاظ على الوضع القائم التاريخي، ووقف اعتداءات المستوطنين، هي الخطوات الأولى، التي يجب أن يقوم بها الجانب الإسرائيلي، قبل أي عمل".
وقال عباس، بحسب أبو ردينة، إن "المطلوب من الحكومة الإسرائيلية الالتزام بالاتفاقات الموقعة"، مضيفًا: "سنرى إذا ما كان الجانب الإسرائيلي سيقوم بأية إجراءات جدية، حتى يمكن التعامل معه".
وحضر اللقاء، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، والناطق باسم الرئاسة، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.
وتشهد الأراضي الفلسطينية وبلدات عربية في إسرائيل، منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية.