يتوجّه الشاب العشريني بلال منذ أكثر من أسبوعين ويومياً، إلى شرق مخيم البُريج الواقع وسط قطاع غزة للمشاركة في المظاهرات التي تتحول في الغالب إلى مواجهات تدور مع الجنود الإسرائيليين في المنطقة الحدودية.
بلال، بُترت قدمه اليمنى في حروب سابقة، لكنه استطاع ورفاقه من المتظاهرين الوصول إلى نقطة "صفر" على الحدود مع إسرائيل، وخلعوا السياج الفاصل وبعض البوّابات الحديدية التي أقامتها.
"أنا من أوائل المتظاهرين الذين عبروا قبل نحو أسبوع الحدود إلى الجانب الإسرائيلي مرددين شعارات منددة بالجرائم الإسرائيلية"، هكذا يقول بلال لـ "عربي بوست".
ويتابع "في الساعة 4 عصراً السبت 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، دخلنا للمرة الأولى إلى الحدود وعلّقنا العلم الفلسطيني، وبعدها خلعنا السياح الفاصل والبوّابة الرئيسية في غضون نصف ساعة ورميناها في القمامة، وهناك من أخذ أجزاءً منها لبيعها".
بلال الذي يسير متكئاً على عكازين وصل مع نحو 30 شاباً إلى السياج، وتعرّض "عدد منهم للضرب المبرح من قبل الجنود الإسرائيليين" على حدّ قوله.
المقص هو السلاح!
أما أحمد، الذي وصل أيضاً، إلى نقاط قريبة مع جنود الاحتلال، قال إنهم حملوا معهم "المقصّات" قبل وصولهم إلى الحدود لقص السياج، إلى جانب معدات لتكسير البوابات.
وأضاف لـ "عربي بوست"، أنه "لم يشعر بالخوف مطلقاً عند دخوله المنطقة العسكرية الإسرائيلية والتي يتواجد بها جنود مدجّجون بأحدث الأسلحة".
شهود عِيان من المتظاهرين، قالوا إن الجنود الإسرائيليون أطلقوا عدداً من الكلاب البوليسية والمزوّدة بكاميرات مراقبة على العابرين إلى السياج الفاصل، غير أن المتظاهرين واجهوها بما لديهم من معدّات.
وفي منطقة معبر بيت حانون "إيرز" الواقع شمال قطاع غزة، إحدى النقاط الساخنة والتي تشتعل فيها المواجهات يومياً منذ بداية "انتفاضة القدس" قبل أكثر من أسبوعين، استطاع المتظاهرون أيضاً الوصول إلى أماكن متقدّمة في المنطقة العسكرية وتحطيم البوّابات وقطع السياج الفاصل.
ويرى الشاب عبد الله، أحد المشاركين في تظاهرات معبر بيت حانون، أن أمر الوصول إلى البوّابات المتاخمة لأبراج المراقبة العسكرية الإسرائيلية كان سهلاً، غير أن تكثيف إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع حالَ دون تقدّمهم أكثر، أو معاودة الكرّة مرة أخرى للوصول إلى داخل المنطقة، لافتاً إلى أنهم صنعوا "متاريس" من البوّابات الإسرائيلية التي حطّموها.