تستعد سلطنة عمان لانتخاب مجلس شورى جديد، الأحد 25 أكتوبر/تشرين الأول 2015، وسط توقعها بإقبال انتخابي ضعيف، ودعاية انتخابية بعيدة عن الأزمات التي تشغل الدول المجاورة.
ورغم انتشار صور المرشحين بالعاصمة مسقط والمدن الكبرى، إلا أن مراكز الاحتشاد لا تتصف بالحماسة، حيث تركز الحملات الانتخابية على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، بعيداً عن الأزمات التي تشغل الدول المجاورة مثل اليمن والسعودية.
ويتمتع مجلس الشورى العماني بصلاحيات استشارية محدودة بالرغم من توسيعها عام 2011.
علاقات جيدة مع إيران
وتحتل سلطنة عُمان التي يحكمها منذ 45 عاماً السلطان قابوس بن سعيد، موقعاً مميزاً إذ إنها تقيم علاقات جيدة مع الدول الخليجية النفطية الغنية ومع إيران .
ولعبت السلطنة العضو في مجلس التعاون الخليجي في السنوات الأخيرة دور وساطة للإفراج عن رهائن غربيين محتجزين في اليمن. كما استضافت مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي.
بعيدة عن السياسة والأمن
ومن أصل حوالي 4,1 مليون ناخب في السلطنة، 44% منهم أجانب، دعي 611 ألفاً و906 ناخبين إلى التصويت الأحد في 107 مراكز للاقتراع.
وسيختار الناخبون أعضاء مجلس الشورى البالغ عددهم 85 من أصل 596 مرشحاً، بينهم 20 امرأة، حسب اللجنة الانتخابية.
ويقدم المجلس الذي ينتخب لولاية مدتها 4 سنوات، النصح للحكومة حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية، لكنه لا يتدخل في المسائل المرتبطة بالدفاع والأمن الداخلي والسياسة الخارجية.
وكان السلطان قابوس أمر في 2011 بتعديل القانون الأساسي لمنح مجلس عمان "سلطة تشريع ومراقبة" لعمل الحكومة. ويضم هذا المجلس مجلسي الشورى والدولة الأقرب الى مجلس للأعيان ويضم 83 عضواً معينين.
إصلاحات سياسية
واتخذ السلطان هذه المبادرة بعد أسابيع من تظاهرات مطالبة بإصلاحات سياسية في أجواء من السخط الاجتماعي في تحرك غير مسبوق في السلطنة في أوج "الربيع العربي".
لكن هذا الاستياء الشعبي لم يكن يستهدف شخص السلطان الذي يملك الجزء الأكبر من السلطة.
والسلطان قابوس البالغ من العمر 74 عاماً لم يظهر علناً منذ عودته في 23 مارس/آذار إلى مسقط بعد غياب دام 8 أشهر على إثر "استكمال البرنامج الطبي" في ألمانيا "الذي كتب لنتائجه النجاح التام". وتحدث دبلوماسيون عن احتمال إصابته بسرطان في القولون.
وفي الأوساط السياسية في مسقط يشار الى حدود توسيع صلاحيات المجلس الاستشاري.
وقال المحلل العماني أحمد علي المخيني إن "المجلس المنتهية ولايته لم ينجح في الاستفادة من صلاحياته الجديدة بسبب هيمنة الحكومة على الحياة السياسية". وأضاف أنه "لم ينجح في استجواب وزير أو إخضاع عضو للحكومة لتصويت على الثقة، كما أنه لم يقر قوانين اقترحت بمبادرة منه".
وصرح دبلوماسي في مسقط بأن هذا الوضع "خيّب آمال السكان الذين يبدون غير مبالين بهذا الاقتراع".
وكدليل على ذلك تراجع عدد المرشحين هذه السنة بمقدار النصف، مقارنة مع انتخابات 2011، كما انخفض عدد النساء المرشحات نحو ثلاثة أرباع.
مشاركة المرأة في الانتخابات
وكانت سلطنة عُمان في 1994 أول دولة خليجية تمنح المرأة حق التصويت والترشح في الانتخابات.
وبين دول الخليج لدى الكويت والبحرين برلمانان ينتخبان بالاقتراع العام المباشر. لكن أحزاب السياسة مازالت محظورة في الدول الثلاث وكذلك في السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، حيث لم تنظم سوى انتخابات جزئية حتى الآن.
وتنتج عمان الدولة غير العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) نحو 978 ألف برميل يومياً، وتسعى الى تنويع اقتصادها لخفض اعتمادها على العائدات النفطية التي تراجعت منذ 2014 بسبب انخفاض الأسعار.