حكاية العمر كله

كان كلامنا وصمتنا دايما حكاية، وهايكون حكايا.. ألف ليلة وليلة نحكيها لولادنا.. عن أول دقة قلب وأول مسكة إيد، وأول انبهار بصوت وليد.. إحساس غريب، آل إيه بقيت انت أب وبقيت أنا أم.. إلحق.. بيقولوا علينا عيلة.. أب وأم ووليد. دا احنا لسه في الطفولة.. إزاي هانربي وليد؟!!!

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/23 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/23 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش

هذه المدونة بالعامية

بالساعات كان كلامنا.. مكنش بيخلص الكلام.. كان الكلام كما الشلال دايما هادر.. حتى صمتنا كان كلام.. لأ.. كان صخب.. صمتنا كان صخب،

كان دوشة، مكنش مجرد كلام.

وتمر السنين، والكلام يبقى بيت.. والصمت يبقى ولاد وبامبرز وصينية بطاطس.

وتمر السنين ويقل الكلام ويزيد الصخب.. يبقى دمعة ويبقى فرحة.. عملية لوز وحفلة تخرج.

وتمر السنين ويزيد الصخب ويقل الكلام.. يبقى غلطة واعتذار.. يبقى قعدة ع المارينا وصرخة فرح لما السنارة تطلع بالكليماري بيرقص.

كان كلامنا وصمتنا دايما حكاية، وهايكون حكايا.. ألف ليلة وليلة نحكيها لولادنا.. عن أول دقة قلب وأول مسكة إيد، وأول انبهار بصوت وليد.. إحساس غريب، آل إيه بقيت انت أب وبقيت أنا أم.. إلحق.. بيقولوا علينا عيلة.. أب وأم ووليد. دا احنا لسه في الطفولة.. إزاي هانربي وليد؟!!!

أهو الوليد بقى فرحة كبرت وبنستنى منه الوليد.

إحكي كمان للولاد عن أول دمعة وأول خوف وأول رعب ع الحلم يروح، مرة في حادثة، أو في غرفة عمليات مقفولة على حتة من القلب نايم على بنش الطبيب.

كل حدوتة تبتدي بكلمة "أول".. كل حاجة مع بعض كانت أول وأول وأول.. كنت ليا أول كل حاجة، وكنت ليك.

لما بتزعلني كنت وما زلت باستغرب !!!! هو ينفع حتة منك توجعك متعمدة؟!!!
و لما تيجي عشان تصالح بوقاحة المستغرب إزاي تصدقي إني ممكن أزعلك، هو ينفع حتة منك تزعلك متعمدة؟؟!!!

يا صاحبي الأنتيم وحلم السنين الطويلة اللي فاتت، واللي مش فاكرة كنت إيه قبلها، ولا إنت فاكر.
هو احنا كنا فعلا قبلها؟!!!!
بيقولوا كنا.. وإحنا نضحك ونقول ما كنا.

يا قصة العمر اللي اتحولت أربع قصص، بنتين وولد وقصة المبتدا والمنتهى.. يا أول الحكاية بلا منتهى.

حدوتي أنا.. يمكن مانيش جولييت ولا ليلى ولا عبلة عنترة. ولا انت فارس فوق حصانك ولا انت أوسم رجال زمانك.. بس انت بطل قصتي، وانت الوسيم المشتهى والمبتغى.

مراية حبي عميا؟!!!! قولوا ما تشتهوا.. بس هي مرايتي أنا.. وبتعكس حدوتي أنا.. وفي المراية انت وأنا.. شابين في أول عمرنا.. بالساعات يتكلموا ومكنش بيخلص الكلام.. كما الشلال هادر.. حتى صمتنا كان صخب.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد